إثبات أن الإمام المهدي ابن الحسن العسكري من كتب الإخوه السنه
بتاريخ : 15-02-2018 الساعة : 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هناك من يفرق بين مهدي السنه ومهدي الشيعه ويقول مهدي السنه محمد بن عبدالله ومهدي الشيعه محمد بن الحسن
العسكري ، هل يترك رسول الله صلى الله عليه وآله ياترى المسلمين مختلفين في إسم والد مهديهم وكل فرقه
تؤمن بمهدي مختلف ! ، هذا المهدي الذي يملأ الأرض قسطآ وعدلآ كما ملئت ظلمآ وجورآ يختلفون في إسم والده!
وعندما يملأ الأرض عدلآ لايحق لأحد أن يقول لماذا يفعل هكذا وهكذا إذا خرج ، ناهيك أن الحسن العسكري ابن
الإمام الهادي عليهما السلام وهو من آل محمد لاشك أنه أفضل واشرف من عبدالله هذا الرجل المجهول ! الذي لاأثر له
الى الآن ! ، ولنا أن نسأل سؤال هل عبدالله هذا يعده السنه من الأئمه 12 !!!! ، كيف يكون إبنه من الائمه وهو لامنزله له !! ،
متى تكون كلمتنا واحده نحن الشيعه مع السنه في تحديد إسم والد المهدي عليه السلام خصوصآ أن الأحاديث التي
يحتج بها الإخوه السنه في قولهم أن والد المهدي عليه السلام إسمه عبدالله لاتدعم قولهم هذا بل تؤيد قول الشيعه!!
- لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن القيم - المصدر: المنار المنيف - الصفحة أو الرقم: 108
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أقول : قوله إسم ابيه إسم أبي لادلاله له على أنه يقصد عبدالله وسبحان الله المتعصبين يكفرون والد النبي
عبدالله و هنا يتبجحون بأن إسم والد المهدي على إسم سيدنا عبدالله ، والجواب هو أن الإسم
هو الكنيه فقد ورد أن المصطفى صلى الله عليه وآله سمى عليا أبي تراب ولم يكن له إسم احب اليه منه
فقد روى الإمام البخاري و الإمام مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سمى علياً أبا تراب ولم يكن اسم أحب إليه منه. وقال المتنبي «ومن كناك فقد اسماك للعرب
يعني يكون المعنى كنيته كنيتي أي أباالقاسم وكنية أبيه كنية ابي أي أبومحمد، وقد يكون المعنى إسمه أسمي أي محمد وإسم أبيه أي الحسين عليه السلام وكنيته أبوعبدالله هي إسم ابي أي عبدالله ،
لشيوع إطلاق الأب على الجد الأعلى كقوله تعالى (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (الحج: 78 ) (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ) (يوسف :38 )الآية، وفي حديث الإسراء هذا أبوك إبراهيم (1)
فيدل هذا على أنه من ولد الحسين عليه السلام وليس من ولد الحسن عليه السلام
وإحتمال حدوث التصحيف والوهم وارد فقد يكون قال إسم أبيه إسم إبني ويقصد الحسن العسكري لأنه سمي الإمام الحسن ابن علي عليهم السلام جميعآ الذي هو ابنه
والروايات التي ذكرت الحديث بالزيادة ( اسم ابيه اسم أبي ) مدارها على عاصم بن أبي النجود
وهو ضعيف في حفظه ووردت أيضآ أحاديث مدارها عليه لكن مع عدم وجود الزياده وأيضآ بعض الرواه
الذين رووا الحديث مع الزيادة رووه مع عدم الزياده وأيضآ ووردت روايات ولاذكر لعاصم في سندها وخاليه
من الزياده وأخرج الحديث الترمذي في جامعه وابن داود في معظم روايات الحفاظ الثقات ولم يذكروها –الزيادة- ووردت بهذا اللفظ أيضآ : اسمه اسمي أو اسم نبي والمقصود محمد أوكنيته إسم نبي وهو صالح والمقصود النبي صالح عليه السلام
- إعتراف الإمام الذهبي بأن المهدي عليه السلام ولد لكن مات :
وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم، ولم يعلم كيف مات. وأمه أم ولد. وهم يدعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحد لم يره أبدا، فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا(2)
فهذا رأي الإمام الذهبي في الإمام المهدي عليه السلام أنه مات ولتتأكدوا أيضآ في صحة هذا الكلام
قوله أن الرافضه يقولون أنه حي لم يمت واختفى في السرداب
- وفي سير أعلام النبلاء قال :
وفيها مات إبراهيم بن الحارث البغدادي، وابراهيم بن هانئ النيسابوري، وسعدان بن نصر المخرمي، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعلي بن حرب، وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، والقدوة أبو حفص النيسابوري، وهارون بن سليمان، والمنتظر محمد بن الحسن، والرافضة تقول: لم يمت، بل اختفى في السرداب. (3 )
جاء في كتاب الإشارة إلى وفيات الأعيان المنتقى من تاريخ الإسلام للامام الذهبي عني بتحقيقه والتعليق عليه إبراهيم صالح ، دار إبن الأثير بيروت ، ص131 في من مات سنة 265 :
سنة خمس وستين ومئتين
ابوبكر أحمد بن منصور الرمادي وسعدان بن نصر أبوعثمان البزاز وعبدالله بن محمد بن أيوب المخرمي وصالح بن أحمد بن حنبل وعلي بن حرب الطائي في شوال وعلي بن الموفق العابد وأبوحفص عمرو بن مسلم النيسابوري الزاهد والمنتظر محمد بن الحسن بن علي معصوم الرافضة ومحمد بن سحنون الفقيه ويعقوب بن الليث الصفار الأمير .
أنقل التوثيق :
وقد إعترف غيره من علماء المخالفين بولادته ووالده العسكري وصرحوا بهذا في كتبهم
فهو الإمام :
- كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4591
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لكتاب : عقد الدرر في أخبار المنتظر
المؤلف : يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي ( من علماء القرن السابع )
تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ، تعليق : علي نظري منفرد
ص178-179
وعن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، فقال: يكون لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتى إذا كان قبل خروجه، انتهى المولى الذي يكون معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً.
فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى الجبال لنناوينها معه.
ثم يأتيهم من القابلة، فيقول: استبرئوا من رؤساكم أو خياركم عشرة، فيستبرئون له، فينطلق بهم، حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التي تليها.
وعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، أنه قال: لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبتان؛ إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات. وبعضهم: قتل. وبعضهم: ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره. اهــــ
أقول : وصرح الدكتور المحقق عبد الفتاح محمد الحلو بأن الكتاب نقل منه أعلام أهل السنه في تصانيفهم عن المهدي المنتظر عليه السلام كالامام السيوطي و العلامه المتقي الهندي والعلامه ابن حجر الهيتمي الشافعي و العلامه علي بن سلطان محمد الهروي القاري الحنفي والعلامه مرعي بن يوسف الحنبلي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مضمون هذا الكلام من مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي، ج 2: 79، باب 12، عنه كشف الغمة للأربلي، ج3: 233
(2) تاريخ الإسلام ج19 ص 113
(3) سير أعلام النبلاء: ج 12 ص 391
أنقل التالي من موقع السيد الميلاني :
المهدي من ولد الحسين:
وتعتقد الشيعة الإثنا عشريّة بأنّ المهدي من ولد الإمام الشهيد السّبط أبي عبد اللّه الحسين (عليه السلام)، وأخبارهم بذلك متواترة، وتوافقت معها روايات أهل السنّة ـ في قسم منها ـ فكان هذا القول هو المتّفق عليه بين الفريقين، كما سيأتي ذكر أسماء جماعة من مشاهير أهل السنّة في الحديث والتاريخ وغيرهما القائلين بأنّ المهدي ابن الإمام الحسن الزكي العسكري (عليه السلام)، من ولد الحسين.
وانفردت كتب أُولئك القوم بروايات تفيد أنّه من ولد الإمام الحسن السبط الأكبر (عليه السلام)، وبه قال جماعة منهم:
قال الشيخ علي القاري: «واختلف في أنّه من بني الحسن أو من بني الحسين. ويمكن أن يكون جامعاً بين النسبتين الحسنين، والأظهر أنّه من جهة الأب حسني، ومن جانب الأُم حسيني، قياساً على ما وقع في ولدي إبراهيم وهما إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، حيث كان أنبياء بني إسرائيل كلّهم من بني إسحاق وانّما نبيّ من ذريّة إسماعيل نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم وقام مقام الكلّ ونعم العوض وصار خاتم الأنبياء، فكذلك لمّا ظهرت أكثر الأئمّة وأكابر الأُمّة من ولد الحسين، فناسب أن ينجبر الحسن بأن أعطي له ولد يكون خاتم الأولياء ويقوم مقام سائر الأصفياء، على أنّه قد قيل: لما نزل الحسن رضي اللّه تعالى عنه عن الخلافة الصوريّة ـ كما ورد في منقبته في الأحاديث النبوية ـ أعطي له لواء ولاية المرتبة القطبية، فالمناسب أن يكون من جملتها النسبة المهدويّة المقارنة للنبوة العيسويّة، واتّفاقها على إعلاء كلمة الملّة النبويّة على صاحبها أُلوف السلام وآلاف التحيّة. وسيأتي في حديث أبي إسحاق عن علي كرم اللّه تعالى وجهه ما هو صريح في هذا المعنى. واللّه تعالى أعلم»(1).
أقول:
أوّلا: إنّ قصّة «المهدي» من الأُمور الغيبيّة التي أخبر عنها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما أخبر عن القبر والقيامة وأحوالها، وعن الفتن والملاحم وعن أشراط السّاعة وقضايا الدّجال وغير ذلك ـ ولا يجوز الإعتماد في مثل هذه الأُمور الاعتقاديّة إلاّ على الأخبار الصحيحة المتقنة الواردة عنه، فكيف بمثل ما ذكره القاري من الإستحسانات والتخيّلات التي صنعتها الأفكار الفاسدة والأوهام الكاسدة.
وعلى الجملة، فإنّه لا يجوز الإعتقاد بشيء استناداً إلى «القيل» و«المناسب أن يكون . . .» وما هو من هذا القبيل.
وثانياً: انّ هذا الوجه الذي ذكره لأن يكون «المهدي» من ولد «الحسن» وهو «تنازل الحسن عن الخلافة» إن هو إلاّ وجه اصطنعه القوم في مقابل ما ورد في أخبار أهل البيت (عليهم السلام) من أنّ اللّه سبحانه جعل «المهدي» من ولد «الحسين» لاستشهاده في سبيل اللّه وحفظاً لدينه من كيد المنافقين من بني أُميّة وغيرهم.
وثالثاً: قوله: «وسيأتي في حديث أبي إسحاق . . .» يفيد أنّ الحديث المشار إليه هو عمدة القائلين بأنّ «المهدي» من ولد «الحسن» لا «الحسين» وهذا هو الكلام عليه بالتفصيل:
أخرج صاحب المشكاة عن أبي إسحاق قال: «قال علي ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ قال:إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وسيخرج من صلب رجل يسمّى باسم نبيّكم، يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق. ثمّ ذكر قصّة: يملأ الأرض عدلاً. رواه أبو داود ولم يذكر القصة»(2).
قال القاري بشرحه: «فهذا الحديث دليل صريح على ما قدّمناه من أنّ المهدي من أولاد الحسن ويكون له انتساب من جهة الأُم إلى الحسين، جمعاً بين الأدلّة. وبه يبطل قول الشيعة: انّ المهدي هو محمّد ابن الحسن العسكري القائم المنتظر، فإنّه حسيني بالإتّفاق. لا يقال: لعلَّ علياً رضي اللّه تعالى عنه أراد به غير المهدي. فإنّا نقول: يبطله قصّة يملأ الأرض عدلاً، إذ لا يعرف في السادات الحسينية ولا الحسنية من ملأ الأرض عدلاً إلاّ ما ثبت في حق المهدي الموعود»(3).
أقول:
إنّه لا دليل في الأُصول الستّة المسمّاة بالصحاح عند القوم على أنّ «المهدي» من ولد «الحسن» إلاّ هذا الحديث، وهو ليس إلاّ في (سنن أبي داود). قال ابن الأثير: «]د ـ أبو إسحاق، عمرو بن عبد اللّه السبيعي، قال قال علي ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ فقال . . . ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرض عدلاً[ أخرجه أبو داود ولم يذكر القصّة»(4).
وقال الشيخ منصور: «عن علي رضي اللّه عنه قال ـ وقد نظر إلى ابنه الحسن ـ: ان ابني هذا سيّد كما سمّاه النبي، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيّكم يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخلق. وعنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يخرج رجل من وراء النهر . . . رواهما أبو داود»(5).
أقول:
إذا كان هذا هو الدليل الوحيد للقول بأنّ «المهدي» من ولد «الحسن» فلا بدّ من التأمّل فيه سنداً ولفظاً ومدلولاً:
أمّا سند الحديث، فقد جاء في سنن أبي داود: «قال أبو داود: حدّثت عن هارون بن المغيرة قال: ناعمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، قال قال علي . . . ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرض عدلاً»(6).
ويكفي لوهنه ما في أوّل السّند وآخره. أمّا أوّله فأبو داود يقول: «حدّثت عن هارون بن المغيرة» فمن الذي حدثه به؟ وأمّا في آخره فأبو إسحاق السبيعي إنّما رأى علياً (عليه السلام) رؤيةً فقط، فلا بدّ وأنّه حُدّث بذلك، فمن الذي حدّثه به؟
هذا، وقد جاء في حاشية جامع الأُصول عن الحافظ المنذري: «قال المنذري: هذا منقطع، أبو إسحاق رأى علياً رؤية فقط. وقال فيه أبو داود: حدّثت عن هارون بن المغيرة» كما جاء في حاشية المشكاة: «إسناد الحديث ضعيف».
وأمّا لفظه فمختلف صدراً وذيلاً، أمّا صدره ففي أنّه «الحسن» أو «الحسين»، فقد قال القندوزي الحنفي «وعن أبي اسحاق قال: قال علي ـ ونظر إلى ابنه الحسين ـ قال: إنّ ابني هذا سيد . . . ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرض عدلاً.
رواه أبو داود ولم يذكر القصّة»(7) وهذا نفس ما جاء في (جامع الأصول) و(المشكاة) نقلاً عن (أبي داود) إلاّ أنّه بلفظ «الحسين» لا «الحسن».
هذا بالنسبة إلى حديث أبي داود، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حديث غيره من أحاديث الباب، الواردة في بعض الكتب، فهذا السّلمي الشافعي يروي في كتاب (عقد الدرر في أخبار المنتظر) عن الأعمش عن أبي وائل مثل حديث أبي إسحاق السبيعي، لكن النسخ مختلفة، فعن النسخة الأصليّة، وكذا المستنسخة عن خطّ المؤلّف: «نظر إلى الحسين» وفي بعض النسخ الأُخرى منه: «نظر إلى الحسن».
وروى عن الحافظ أبي نعيم في (صفة المهدي) حديث حذيفة الآتي عن (ذخائر العقبى)، فكان في النسخة الأصليّة والمكتوبة عن خطّه أيضاً: «وضرب بيده على الحسين»، لكن في بعض النسخ الأُخرى: «الحسن»(8).
فهل وقع هذا الاختلاف عندهم من جهة الشبه بين لفظي «الحسن» و«الحسين» كتابةً، أو كان هناك قصد وعمد من بعض المغرضين، كيلا تصل الحقائق إلى الأُمّة كما هي وكما تروى عن أهل البيت الذين هم أدرى بما في البيت؟ إنّه وإن لم نستبعد الاحتمال الأوّل، لكنّ الذي يقوى في النظر هو الثاني، لقرائن كثيرة عندنا تؤيّده، لا سيّما فيما يتعلّق بأهل البيت، وحتّى في هذا المورد عثرنا على قرينة قويّة على أنّ القوم كانوا يحاولون كتم الحقيقة ـ وهي كون «المهدي» من ولد «الحسين» ـ أو كانوا يمتنعون من التصريح بها، واللّه العالم بسبب ذلك!! وذلك:
ما رواه الإمامان الحافظان أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وأبو عبد اللّه نعيم بن حماد، عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيّب: أحق المهدي؟ قال: نعم، هو حق. قلت: ممّن هو؟ قال: من قريش. قال: قلت من أي قريش؟ قال: من بني هاشم. قلت: من أي بني هاشم؟ قال من ولد عبد المطلب. قلت: من أيّ ولد عبد المطلب؟ قال: من أولاد فاطمة. قلت: من أي ولد فاطمة؟ قال: حسبك الآن»(9).
قلت: فلماذا «حسبك الآن»؟ اللّه أعلم!!
هذا فيما يتعلّق بصدر حديث أبي داود.
وأمّا ذيله، فقد عرفت أنّ أبا داود يقول: «وذكر قصّة يملأ الأرض عدلاً» فمن الذي «ذكر»؟ ولماذا لم يذكر أبو داود القصّة، كما نبّه عليه ابن الأثير وصاحب المشكاة وغيرهما؟ ثمّ جاء صاحب (التاج) فلم يذكر قوله: «وذكر قصّة يملأ الأرض عدلاً» أصلاً، ممّا يؤكّد أنّ هذه القطعة لم تكن من الحديث، ويزيده تأكيداً أنّ الحافظ البيهقي رواه في كتاب (البعث والنشور) عن أبي إسحاق كذلك، أي إلى قوله: «يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق»(10).
وأمّا مفاد الحديث ومدلوله، فإنّه بعد ما عرفت الإضطراب في لفظه ومتنه لا يدلّ على شيء، فلا يبقى مجال لما ذكره القاري، ويسقط ما ادّعاه من أنّ الحديث يبطل ما تذهب إليه الشيعة الإماميّة! وأيضاً: يبقى الإشكال الذي أورده بقوله: «لا يقال: لعلّ عليّاً . . .» على حاله، إذ قصّة «يملأ الأرض عدلاً» لم يظهر كونها من الحديث عن علي (عليه السلام)لو كان بلفظ «الحسن».
وتلخّص:
أن لا دلالة لحديث أبي داود على ما ذهب إليه بعض أهل السنّة من أنّ «المهدي» من ولد «الحسن» إن صحّ سنده . . . وقد ثبت عندنا أن لا مستمسك لهذا القول في الكتب المعتبرة المشتهرة عندهم إلاّ هذا الحديث الذي عرفت حاله سنداً ومتناً ودلالةً.
فما ذهب إليه أصحابنا ـ ووافقهم عليه من غيرهم كثيرون ـ من أنّه من ولد «الحسين» هو الحق، وبه تواترت الأخبار عندهم، ومن أخبار أهل السنّة في ذلك:
* قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو لم يبق من الدّنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي، اسمه اسمي. فقام سلمان الفارسي ـ رضي اللّه عنه ـ فقال: يا رسول اللّه، من أيّ ولدك؟ قال: من ولدي هذا. وضرب بيده على الحسين».
أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الأربعين حديثاً في المهدي، وغيرهما، وراجع: المنار المنيف لابن القيّم 148، عقد الدرر: 24، فرائد السمطين 2 / 325، القول المختصر: 7.
* وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة بضعته في مرض وفاته: «ما يبكيك يا فاطمة؟ أما علمت أنّ اللّه تعالى اطّلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانيةً فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّاً. أمّا علمت أنّك بكرامة اللّه تعالى أباك زوّجك أعلمهم علماً وأكثرهم حلماً وأقدمهم سلماً؟ فضحكت واستبشرت. فأراد رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ أن يزيدها مزيد الخير كلّه الذي قسمه اللّه لمحمّد وآل محمّد، فقال لها: يا فاطمة، ولعليّ ثمانية أضراس ـ يعني مناقب ـ: إيمان باللّه ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر. يا فاطمة: إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأوّلين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك. ومنّا سبطا هذه الأُمّة وهما ابناك، ومنّا مهدي الأُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه. ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأُمّة».
أخرجه الدارقطني وأبو المظفّر السمعاني، وانظر: البيان لأبي عبد اللّه الكنجي الشافعي ـ مع كفاية الطالب ـ: 501، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي: 295.
* وعن عبد اللّه بن عمرو: «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً».
أخرجه الحافظ نعيم بن حماد، والحافظ الطبراني، والحافظ أبو نعيم الإصفهاني. راجع: عقد الدرر للسلمي الشافعي: 223.
أقول : وحتى لوكان نظر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الى الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقال أن المهدي من ولد الحسن ففعلآ هو من ولد الحسن العسكري بن علي الهادي ويمكن الجمع بين ورود أنه من ولد الحسن والحسين أنه حسني الأم حسيني الأب من جهة فاطمة بن الإمام الحسن عليه السلام أم الإمام الباقر عليه السلام ولهذا ترى من أعلام أهل السنه من يجمع بين الروايات ، أخيرآ القندوزي من أهل السنه ففي فتوى من مركز الفتوى رقم الفتوى 52163 حول رواية تحديد أسماء الأئمه الاثني عشر: ويرويها القندوزي المتوفى سنة 1294هـ أو أبو إسحاق الحمويني المتوفى سنة 722هـ وكل منهما يرويها في كتاب له يُشَك في نسبته إليه لا سيما وأنهما سنيان
(1) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 179.
(2) مشكاة المصابيح 3 / 1503.
(3) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 168.
(4) جامع الأُصول 11 / 49.
(5) التاج 5 / 343 ـ 344.
(6) صحيح أبي داود 2 / 208.
(7) ينابيع المودة: 518.
(8) عقد الدرر: 23 ـ 24.
(9) عقد الدرر: 23.
(10) عقد الدرر: 31.