[الشيخ الهاد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصل المني هو الدم كما قال الأخ الفاضل كتاب بلا عنوان ، وقد صرح بذلك علماء المالكية أيضاً ، كما لم يختلف أهل صنعة الطب في ذلك ..
حكم المني في المذاهب الأربعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفصيل الأمر فيه يطول تقضا وابراما ، لكن نكتفي هنا بما ذكره الإمام النووي (في شرح صحيح مسلم ج 3 : ص 197 – 198) فقال ما نصه :
اختلف العلماء في طهارة منى الآدمي ؛ فذهب مالك وأبو حنيفة إلى نجاسته ، الا ان أبا حنيفة قال : يكفي في تطهيره فركه إذا كان يابسا ، وهو رواية عن أحمد ، وقال مالك : لا بد من غسله رطبا ويابسا . وقال الليث : هو نجس ولا تعاد الصلاة منه . وقال الحسن : لا تعاد الصلاة من المنى في الثوب وإن كان كثيرا ، وتعاد منه في الجسد وان قل وذهب كثيرون إلى أن المنى طاهر ... . انتهى .
دليل من قال بنجاسة المني ؟؟؟؟
الدليل هو ما أخرجه مسلم ( في صحيحه ج 1 : ص 165) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن عمرو بن ميمون قال سألت سليمان بن يسار عن المنى يصيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثوب؟!. فقال : أخبرتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل المنى ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وانا انظر إلى اثر الغسل فيه . انتهى .
أقول أنا الهاد : فمن ذهب إلى نجاسته من علماء أهل السنّة كمالك والليث وأبي حنيفة وغيرهما تمسك بهذا الحديث ، وتقريب ذلك أنّ سؤال سليمان بن يسار لعائشة عن المنى يصيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثوب. تشديد لا معنى له إلا إذا افترضنا نجاسة المني ، وكذلك قول عائشة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل المنى ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وانا انظر إلى اثر الغسل فيه . هكذا قالوا أو كما قالوا .
دليل من ذهب إلى طهارة المني ؟؟؟
الشافعي هو رأس القائلين بطهارة المني من الأربعة ، وقد ذكر عدة اشياء ظنية لقوله هذا ، لكن أصل الدليل ما أخرجه مسلم ( في صحيحه ج 1 : ص 165 – 166) قال :
وحدثنا أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن عبد الله بن شهاب الخولاني قال كنت نازلا على عائشة ، فاحتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها فبعثت إلى عائشة فقالت ما حملك على ما صنعت بثوبيك قال : قلت رأيت ما يرى النائم في منامه . قالت عائشة : هل رأيت فيهما شيئا ؟!!. قلت لا . قالت عائشة : فلو رأيت شيئا غسلته ؛ لقد رأيتني وانى لأحكه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يابسا بظفري.
أقول أنا الهاد : وقد استدل القائلون بطهارة المني به ، بتقريب أنّ المني لو كان نجسا لما اكتفت عائشة بالفرك .
وردّ القائلون بالنجاسة هذا الاستدلال بعدة أجوبة يطول ذكرها تجدها في شرح الآثار للطحاوي... ، منها إجمال الحديث وأنّه مبهم ؛ فلا يعول عليه . بيان ذلك : أنّ أهل القبلة أجمعوا على جواز لبس المسلم الثوب النجس بالدم أو البول في غير الصلاة للنوم أو غيره من دون أدنى خلاف ، وعليه فيمكن أن نحتمل أنّ أن فرك عائشة للمني كان لغير الصلاة ؛ أي للنوم ، وذلك لأنّ الحديث لم يشر إلى أنّ فرك الثوب كان لأجل الصلاة أما إذا كان لأجل الصلاة فالمتعين هو الغسل كما هو صريح حديث سليمان عن عائشة أعلاه .
أقول أنا الهاد : والحديث في هذا طويل في الرد والبدل عند أهل السنة ، لكن هذه هي خلاصة ما قالوا أو كما قالوا .
يا المختصر المفيد بعض فقهائكم القدامى جوز أكل المني فماذا تقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الهاد