أولا : لا يملك أحد الإجابة الأكيدة على هذا السؤال إلا علي بن أبي طالب نفسه ، فهو الذي يستطيع أن يفسر لنا سبب عدم قتله لقتلة عثمان و دوافعه إلى ذلك .
ثانيا : الإجابات التي قد يجيبها البعض على هذا السؤال ، تأتي وفق ما يعتقده الشخص في علي بن أبي طالب و مدى حسن ظنه أو سوء ظنه في الرجل ، فهناك من يسيء الظن به فيقول أن علي هو العقل المدبر لقتل عثمان و أن القتلة هم أصدقاءه و أصحابه ، و هذا الكلام سيقوله الخوارج و من سار على نهجهم ، و هناك من سيحسن الظن به فيقول أنه لم يقتلهم خوفا أن ينقلبوا عليه و يقتلوه كما قتلوا عثمان ، فلا يريد أن ينال نفس مصير الخليفة السابق ، و هناك ثالث سيقول قولا آخر و رابع له قوله و خامس له رأيه ، إلا أن جميع تلك الإجابات لا تعدوا سوى تحليلات للتاريخ قد يكون أصحابها مصيبون أو مخطئون .
ثالثا : أما إجابتي أنا على السؤال ، فأنا أظن أن الذي جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لا يقتل قتلة عثمان ، هو قول الله تعالى : " و الفتنة أشد من القتل " ، فرأى أن قتل خمسين رجلا أو مئة رجل لا يحل المشكلة ، لأن الفتنة كبيرة و أصحابها بالآلاف .. فلا يمكن إطفاء حريق هائل بكوب ماء ، فليس من الحكمة أن يجمع مئة رجل متهمون بالتواطئ في قتل عثمان ثم يقوم بتصفيتهم على الملأ ، فهو حينها كمن يريد إخماد النار بكوب ماء ، و حينها ستزداد الفتنة و تلتهب نارها أكثر ، فبالتالي رأى أن يتريت قليلا حتى تخمد نار الفتنة و ينكشف الرؤوس المدبرون لهذه الفتنة ، فيكون قطع رأس الأفعى أفضل من قطع ذيلها ... فهذا تحليلي الشخصي للسبب الذي جعلت علي يؤجل عميلة القصاص و يقرر عزل جميع الحكام و الولاة الذين كانوا منذ زمن عثمان و ذلك لتخمد نار الفتنة و يعرف أصحابها و مدبروها ...
أهلا أخي
أعتقد بأنك شرقت و غربت, مالنا و الخوارج
قلت:
أنه رأى ان يتريث قليلا, و يؤجل عملية القصاص.. جميل..
لنقل بأنه تريث و أجل عملية القصاص..
لكنه في الأصل لم يقتص منهم أبدا, هذا هو السؤال
أهلا أخي
أعتقد بأنك شرقت و غربت, مالنا و الخوارج
قلت:
أنه رأى ان يتريث قليلا, و يؤجل عملية القصاص.. جميل..
لنقل بأنه تريث و أجل عملية القصاص..
لكنه في الأصل لم يقتص منهم أبدا, هذا هو السؤال
إذن تقول بأن الامام علي بن ابي طالب تريث و أجل عملية القصاص لمدة 5 سنوات تقريبا؟
ليس كل تأجيل يكون الإنسان يعلم بما سيحدث للمستقبل .. و علي عندما اتخذ هذا القرار هنالك من لم يتفهم قراره و تعجب من عدم مبادرته بتطبيق حدود الله المتمثلة في القصاص ، فأدى ذلك إلى اختلاف و تنازع ..
فقد ترى أن الأربع سنوات مدة طويلة ، هذا عندما يكون الخليفة في حالة استقرار ، و لكنها ليست مدة طويلة عندما يكون الخليفة في حالة من عدم الاستقرار خاصة أن هناك طائفة ظهرت لم تكن موجودة و هي الخوارج ، فهل تريد أن يقتل من قتلوا عثمان أم أصحاب الفتنة الجدد الذين يريدون قتله هو ..؟!!!