حقيقة الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ما أثاره الاخ النجف الاشرف في موضوعه ( لماذا لا تفضح الشيعة أعترافات علماء السنه بتحريف القران الكريم ؟!) حيث أعجبني كثيرا موقف علماء الشيعه في الذود عن حرمات الاسلام وتقديم مصلحة الاسلام العامة على اي مصلحة اخرى وعدم انجرارهم للصراعات التي يقوم بها اهل التكفير والفتن ,,,
يقول المرجع الشيعي سماحة السيد محمد سعيد الحكيم(ان ظلم الشيعه والطعن عليهم أهون من الطعن بالقران الكريم ,والنيل من مقامه الرفيع فصبروا على مضض),,
فتأملت سيرة اهل البيت عليهم السلام عبر التاريخ فوجدت ان علمائنا ماهم الا تلامذة نجباء لساداتهم ومربيهم وهم اهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، فالائمة الاطهار من قبلهم كانت لهم مواقف كثيرة في هذا الدرب فسار اتباعهم على نهجهم وهداهم ..
فقد عُرف عن آل البيت عليهم السلام بحرصهم على المحافظة على أخلاقيات الاسلام ، والدعوة الى عزته ووحدة كلمة أهله والتاخي بينهم ، ورفع الاحقاد من النفوس ..
فلنتأمل موقف سيدنا علي عليه السلام مع الخلفاء الذين سبقوه ، فمع عدم رضاه عنهم واعتقاده بغصبهم لحقه ، الا انه جاراهم وسالمهم بل حبس رأيه في أنه المنصوص عليه بالخلافة ، حتى انه لم يجهر في حشد عام بالنص الا بعد ان رجع الامر اليه ، فاستشهد بمن بقي من الصحابة عن نص (الغدير) في يوم (الرحبة) المعروف في سنة 35 للهجرة .. وكان لايتأخر عن الاشارة عليهم فيما يعود على المسلمين او للاسلام بالنفع والمصلحة ، وكم كان يقول عن ذلك العهد : ( فخشيت ان لم أنصر الاسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما)
كما لم يصدر منه مايؤثر على حكمهم او يضعف من سلطانهم فجلس جليس البيت بالرغم مما كان يشهده منهم ،، وهو كما يعرف الجميع يتمتع بكل موقومات الشجاعه والاقدام والجراه في الحق ، كل ذلك رعاية لمصلحة الاسلام العامة ورعايه ان لا يرى في الاسلام هدما او انتقاص .. وهذا عمر بن الخطاب يقول ويكرر ( لاكنت لمعضلة ليس لها ابوالحسن) أو ( لولا علي لهلك عمر)
ولاننسى أيضا موقف الحسن بن علي عليه السلام مع معاوية ، بعد ان راى ان الاصرار على الحرب ليس في مصلحة الاسلام وممكن ان تمحى الشريعه الالهيه ، ويقضى على البقيه الباقية من اهل البيت ، ففضل المحافظة على ظواهرالاسلام واسم الدين حتى لو اضطر لمسالمة معاويه العدو اللدود للدين واهله والخصم الحقود له ولشيعته ، وقد فعل سلام الله عليه ، على الرغم من توقعه للظلم له ولاتباعه .. ولكن مصلحة الدين عنده فوق كل هذه الاعتبارات ..
وكذلك باقي الائمة الاطهار في مواقفهم مع ملوك عصرهم ، وان لاقوا منهم انواع الظلم والتنكيل والاضطهاد ، الا انهم تعاملوا معهم بكل سلم وبدون عنف، فانهم لما علموا ان المجال لم يسنح لهم بالحكم انصرفوا الى تعليم الناس معالم دينهم وتوجيه اتباعهم التوجيه الديني العالي ،وكل الثورات التي حدثت في عصرهم من العلويين وغيرهم لم تكن عن اشارتهم ورغبتهم بل كلها كانت مخالفة لاوامرهم وتشديداتهم ، فانهم كانوا احرص على كيان الدولة الاسلامية من كل احدحتى من الحكام السياسيين في وقتهم
هذه هي سيرة اهل البيت عليهم السلام في الدعوة الى الوحده الاسلامية والاهتمام بالدين ومعالمه ..
وعلى هذه الشاكله سار أتباع اهل البيت شيعتهم ومحبيهم ،،،،
فهؤلاء المراجع العظام احرص الناس على الوحده فلم نرى منهم اي ردة فعل سلبيه تجاه اى ارهاب او تكفير يصدر من الطوائف الاخرى ، ولم يفتي اى مرجع شيعي بفتوى تخل بالوحده او تؤدي الى الفرقه كما يفعل غيرهم
وكذلك هم يحرصون على القران الكريم وصيانته من القول بالتحريف فيسكتوا عن الهجوم على من يقول به فيتنازلوا عن حقهم بالدفاع فقط من اجل المصلحة الكبرى ، فالدين عندهم اهم من مصلحتهم الشخصية ..
هذه هي الوحده والتراحم والمحافظة على الدين عند اهل البيت واتباعهم ...فأروني ماهي انجازاتكم وسيرتكم في مجال التقريب بين المسلمين والمحافظة على الدين يا اتباع ابن تيميه ؟؟
ويكفي هذا الفارق بين الشيعه وعلمائهم وبين اهل التكفير
والفرقه واصحاب الفتاوي التخريبيه ..
التعديل الأخير تم بواسطة مسلمه ; 13-07-2009 الساعة 06:28 AM.
اذا كان الكلام من فضه فأن السكوت من ذهب ..
نعم أئمتنا عليهم السلامـ ومراج ـعنا العظـآم ..
سكوتهم من ذهب .. واغلى من الذهب
لأن الهدف الذي جعلوه نصب اعينهم في سكوتهم
هو عدم تشتيت الدين الأسلامي
والسماح الى العدو .. ان يجد مساحات وثغور
يمكنه الدخول اليها أيً كانت الطريقه ..
بعكس علماء الفساد
فنــراهم كالنعاج ..
يعلون المنابر ويشوهوا مذهب اهل البيت وسب اتباعهم !!
كما فعل جدهم معاويه حينما علا المنبر سبعين سنة .. يسب مولاي وأميري علي عليه السلام
ان كان الشيعة كما يصفون من الحقد و الكره للاسلام لماذا لا يصدرون الفتاوي بتكفير مخالفيهم و قاتليهم و مضطهديهم عبر الزمن ؟؟؟
لو اختلفت أنت و انسان جاهل غبي حول فكرة معينة سينهال عليك بكل كلمات الطعن و التشنيع ... بينما العاقل يستوعب الخلاف و يمتص الغضب و يفكّر في تبعات كلامه ...
فالصمت لا يدلّ على الضعف ابدا
....
قبل يومين او ثلاثة طرح احدهم موضوع يسأل ان كان الشيعة يرون المخالفين مؤمنين ؟؟؟
لو كان الشيعة كما يصفون من الجهل و البغض للمسلمين لانهالت عليه كلمات التكفير ... لكن كل الأعضاء كانوا حريصين جدا في كلماتهم ... فلم يقل احدهم كلمة تخرج الطرف الآخر من الاسلام ( لكن الاختلاف موجود و لولا هذا لما كنّا فِرق ) ... لماذا لم يردّوا بعبارات التكفير ؟؟؟!!!! مع كل ما يتعرضوا له من طعنات و أذى ... لكنّهم حريصون على الوحدة الاسلامية ...
فعامة الشيعة أكثر حلما و أكثر حرصا على الإسلام و وحدة المسلمين من علماء البعض !!!!!
هذا ما رأيته و هذا ما لمسته ... بل و أكثر عقلا ... فكما قلت سابقا لو اختلفت مع جاهل لما تردد في اهانتك ... و لو كانوا بما يصفونهم به لما ترددوا بالإهانة و الرد على تكفيرهم بالمثل ... لكن هي المصلحة العامة للإسلام ...
ان كان هذا حال الأعضاء هنا و أغلبهم من عامة الشيعة و ليس من علمائها ... فما بالك بعلمائنا حفظهم الله !!!!
أدامنا الله على ولاية آل البيت عليهم السلام ... و اعاننا على الصبر و التحمّل كما تحمّلوا ...
ما هي الوحدة بين المسلمين؟
ان قضية الوحدة بين المسلمين ما هي الا مسألة عقلية قبل ان تكون نصية و فريضة شرعية قبل ان تكون مسوولية اجتماعية و هي علي كل حال لايمكن التعامي و التغاضي عتها او غض الطرف عنها بعد قوله سبحانه و تعالي- و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا-
بذا امر سبحانه –علي ان يكون حبل الله هو علي عليه السلام و ولده كما صرحت نصوص العامة فضلا عن الخاصة.
و توعد عز اسمه علي التهاون بالوحدة و تضييعها بالعذاب العظيم_ فقال تعالي- و لاتكون كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و اولئك لهم عذاب عظيم_
فالوحدة بين المسلمين يجب ان تفهم علي انها قضية رسالية اساسية لاسياسية وقتية و هي ذات ابعاد متشعبة فرط بها قوم و افرط اخرون مع كل ما لها من الاهمية و في لزوم حمايتها و الحرص عليها الا انه ويا للأسف- قد خلط بين الوحدة السياسية و الدينية.
فليست الوحدة هي كون الباطل حقا و لا الحق باطلا- فماذا بعد الحق الا الضلال- و جاء الحق و زهق الباطل-
بل المنهج التحقيقي و الموضوعية العلمية تستدعي الباحث عن الحقيقة ان يفحص و يبحث.
ثم يستنتج من رسالة السماء ما هو واجبه و ما تمليه عليه فريضته لا انه تحت شعار حفظ الوحدة يهمل كل الفروع و الاصول التي يلقاها خلال بحثه و تفتيشه بل ينسي – و يا للعار- الحقيقة و الحق. بل يلتزم الضلالة و الباطل متذرعا بهذه اللفظة.
فهل –يا تري- تجنب الفرقة و الخلاف و التمسك بالوحدة و الوفاق يلزم منه توافق الجميع حتي فيما اختلفوا فيه.
و هل معني الوحدة هي حفظ جميع الخلافات و اسبابها و دواعيها و جذورها الي الابد؟
و هل معني الوحدة هو مجرد مجاملات و تملق و تزلف بعضنا لبعض؟
و لب المقال انه متي كان التمسك باسباب الشقاق و الخلاف هو الجامع المحقق لدواعي الانسجام و الوحدة؟
و حرام علينا استغلال شعار الوحدة الاسلامية لقتل روح التفكير الحر و البحث العلمي و التصدي للمسؤولية الشرعية و تحجير عقولنا و اماتة الحقائق متذرعين بهذه الذريعة لقتل الموقف القائم عن بصيرة و وعي!!!
و مسعانا و عقيدتنا و مسؤوليتنا –لوكنا مسلمين- تتلخص في حفظ الدين الحنيف كما أرادته السماء لنا و قام الدليل بالالتزام بالموقف الحق الثابت الذي لاغبار عليه و حمايته بالغالي و الرخيص و طرح جميع الافكار علي طاولة التشريح و الدقة في الدليل سواء وافق ميول الاشخاص و أهواهم ام خالفها
نضيف لتلك المواقف موقف للامام الحسين عليه السلام ...
فلئن نهض فلأنه رأى من بني أمية أن دامت الحال لهم ولم يقف في وجههم من يكشف سوء نياتهم ، سيمحون ذكرالاسلام ويطيحون بمجده، فأراد أن يثبت للتاريخ جورهم وعدوانهم ، ويفضح ماكانوا يبيتونه لشريعة الرسول وكان ما اراد ..
ولولا نهضته المباركة لذهب الاسلام في خبر كان يتلهى بذكره التاريخ كانه دين باطل ، فما قام به الامام الحسين هو طريق أيضا للوحده ولكن باسلوب مغاير هذه المرة , اسلوب التضحية والفداء , وبالاخير فان المصلحة العليا وهي الحفاظ على الدين والوحده هي كانت الهدف والغاية ..
وصدق حبيبنا رسول الله عندما قال ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا )
ويظهر لنا حرص آل البيت عليهم السلام على بقاء عز الاسلام وان كان ذو سلطة من ألد عدائهم ، في موقف الامام زين العابدين عليه السلام من ملوك بني أمية ..
وهو المنتهكة حرمته وحرمه في عهدهم ، والمحزون على ما صنعوا مع ابيه واهل بيته في واقعة كربلاء ، فانه - مع كل ذلك - كان يدعو للاسلام بالعز وللمسلمين بالدعة والسلام ، وقد كان سلاحه الوحيد في نشر المعرفة هو الدعاء ..
فعلم شيعته كيف يدعون للجيوش الاسلامية والمسلمين كدعائه المعروف
بـ( دعاء أهل الثغور) الذي يقول فيه:
( اللهم صل على محمد وال محمد وكثر عددهم ، واشحذ اسلحتهم ، وأحرس حوزتهم ، وامنع حومتهم ، وألف جمعهم ، ودبر أمرهم ، وواتر بين ميرهم ، وتوحد بكفاية مؤنهم ، واعضدهم بالنصر ، وأعنهم بالصبر، والطف لهم في المكر)
الى أن يقول ( اللهم وقو بذلك محال اهل الاسلام وحصن به ديارهم ، وثمر به أموالهم ، وفرغهم عن محاربتهم لعبادتك ، وعن منابذتهم للخلوة بك ،حتى لايعبد في بقاع الارض غيرك ، ولاتعفر لأحد منهم جبهة دونك)
فما أجمل هذا الدعاء .. وأجدر بالمسلمين في هذه الايام ان يتلون هذاالدعاء ليعتبروا به وليبتهلوا الى الله تعالى في جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم وتنوير عقولهم .
هنيأ لكِ هذا الفكر المحمدي الفاطمي العلوي الحسينيان
حماك الله برعاية صاحب الامر
ورزق رحمة وشرف النظر له
(( القلم الرقيب ))
الحمد لله أن هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا
الله .. وما أطيب هذاالدعاء الهي آمين
اللهم لاتحرمنا من النظر الى وجه وليك
ولكم مثل هذه الدعوة يارب العالمين
ألف شكر أيها المشرف المبجل..