[م ك خديجة روه ة]

إلى كلِّ من أحبَّه قلبي ..
إلى كلِّ منْ لم أستطعْ أن أعرفه أكثر وأحبه أكثر..
إليكم يا من زرعتم قلبيَ بالحُّب ..

لمْ أكنْ أحب أن أدمي قلوبكم معي

ولكن الوقت قد أزف وأوشكت شمسي على الغروب ..
وقد بدأ العد التنازلي لرحيلي هن هذا المنتدى ..
ومن الأمانة أن أقول لكم وداعاً قبلَ الرحيل ..
إن قلبي يقطر ألماً على فراق أحبتي وأهلي وصحبي
لقد شاءت مشيئة الله ان تضع حدا لخوفي اليومي وعذاب نفسي
ولم أكن اتصور أن تكون نهايتي قد تسارعت خطواتها وتقاربت عقاربها
وأن عليَّ أن الملم أشلائي ..
وأعيد ترتيب أوراقي ..
أغمضت عيني برهة وخفتُ أن لا يمنحني القدر فرصةً أخرى لأفتحها مرةً أُخرى
ارتسم بمخيلتي شريط الماضي والحاضر معاً ..
سمعت أصوات وهمسات وضحكات وبكاء مرير ..
أناس أحببتهم .. أخ و صديق وحبيب ورفيق درب .. وزميل ........
لا بد أن اكتب لهم ولو كلمة صغيرة...
كلمة وداع وذكرى ..
لا بدَّ أن أسرع فالوقت قد لا يسعفني ..
ولا أدري متى سيكون الرحيل ومتى سيتوقف قلبي فيتوقف قلمي عن الكتابة ..
ومتى يلفظ القلب الحزين آخر أنفاسه..
ويسكن للخلود الأبدي ...
كنت جالسة اليوم وهو يحدثني بكل صدق وأمانة ..
كنت أنظر إليه ولكن عيوني كانت تعانق السماء وتحلق ما وراء الزمن
وتمر مخيلتي بكل مراحل طفولتي وشبابي..
تذكرت حينها كيف كنت أملأ الدنيا ضحكاً وفرحا.
كانت الأفكار تمرُّ مسرعةً كقطارٍ يجتاز المحطات مسرعاً ليصل لنهاية المشوار...
..
أخذني قطار الذكريات بعيداً بعيداً
وكيف كانت الدنيا أجمل ما تكون ..
ولكن القطار كان يسير مسرعاً لأنه من الماضي ولن يتوقف ..
ولن يرحم تشبث قلبي بمن أحبه في الماضي وبقيت جزءاً منه ..
لم يبق لي منه سوى الذكرى ..
ابتسمت .. رغم الأسى الشديد ..
وداعاً يا أحبتي ..
وداعاً يا من كنتم لي كلّ ما أملك...
ولتغفروا لي رحيلي .. واذكروني عند ما ترحل الشمس بغروبها ..
وتطير الطيور بأرزاقها وتتفتح الزهور بألوانها
وداعا