بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم إني أدعوك لهم لا يفرجه غيرك ، ولرحمة لا تنال إلا بك ، ولكرب لا يكشفه إلا أنت ، ولرغبة لا تبلغ إلا بك ، ولحاجة لا يقضيها إلا أنت ..
ان للحق ميزان وهذا الميزان له مصداق ومصداقه امير المؤمنين عليه السلام ولذلك جاء الامر الالهي بتنصيب امير المؤمنين علي عليه السلام وليا وواليا لامة الاسلام وخليفة لرسول الله صلى الله عليه واله في رعاية وادارة شؤونها ، فاطاع الرسول صلوات الله عليه وعلى اله وسلامه امر ربه ، ووقف في غدير خم ورفع يد على حتى بان بياض ابطيه وقال : من كنت مولاه فهذا على مولاه .
فوقفت هذه الامة امام هذا الامر الصعب ، الا وهو كيف يتسنى لهذه الامة اتباع علي ع وترك الدنيا وزينتها ، وهو القائل لها مخاطبا : يادنيا غري غيري ، اني طلقتك ثلاثا لارجعة لي فيها . وكيف يستطيعون التغلب على انفسهم وشهواتها وحب الجاه والسلطان ، حيث لاجاه ولاسلطان مع امير المؤمنين ، وحيث لاتغليب لمصلحة الاصحاب والاقارب ولاتفضيل ،
طريق على طريق الحق لايمشي فيه الا القلة ، لان ( اكثرهم للحق كارهون ) فهو طريق موحش . وطريق علي صعب غير معبد مليء بالاشواك فعلى الذي يسلكه ان يتعذب ، في طريق على يمكن ان تقتل او تحرق او تذبح ويمكن ان يتقرب بذبحك الى السماء فتكون قربانا في طريق ولاية على صلوات الله وسلامه عليه، لان عليا ع هوية فيمكن ان تقتل على هذه الهوية ، في طريق على يمكن ان تسبح ضد التيار ويمكن ان تمشي بعكس الناس ... ومنذ ذلك التاريخ اصبح حب علي قضية ومنذ ذلك التاريخ نحاكم على هذه القضية ، وقال فينا امرا وموجها : لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه فان الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير وجوعها طويل . ولان علي مع الحق والحق مع علي ... فعلي هو الحق والحق هو علي ... فلاتستوحشوا طريق علي لقلة سالكيه ...