|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.20 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
ذكريات الى احد مرافقي السيد القائد علي الخامئني دام ضل
بتاريخ : 03-05-2008 الساعة : 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
يتحدّث اليكم مَنْ لازم آية الله السيد علي الخامنئي، وعايشه عن قرب.
عندما كنت في ريعان الشباب وكان عمري آنذاك لا يتجاوز الـ(17) سنة، فكنت أخدمه كمرافق شخصي من أيام رئاسته للجمهورية الإسلامية إلى يومنا هذا, وهو يتولّى أمر المسلمين فقيهاً مرجعاً وقائداً فذّاً.
لقد سمعت ورأيت منه أموراً كثيرة, سوف أنقل قسماً منها -وهي التي يسمح في نقلها-، وهناك أمور لا يسمح لنا بنقلها، أنقلها لمن يريد أن يتعرّف أكثر على هذا السيد الجليل, وتتضاعف معرفة من يعرفه من قبل.
كان الإمام الخميني(رضوان الله تعالى) عليه بما أنه مرجعاً عاماً للتقليد, ومؤسس الجمهورية الإسلامية وواضع حجر الأساس لها, كان قوله هو القول الفصل, حيث إنَّ الشبهات تنحل والتساؤلات تُجاب والمشاكل تُبرم بمجرد أن يتخذ القرار، فلم يتجرأ أحد أن يقف أمامه, فالكثير ممن يريدون إثارة الفتن في هذه الأيام لم يتمكنوا من التفوّه بها في زمن الإمام، ولو كانوا يتخطون الحدود كان الإمام الراحل يقف دون مقاصدهم، ولكن اليوم الأمر ليس كذلك, فالزمن كزمن ما بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث عارض أمير المؤمنين (عليه السلام) من بايعه بالأمس وقال: "أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".
التوجّه إلى جماران:
في اليوم الذي ارتحل فيه الإمام الخميني(قدس سره) اتصلوا بنا في مكتب رئاسة الجمهورية، فذهبنا إلى جماران, الظرف كان صعباً للغاية؛ وذلك لأن كثيراً من المسؤولين قد توجهوا إلى جماران وكل واحدٍ منهم كان يصطحب معه حراسه الشخصيين، وكنت أنا وثلاثة حراس مع رئيس الجمهورية, فتمكنّا من الدخول الى حسينية جماران من بابها الرئيسي.
عند الباب حدثت مشاكل كثيرة, وكان الطريق مغلق تقريباً، وقد وقف كثير من النواب والشخصيات خارج الحسينية، وما سأذكره، بعضه شاهدته بأم عيني، والبعض الآخر سمعته من الحراس الذين كانوا مع السيد، بعد مضي فترة من الزمن.
الإمام يستقبل السيد الخامئني قبل أهله
قبل رحيل الإمام الى الملكوت الأعلى لم يستقبل أحداً قبل أهله إلا السيد الخامنئي، وقد شاهدنا ذلك في التلفزيون، فالذين كانوا مع الإمام علموا بأنَّ روحه الطاهرة ستفارق هذه الدنيا وتنتقل إلى رحمة الله، عند ذلك أمر الإمام أن يخرج الجميع إلا عائلته، ثم خرج السيد أحمد وقال بأن الإمام يريد السيد الخامنئي.
فدخل السيد الخامنئي وتكلم مع الإمام، وكان يتحدث معه بصعوبة، فوضع يده اليسرى على صدر الإمام ويده الأخرى في الجهة الثانية وأذنه على فم الإمام, والإمام يتكلم معه، ونحن كنا واقفين خلف النافذة ننظر إليه فكان ـ حفظه الله ـ يتغير لونه ويحمر وجهه في كل لحظة تمر، فاستمرت هذه الحالة إلى أن طلب السيد الخامنئي من السيد أحمد أن يأتي، فلم نسمع ما قال له، ثم أمر السيد أحمد بدخول حرم الإمام عليه, وهذه الأمور كلها مصورة وموجودة.
دخول أهل الإمام لحظة ارتحاله
دخل السيد أحمد على الإمام وبصحبته جميع أفراد العائلة، وكان معهم الدكتور الطباطبائي -الذي كان رئيس بلدية طهران، وهو أخو زوجة السيد أحمد- فعندما دخلوا جميعاً على الإمام قبّلوه وابتعدوا بعض الخطوات، والشخص الوحيد الذي كان مع الإمام إلى آخر لحظة في حياته هو السيد الخامنئي حفظه الله، وسأبين أنَّ انتخاب السيد القائد لم يكن أمراً عشوائياً من مجلس الخبراء؛ لأنَّ الإمام قد مهَّد لذلك, وهذا ما سأبينه لاحقاً إن شاء الله.
فانتخاب السيد القائد حفظه الله كان على مرحلتين، فمجلس الخبراء كان له دور، ولكن قبل ذلك السيد الإمام هو الذي انتخبه.
ارتحال الإمام وتوجيهات السيد القائد
كانت آخر دقائق من حياة الإمام بين الساعة العاشرة والنصف إلى الساعة الحادية عشرة، ثم فاضت روحه الطاهرة رحمه الله -برغم أنه تعرض لنوبات قلبية قبل ذلك، إلا أنه لم يفارق الحياة فيها- خرج السيد القائد ووقف عند الباب، وقد أحمرّ وجهه ونادى الجميع ليأتوا ويدخلوا، وقال لهم: إنه لا يحق لأحد أن يتصل بالإذاعات ووكالات الأنباء العالمية أو الصحفيين ويعلمهم بوفاة الإمام؛ لأننا نريد إعلان خبر وفاته من خلال إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية؛ لأن الإذاعات العالمية إذا أعلنت خبر الوفاة الليلة فسوف تحدث مشاكل واضطرابات بين الناس، فكان كل من يسأل عن الإمام لا يجد الإجابة عن ذلك، وأنا شخصياً سألت آية الله الجيلاني إن كانت حالة السيد الإمام جيدة، فقال: نعم، الحمد لله رب العالمين وكان يتنفس, يقصد قبل ساعتين, فلم يخبروا أحداً بأن الإمام قد مات، والشخص الوحيد الذي كان مأموراً أن يضع جنازة الإمام في الثلاجة هو الدكتور لاهيجاني، وبالفعل فقد وضع الجثمان الطاهر للإمام في الثلاجة، وذهب كل شخص إلى عمله، وأنا جئت مع السيد إلى مقر رئاسة الجمهورية.
في نفس الليلة أمر السيد القائد حراسه الشخصيين بأن يحضروا ـ وكان عددهم اثني عشر ـ وأوصاهم بأن يأخذوا الحيطة والحذر التامّين في كافة المجالات، فكان يرشدنا ويوجهنا ماذا نفعل، حتى أنه كان يأمرنا بحمل السلاح، وأن نكون على أهبة الاستعداد لتلافي أي خطر محتمل، ونحن بدورنا التزمنا بذلك وعملنا بوصاياه وأوامره، حتى وصلت بنا الحالة أنه لم ينم أحدنا في تلك الليلة، ولا أنسى كم كانت تلك الليلة شاقة وصعبة.
______________________________________
----------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
اجتماع مجلس الخبراء
قرر مجلس الخبراء عقد اجتماع طارئ لانتخاب قائداً للجمهورية الإسلامية، فجاء بعضهم ومعه موكب كبير يضم 6 أو 7 سيارات وعدد من الحراس والمرافقين الشخصيين؛ لأنهم كانوا يتوقعون أن القيادة سوف تنتقل إليهم، أما السيد القائد فجاء -وكان يسوق سيارته الشيخ حسن الأنصاري، وعمره الآن سبعين سنة- في سيارة مرسيدس متواضعة، وأنا وأبو القاسمي ذهبنا إلى مجلس الشورى.
عندما وصلنا إلى مجلس الشورى وجدنا عدد من حراس الشيخ مشكيني والشيخ رفسنجاني بالإضافة إلى حراس السيد القائد، حيث كانوا يترددون داخل المجلس، هذا بالإضافة إلى وجود حراس المجلس أنفسهم، طبعاً لم يكن من السهولة الذهاب إلى هناك.
عقد المجلس اجتماعه ـ في الليل ـ لانتخاب القائد، وقد حضر الاجتماع جميع الأعضاء، وكانت الهيئة الرئاسية للمجلس والمؤلفة من السيد الخامنئي والشيخ مشكيني والشيخ رفسنجاني حاضرين، فبدأ الشيخ مشكيني بافتتاح كلمة الاجتماع، وأكد على ضرورة انتخاب قائد للجمهورية الإسلامية يَخلف الإمام الراحل(قدس سره الشريف)، ثم تكلم الشيخ رفسنجاني عن ذلك أيضاً، وفي الأثناء اتصل السيد أحمد خميني وطلب التحدث مع الشيخ رفسنجاني، فذهب الشيخ رفسنجاني ليتكلم مع السيد أحمد، بينما استمر الاعضاء يتحدثون حول الأمور المتعلقة بمجلس الخبراء، وعلى رأسها انتخاب القائد.
كلمة الشيخ خلخالي في المجلس:
أول من تكلم من أعضاء المجلس هو الشيخ خلخالي، فقال: أريد أن أبوح بشيء، وأنا أعتبره تكليف عليّ.
قبل مدة -في حياة الإمام- ذهبت إلى الإمام الخميني -وكانت المناسبة أنه قد أجرى عقد زواج ابنتي- فسألته: إنكم عزلتم آية الله منتظري، فهل تنظرون أو تجدون شخصاً آخر مؤهلاً ليكون خليفة لكم؟ لأن وضعكم الصحي يفرض عليكم أن تعيّنوا خليفة لكم.
فقال: كيف لا تكون لي نظرة خاصة عن القيادة، وعن الشخص المؤهل لها؟ فأنا قلت -مراراً وتكراراً- للسيد أحمد والشيخ رفسنجاني: إنه ليس هناك أحد -على وجه الأرض- يليق بالقيادة من السيد علي(يقصد السيد القائد)، وها أنذا أقولها لك، كما قلتها لهم بالأمس.
فهذا ما تكلم به خلخالي في مجلس الخبراء، نقلته لكم ولا أريد أن اُعلق عليه.
ثم تطرق خلخالي إلى مسألة الشورى، فقال: إن الإمام الخميني كان يخالف الشورى، وأنا أقول أيضاً: لا تفكروا في الشورى، بل يجب أن ننتخب شخصاً مؤهلاً للقيادة وأنا أعتقد أن هناك 2 أو 3 أشخاص يليق بهم ذلك، أحدهما: آية الله مشكيني، الثاني آية الله موسوي أردبيلي، الثالث: السيد علي الخامنئي الذي ينظر إليه الإمام نظرة خاصة وجيدة.
هذا ما تفوّه به خلخالي في مجلس الخبراء، أما بخصوص معارضته فيما بعد فذاك موضوع آخر، لا أريد أن أتطرق له الآن.
كلمة السيد موسوي أردبيلي:
بعد أن أتمّ خلخالي حديثه، تكلم السيد موسوي أردبيلي، فقال: كنا نذهب إلى السيد الإمام في جلسة كل ثلاثاء، أنا والمهندس موسوي، فجرى حديث مع الإمام على إنفراد وقلت له: -ولم يكن معنا أحد- هل لكم رؤية خاصة بالنسبة للقيادة؟ قال: نعم، فأنا قلت للسيد أحمد والشيخ رفسنجاني: إنه ليس هناك أحد على وجه الأرض أفضل من السيد الخامنئي.
كلمة الشيخ رفسنجاني:
عاد الشيخ رفسنجاني إلى قاعة الاجتماع، بعد أن أنهى مكالمته مع السيد أحمد، وقال: إن السيد أحمد أثناء مكالمته معي قال لي:
إذا أردتم أن تعملوا بوصايا وأفكار الإمام فليكن السيد الخامنئي هو خليفة الإمام للقيادة، وهذا ما سيدخل الفرح والسرور على روحه الطاهرة لأن الإمام كان يؤكد دائماً-في مواطن عديدة وكثيرة- على طرح السيد الخامنئي، لكن بعض الظروف والمسائل السياسية حالت دون طرح هذا الموضوع.
ثم قال الشيخ رفسنجاني: كان الإمام يؤكد ـ كلما ذهبت إليه ـ بأن أطرحوا السيد الخامنئي في مجلس الخبراء قبل فوات الأوان، وكان يقول: أنا لا أريد أن أطرحه شخصياً؛ لأن ذلك يترتب عليه مسألة الاستخلاف وما شابه، أما إذا طرحه المجلس، فأنا أول من يساند ويدعم هذا الرأي، بل ويقرره.
رأي مجلس الخبراء:
فإذاً المتحصل هو أن رأي الإمام كان له الدور الفاعل والأساسي في انتخاب السيد الخامنئي قائداً للجمهورية الإسلامية من قبل مجلس الخبراء، وهذا لا يعني إلغاء دور المجلس في طريقة انتخاب القائد، فإن المجلس هو الذي انتخبه -وبأغلبية ساحقة- بحيث حصل على أكثر أصوات أعضاءه، إلا ستة أحدهم هو نفس السيد الخامنئي، فإنه للوهلة الأولى لم يقبل هذا المنصب وآثره لأعضاءٍ آخرين، إلا أن شدَّة إصرار أعضاء مجلس الخبراء على ذلك اضطر بالسيد الخامنئي قبول القيادة وتحمل هذه المسؤولية الكبيرة والنهوض بها إلى المستوى المطلوب.
تمخضت نتيجة اجتماع المجلس بانتخاب السيد الخامنئي ـ بأغلبية الأصوات ـ قائداً للجمهورية الإسلامية، وتم الإعلان من ذلك في الساعة الثانية بعد الظهر.
تأييد الإمام لانتخاب السيد القائد رئيساً للجمهورية:
عندما انتخب آية الله السيد الخامنئي رئيساً للجمهورية بعث الإمام رسالة تهنئة وتأييد، قال فيها: أنا مسرورٌ جداً أن أرى واحداً من سلالة الأنبياء الأطهار، ومن أولاد الحسين(عليه السلام) قد أنيطت به مسؤولية رئاسة الجمهورية.
وتعليقاً على رسالة الإمام هذه، أبين للقارئ العزيز ما كان يكنه الإمام من احترام وإجلال للسيد القائد بشكل منقطع النظير، فكان حقاً مدعاة فخر أن الإمام يُجل ويحترم شخصاً بهذا الحجم، ولقد شاهدت بأم عيني مواقف عديدة وكثيرة منها، إن السيد الخامنئي عندما كان يدخل على الإمام كان الإمام يستقبله بشكل منقطع النظير ولعله لا نبالغ إن قلنا أنه لم يكن يستقبل أحداً بهذه الكيفية إلا العلماء والمراجع، فكان (رضوان الله عليه) يقف للسيد الخامنئي بتمامه، ويمشي إليه، فيستقبله برحابة صدر، فينشرح قلبه كثيراً لرؤيته.
سألت شخصاً ـ معروفاً ومحترماً ـ عن توضيح كلمة الإمام في خطابه للسيد القائد حين خاطبه (إنك من سلالة الأنبياء، ومن أولاد الإمام الحسين(عليه السلام)) ماذا عنى بذلك؟ فأجاب قائلاً: إن السيد الخامنئي له شجرة ـ عن طريق الأب والجد ـ يصل بها نسبه إلى الإمام الحسين(عليه السلام).
زيارة السيد أحمد للسيد القائد في مرضه
مرض السيد الخامنئي -بعد توليه القيادة- وتمّ إدخاله الى المستشفى، فأجريت له عملية بسيطة في الطحال، خرج من غرفة العمليات، وكانت حالته الصحية جيدة -ولله الحمد-، وما هي إلا ساعات وإذا بالسيد أحمد -نجل الإمام(رضوان الله عليه)- قد جاء لزيارة السيد القائد، والغريب أنه لم يكن بزي الروحانيين- العمامة والصاية- بل كان يرتدي الملابس العادية، كما لم يكن معه أحد من حراسه ومرافقيه الشخصيين، وطلب منا أن تكون زيارته للسيد القائد مباشرة، من دون توسط أي شخص آخر فامتثلنا نحن -مرافقين السيد القائد- لما أراد، فدخل الغرفة وجلس بالقرب من السيد الخامنئي وتحدث معه قليلاً، بعد أن أطمئن على صحته -وبالفعل فقد كانت حالة السيد الصحية جيدة جداً- بعد ذلك بادرت أنا شخصياً بالسؤال -من السيد أحمد- ما هذه الزيارة المفاجئة؟ أجاب قائلاً: عندما سمعت الحاجة الوالدة -زوجة الإمام- خبر رقود السيد الخامنئي في المستشفى وإجراء عملية له تأثرت كثيراً، فأمرتني أن أذهب للمستشفى وأتفقد حال السيد، وثم ارجع إليها وأخبرها بوضع السيد الصحي، ونحمد الله أنه الآن بصحة جيدة.
وفي تلك اللحظة ـ وهو جالس مع السيد القائد ـ اغتنمنا فرصة للحديث معه، وطلبنا منه أن يحدثنا عن بعض المواقف والذكريات للإمام الراحل.
فاستجاب لطلبنا، وأخذ يحدثنا في بعض تلك الذكريات الخالدة.
_____________________________________
--------------------------------------------------------------------------------
تأكيد الإمام لإبنه السيد أحمد على قيادة السيد الخامنئي
يقول السيد أحمد: إن الإمام عندما تدهورت حالته الصحية جعلنا بجانبه أزرة يضغط عليها كلما توترت حالته، وفي يوم من الأيام بينما كنت مستلقياً في غرفتي ـ حوالي الساعة السابعة ليلاً ـ وإذا بالجرس يدق، نهضت على الفور وذهبت مسرعاً إلى غرفة الإمام، وكنت أتصور أن الإمام قد أصيب بجلطة قلبية، لكنني ما أن دخلت الغرفة وجدته جالساً يشاهد برامج التلفزيون فابتدأني قائلاً: أحمد أجلس.. وأنظر إلى التلفزيون.
فكانت أخبار الساعة السابعة تنقل ـ مرئياً وبشكل مباشر ـ استقبال الرئيس الكوري للسيد الخامنئي ـ وقد كان آنذاك رئيساً للجمهورية الإسلامية.
فقال لي: أنظر وتمعّن جيدا ً(يقصد أنظر للسيد الخامنئي جيداً) فلا تؤخروا قضية طرح السيد الخامنئي للقيادة.
حقاً لما شاهد الإمام الجنود ـ حرس الشرف ـ الكوريين مصطفين بكل احترام واجلال للسيد الخامنئي قال: إن الإنسان يرى عظمة الإسلام من هذه المواقف.
معرفة الشيخ بهاء الدين بالغيبيات
ينقل السيد حيدر -من مذكرات الشيخ واعظ الكاشاني- قصة عن آية الله بهاء الدين -أنا شخصياً سمعتها منه-، قال فيها: في يوم من الأيام كنت عند الشيخ بهاء الدين فدخل عليه رجلان أحدهما صهر الشيخ بهاء الدين وهو أفغاني والآخر ابنه عبد الله. فقال أحدهم: إن مجلس الخبراء قد انتخب آية الله منتظري للقيادة.
فأجابة الشيخ: إن المجلس لم ينتخبه، ثم نظر إليه الشيخ وقال: ليس كما تقول، فالقائد بعد الإمام رجل سيد (أي من ذرية النبي(صلى الله عليه وآله وسلم))
بركات احترام الوالدين:
قادني الحديث أن أصل لأتطرق إلى حياة السيد القائد الخاصة، وفيها من العجائب الكثير -بعضها يسمح لنا أن نتحدث بها والبعض الآخر لا يسمح به- ومن الأمور التي سمح لنا أن نتحدث بها هي أنه دائماً كان يقول: إن من الأسباب التي أوصلتني إلى هذا مستوى الرفيع من المسؤولية الدينية والسياسية هي مسألة الاحترام الشديد الذي كنت أكنه لوالديَّ، وببركاتهما ودعائهما المتواصل وُفقت في مسيرة حياتي، ولولاهما لما وصلت إلى هذا الحال الذي أنا فيه الآن.
عندما كان السيد الخامنئي رئيساً للجمهورية كانت زيارته لوالده مرتبة وفق برنامج، فلما كان يذهب لزيارته يستقبله أبوه بكل سرور، ويقوم السيد بتقبيل يد والده، ويتواضع له حتى إنه كان يقدم له الشاي بنفسه ولا يسمح لنا بذلك.
وكان يقول لنا: كان ما تريدونه من الله عز وجل اطلبوه من أبويكم، فإذا كانا على قيد الحياة فاطلبوا منهما أن يدعوا لكم، وإذا لم يكونا على قيد الحياة فأذهبوا إلى قبورهم واطلبوا منهم أن يدعوا لكم.
وكان يركز على صلة الرحم أيضاً، فيذهب إلى بيوت أرحامه فيزورهم جميعاً خصوصاً اخوانه وأولاده, بحيث إنه كان بنفسه يذهب إليهم ولا ينتظر منهم أن يأتوا إليه.
احترام كبار العلماء للسيد القائد:
عندما جاء السيد الخامنئي إلى مدينة قم المقدسة استقبله آية الله جوادي آملي وآية الله حسن زاده آملي، ورحبّوا بقدومه أشد الترحيب، وفي المقابل قام السيد بشكرهم والثناء عليهم، لما وجد من رحابة الصدور وانفتاح القلوب التي كانت متلهفة لرؤيته، بعد ذلك أخذ آية الله حسن زاده يتكلم مع السيد وكان حديثهم معطر بالعرفان والعشق، وقد استمر حوالي ساعة، وكانت أجواء الحديث مفعمة بالاحترام، خصوصاً من جانب الشيخ الذي كان متواضعاً أمام السيد بكل ما للكلمة من معنى.
__________________________________
--------------------------------------------------------------------------------
زيارة السيد القائد لبيت آية الله جوادي آملي
بعد مجيء السيد الخامنئي إلى مدينة قم المقدسة قرر أن يزور آية الله جوادي آملي في بيته، ونحن بدورنا ذهبنا لإخبار الشيخ بهذه الزيارة، فأجابنا قائلاً: اذهبوا واخبروا السيد أن لا يأتي إلى بيتي؟! وقد تعجبنا من كلامه!
فقال لنا: لا تتعجبوا! لأن بيتي أحقر من أن يدخله السيد, وأنا أريد أن أزوره بنفسي، فهذا البيت الحقير لا يستوعب شخصية هذا الرجل العظيمة, وإذا أصرّ على المجيء فعلى الرحبة والسعة، وسوف أفرح بذلك، ولكن قولوا له لا يأتي وأنا سوف أزوره.
ذهبت أنا وزميلي موسوي كاشاني إلى السيد القائد، ونقلنا له القضية بالتفصيل، فقال: إن آية الله جوادي آملي عظيم، ونحن لو ذهبنا إلى بيته فسوف نتعلم منه الكثير.
سَبقنا السيد القائد بالذهاب؛ لكي نرتب أمور الزيارة وما شابه، وبعد ما أتممنا كل المسائل المتعلقة بالزيارة، خرجنا ووقفنا بالباب ـ ننتظر قدوم السيد القائد ـ جاء الشيخ جوادي آملي ووقف معنا، قلنا له: لو تفضلت بالجلوس أنت، لحين مجيء السيد، فأجاب: لا، أنا سأقف معكم؛ لأنني منتظر مجيء السيد، وأنا منذ الصباح قد هيأت نفسي لاستقباله، فكم هو شوقي ولهفي لرؤيته الكريمة.
وصل السيد القائد فذهب إليه الشيخ آملي ليستقبله، وعندما تصافحا أخذ الشيخ جوادي يد السيد القائد فقبلها -وبشكل باغت به السيد- كان الشيخ جوادي آملي يتحدث مع السيد بكل تواضع واحترام، بحيث كان يُصغّر نفسه أمام السيد، إلى أن انتهت الأربعين دقيقة ـ مدة اللقاء ـ
زيارة القائد لبيت العارف بهاء الدين
أما بالنسبة إلى بيت آية الله بهاء الدين، فإن السيد قرر أن يزوره، بعد صلاة الفجر ـ التي كان يصليها كل يوم في جمكران ـ فذهبنا نحن ـ مرافقي السيد الشخصيين ـ إلى بيت آية الله بهاء الدين فخرج لنا ابنه عبد الله، وأخبرناه بأن السيد ينوي زيارة الشيخ، ثم خرج إلينا الشيخ بنفسه ـ وقبل أن يخبره ابنه بموضوع الزيارة ـ بادرنا قائلاً: أين السيد علي، فقلنا له إنه الآن في جمكران وسيصل قريباً في خدمتكم.
فقال: لا تقولوا هكذا؟ بل نحن في خدمته، فتفضّل منه وتعطّف أن يأتي ليزورنا، والواقع أن زيارته تضفي علينا رونق وصفاء روحيين.
أخبرنا الشيخ بأن السيد قد تحرك الآن من جمكران وهو في طريقه إلينا، فقال: لا، لم يتحرك بعد، اتصلنا -بحراس السيد- وسألناهم هل تحركتم؟ أجابوا: لا، لم نتحرك بعد؛ لأن السيد ذهب إلى المسجد -مرة ثانية-ليصلي، وإن شاء الله سنتحرك الآن.
وصل السيد القائد، واستقبله الشيخ بهاء الدين، فأراد أن ينزل من الدرج ـ رغم كبر سنه وصعوبة ذلك عليه ـ فأسرع السيد إليه، ولم يسمح له بالنزول من الدرج، فقال الشيخ: منذ البارحة وأنا أنتظركم، بحيث لم أنم أصلاً.
وقد بدت علامات البهجة والسرور تبدو واضحة في وجه الشيخ؛ أراد السيد تقبيل يد الشيخ لكنه لم يسمح له بذلك، وقال: اسمحوا لي أن أقبل يدكم؛ لكي أقول ـ غداً ـ لأمكم الزهراء(عليها السلام) أني قد قبلت يد وليكم..
انظروا إلى هذا الموقف العجيب حقاً، فبرغم كبر سن الشيخ ـ الذي يتجاوز المائة سنة، وصغر سن السيد القائد ـ فإن الشيخ قد قام بتقبيل يد السيد، بل كان يتواضع له بشكل عجيب وملفت للنظر.
كان ذلك نموذجاً من التقدير والاحترام الذي كان يلقاه السيد القائد الإمام الخامنئي(حفظه الله) من قِبل مراجع الدين العظام والعلماء الأجلاء.
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
التماس دعاء
يا علي مدد.....
|
|
|
|
|