الميمون يبكي دماً .. فرس ابي عبد الله الحسين ع هدية للمصممين الاعزاء
بتاريخ : 14-08-2012 الساعة : 10:22 AM
لما صرع الحسين ، انطلق الفرس متوحشاً ويصهل صهيلاً عالياً ويدور حوله ويلطخ ناصيته بدمه، وهو يحامي عن الإمام الحسين ويثب على الفارس فيخبطه على سرجه ويدوسه.
فصاح ابن سعد: دونكم الفرس، فإنه من جياد خيل رسول الله، فأحاطت به الخيل، فجعل يرمح برجليه حتى قتل أربعين رجلاً وعشرة أفراس، فقال ابن سعد: دعوه لننظر ما يصنع، فلما أمن الطلب، أقبل نحو الحسين ثانية يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلاً عاليا.
قال الإمام أبو جعفر «كان يقول: الظليمة الظليمة، من أمة قتلت ابن بنت نبيها» (1).
وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل ويضرب برأسه عند الخيمة، وقد ملأ البيداء صهيلا، فتيقن النساء أن الحسين قد قتل، وخرجت سكينة لما سمعت صهيل فرس أبيها، فخرجت تستقبله لعله أتاها بالماء، فرأت الجوادَ عارياً ورأسه ملطخاً بالدم والسرج خالياً من راكبه، فهتكت عند ذلك خمارها وصاحت: "قُتل والله أبي الحسين "، ورفعت صوتها بالبكاء ونادت: "وا محمّداه، وا غريباه، وا حسيناه، وا جداه، وا فاطمتاه، أيها الجواد أين أبي ؟ أين قرة عين رسول الله؟"، ثم أخذت ترثيه بهذه الأبيات:
أميمون أشفيت العدى من ولينا * وألقيته بين الأعادي مجدلا
أميمون ارجع لا تطيل خطابنا * فإن عدت ترجو عندنا وتؤملا (2)
وورد في كتاب مصائب المعصومين : لما توجه ذو الجناح إلى المخيم، خرجت النساء من الخدور ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات، فواحدة تقول: "أيها الجواد، أين رميت بالحسين ؟"، وأخرى تقول: "لما أخذت الحسين إلى الاعداء؟".
نادته زينب : "واه، أرى وجهك الملطخ بالدماء"، ونادت سكينة: "كان أبي عطشاناً يا جواد، هل سقي أبي أم قتل عطشانا؟" (3).
روى البعض: أقبل الفرس يركض نحو خيمة النساء، وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة، حتى مات (4).
ونقل بعض آخر: فرّ الفرس من عند النساء متوحشاً، حتى ألقى بنفسه في الفرات، ولم يعثر له بعد ذلك من أثر (5)، وذُكر أنه يظهر عند ظهور الإمام صاحب الزمان ).
----------
(1) مقتل الحسين للمقرم: 283.
(2) تذكرة الشهداء، ملا حبيب الله الكاشاني: 349.
(3) مصائب المعصومين: 3/237.
(4) معالي السبطين: 2/47.
(5) تذكرة الشهداء: 353.
(6) معالي السبطين للحائري: 2/47.