|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 68613
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 38
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-11-2011 الساعة : 12:29 AM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكتاب الشامل
[ مشاهدة المشاركة ]
|

[color="rgb(139, 0, 0)"]ا
انظر قوله صلى الله عليه واله انه عرفهم بأبي هو وأمي ولكن رغم ذلك يقول له الرجل الذي خرج من بينه وبينهم انهم ارتدوا من بعدك على ادبارهم القهقرى ولاحظ في ذيل الرواية ان من يخلص منهم ليسوا الال مثل همل النعم كيانة عن قلة من يخلص من النار والعياذ بالله
وقد جاء الحديث بالفاظ اخرى فيها كلمة ( اصحابي ) وفي الصحيحن ايضا يا صغيري فهذه هي الردة المقصودة من الرواية في الكافي ان صحت الرواية
فهل يجوز لنا القول انكم تحكمون على اكثر الصحابة بالنار بناءا على صريح هذه الروايات وليس كما يحاول البعض تأويلها باللف والدوران والكلام الفاضي ؟؟؟
اذا الرواية مرسلة والمعنى المقصود منها لو فرضنا صحتها ليس كما تتصور يا صغيري فنصيحة العب بعيدا عن هذا المجال فهو ليس لك
وصل اللهم على محمد واله الطاهرين [/color]
|
فى الحقيقة هذه الأحاديث "أحاديث الحوض" كانت من الأحاديث التى كنت أحتار فيها حتى قرأت بحث لأحد علماء أهل السنة أراح به قلبى
أسأل الله أن يجازيه عنى خير الجزاء و أن يعلى درجته فى أعلى عليين بصحبة سيد المرسلين
وسأنقل لك بعضه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بالنسبة لأحاديث الحوض فالكلام فيه إجمال وتفصيل :
أما الإجمال : فإنا علمنا من شأن الصحابة الكرام وثناء الله عليهم ورسوله بما يجعلنا نستقبل هذه الأحاديث مطمئنين أنها لا تمس الصحابة وإلا كان الرسول مناقضاً لنفسه حاشاه الله من هذا . واللطيف في الأمر أن الصحابة هم من رووا هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد روى هذه الأحاديث أكثر من ستين صحابياً ، وهم أعلم بمراد رسول الله منا ، فقد سمعوها منه ثم رووها مطمئنين أنه لا يقصدهم ولا يعنيهم في الأحاديث وقد كان يسعهم كتمانها لو أرادوا ذلك . ولم تجر في عهدهم ولا في عهد من تبعهم من التابعين أي جدل حول الأحاديث ومعناها ، وقد نقلوها للتابعين ، ونقلها التابعون لتابعيهم دون أن يضطرب الناس في شأنها ، حتى أتى رؤوس أهل البدع والباطل فبدأوا يثيرون الشبهات حولها ويؤولوونها لتدعم معتقداتهم الفاسدة .
ثم لا شك أن استخلاص تهم من أقوال للنبي الكريم تفيد الطعن على صحابته أمر صعب جلل يحتاج إلى قطع وجزم واضح لا لبس فيه ، لأن الأصل بالرجل أن لا يطعن بصحبه ، ولم نعهد عن الكرام من الناس يطعنون بأصحابهم لا عندنا ولا عند أي ملة أو طائفة أخرى، فإن الطعن بالصاحب طعن بالنفس ، ولم نعهد عن عظيم عند قوم إلا وأتباعه عظموا صحبه ، إلا الروافض في ديننا قبحهم الله وأخزاهم .
وإنا – أهل السنة والجماعة – مهتدون آمنون مطمئنون لهذه الأحاديث وننقلها كما نقلها الصحابة رضي الله عنهم للتابعين وكما نقلها التابعين وفسرها لتابعيهم .
أما التفصيل فنقول : قد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بينما أنا نائم (أو قائم) فإذا بزُمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال هلمَّ ، فقلت أين ؟ قال: إلى النار والله ، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زُمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : " هلـمّ، قلت أين؟ قال: إلى النـار . قلت: مـا شأنهـم؟ قـال إنـهم ارتدوا بعدَك على أدبارهم القهقـري، فـلا أراه يخلص منهم إلا مثـل همل النعـم " .
وروى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد أن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " .
وأخرج البخاري ومسلم الحديث برواية أنس بن مالك وعبدالله بن عباس بلفظ " أصيحابي أصيحابي " ، كما أخرج البخاري الحديث عن ابن عباس بلفظ " رجال من أمتي ".
فهذان هما الحديثان الرئيسان في هذا الباب .
والمفسر لهما حديث ثالث أخرجه مسلم في صحيحه ورواه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله ، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا ؟ قال : نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول : يارب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟" .
وحديث رابع أخرجه البخاري برواية ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي أنه قال: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم " .
وحديث خامس أخرجه البخاري عن سهل بن عدي أنه قال : سمعت رسول الله يقول: " أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " .
ووجب جمع النصوص فيما بينها ، إذ أنها تتحدث عن نفس الحادثة حادثة ورود الحوض كما هو ظاهر.
أما الحديث الأول فقال " فإذا بزمرة حتى إذا عرفتهم " ، ولو كانت هذه الزمرة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لكان الأولى أن يقول " بزمرة منكم " ، ولو فهمها الصحابة أنها زمرة منهم لسألوه ، فقد سألوه عن أمور وأحوال أهون من هذا بكثير .
ثم إن النبي يقول أنهم عرفهم ، وهو لا يستلزم أنه عرفهم بأشخاصهم ، بل عرفهم بسيماهم ، ومن ذلك قوله تعالى : " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاّ بسيماهم ".
ويشهد لذلك الحديث الثالث الذي يصرّح فيه أنه يعرفهم بسيماهم ، وهي آثار الوضوء ، إذ أن المؤمنين المصلين يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء ، فيعرفهم الرسول بآثار الوضوء .
فقوله في الحديث الأول : " فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم " يفسره قوله في الحديث الثالث : " ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم " . ففيه أن الرسول يخبر عن أمته أنها ترد عليه الحوض ، وهو يدل على أن سؤال الصحابة للرسول أتعرفنا ، هو سؤاله عنهم كمؤمنين من أمته وليس بصفتهم أصحابه ، ومعنى السؤال هو هل تميزنا نحن المسلمين عن باقي الأمم .
وقد ورد الحديث أيضاً في صحيح مسلم عن أبي هريرة بلفظ : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً ".
فالكلام يدل صراحة على أن المقصود بالكلام إبتداء ليس الصحابة ، وأن النبي يتكلم عن أناس من أمته ثم يخبر أن رجالاً منهم لن يصلوا الحوض .
ويؤكد هذا أيضاً إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الثالث أنه يعرفهم بآثار الوضوء ، وهي ليست صفة خاصة في الصحابة بل في كل أهل الملة .
فثبت أن المراد بقوله " طائفة منكم " هو طائفة من أمته .
كما أن أول الحديث يشعر أن الأمم كلها تأتي الحوض لتسقى منه كما دلت عليه أحاديث أخرى ، وأن النبي الكريم وصف ذوده عن أمته كذود الرجل الأبل عن إبله ، فدل أنه يذود باقي الأمم عن أمته ويتعرف على أفراد أمته بالوضوء (وهو دليل أن الوضوء قد خُصّ به هذه الأمة ، ودليل أن تارك الصلاة كلية ليس من المسلمين) .
فالمشهد الذي يصفه الرسول صلى الله عليه وسلم هنا هو ورود كل الأمم الحوض ، والرسول يذود عن أمته ويتعرف عليها عن طريق آثار الوضوء ، فتأتي زمرة كما في الحديث الأول وهي نفس ما عناه رسول الله بقوله " ثم يجيء برجال من أصحابي " في الحديث الثاني ، وما عناه بقوله " وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون " في الحديث الثالث ، وما عناه بقوله في الحديث الرابع " فسيؤخذ ناس دوني " .
وهذه الزمرة أو الرجال من أصحابه أو الرجال من أمته كما في الرواية الأخرى للحديث أو الطائفة أو الرهط كما في رواية أخرى أو الناس كما في الرواية الرابعة لم يُمَكّن لهم من الوصول إلى الحوض ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شأنهم كما في الحديث الأول وقال " أصحابي " أو " أصيحابي أصيحابي " أو قال " يا رب هؤلاء من أصحابي " أو قال " يا رب مني ومن أمتي " . فأُخبر النبي الكريم أنه قد أحدثوا بعده ، وأنهم قد ارتدوا على أعقابهم .
هذه هي الحادثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عن الحوض ، وأخبرها لأصحابه ، ونقلها الصحابة إلى باقي الناس .
وقد بالغ أهل الباطل في ذكر الأحاديث وإنتقاء الألفاظ منها وتأويل المعنى بما يوافق أهواءهم ومذاهبهم ، فعدها الروافض إشارة إلى أبي بكر وعمر ومن تبعهما من الصحابة وعدها الخوارج الإباضية إشارة إلى عثمان وعلي ومن تبعهما .
ونحن بعد أن شرحنا المراد من الأحاديث نختم بإيراد ما يلي :
أولاً : إن إخباره عن زمر تأتي الرسول فيعرفها بسيماتها ثم لا يصل منهم إلا همل النعم تدل على أن الصحابة ليسوا المقصودين بل إنهم أناسٌ من أمة النبي الكريم . فإن كلمة " حتى إذا عرفتهم " توحي بعدم معرفتهم إبتداءً ولو كانوا أصحابه لعرفهم فوراً .
ثانياً : إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بدأ الكلام في الحديث الثاني مخاطباً الصحابة بقوله " تحشرون حفاة عراة غرلاً " ، ثم حوّل الكلام لصيغة الغائب قائلاً " ثم يؤخذ برجال من أصحابي " . فلو كان المقصود بالكلام أصحابه لاستمر في أسلوب الخطاب ولقال ثم يؤخذ برجال منكم ، وهو الأولى والأفصح في اللغة .
على أنا نقول أن قوله " تُحشرون " لا تفيد حصر الخطاب بالصحابة لأن المعروف أن الحشر الذي وصفه النبي يشمل كل الناس ولا ينحصر بالصحابة ، ولكن قوله " برجال من أصحابي " تؤكد أن الصحابة ليسوا المقصودين بالكلام .
ويؤكد ذلك أيضاً الحديث الرابع وفيه " أنظر من يرد عليّ منكم ، وسيؤخذ ناس دوني " فبدأ الكلام بصيغة الخطاب وأنهاه بصيغة الغائب فدل على أن المراد ب " ناس دوني " ليس الصحابة ، بل إن هذا لا يستقيم في اللغة وليس بفصيح .
ثالثاً : إن كلمة أصحابي قد تُحمل على المعنى الشرعي وهي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تحمل على المعنى اللغوى ، فأصحاب الرجل هم أتباع الرجل ، وكل من تبع الرجل أو لازمه في أمر فهو صاحب له ، وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب وهو إسم لكل من عبد شجرة الأيك منهم ولازمها ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أنت الصاحب في السفر " أي ملازم لنا في سفرنا لا يغيب عنا ، وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : " إنكن صويحبات يوسف " وقوله لعمر بن الخطاب عندما أراد أن يقطع عنق عبدالله بن أبي بن سلول " دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه " فهنا قد استعمل النبي الكريم المعنى اللغوي وهو كل من يلازم الرجل أو يتبعه حتى وإن كان في الظاهر ، ومعلوم أن عبدالله بن أبي من المنافقين ولا يمكن بحال أن يكون من الصحابة الذين أثنى عليهم الله ورسوله .
وقد ورد الحديث بلفظ " رجال من أمتي " في صحيح البخاري ، والجمع بينها وبين لفظ " رجال من أصحابي " يقتضي حمل الأصحاب على المعنى اللغوي وهو منسجم تماماً مع ما ذكرنا.
رابعاً : إن كلمة أصيحابي كما وردت في الرواية الأخرى تدل على جمع القلة كما صرح عدد كبير من أهل اللغة .
قلت قد تدل على القلة في الصحبة وليس العدد ، وإليه أميل ويشهد لذلك قول أبو فراس الحمداني في قصيدته الشهيرة " أراك عصي الدمع ":
وقال أصيحابي الفرار او الردي
فقلت هما امران احلاهما مر
فقد وصف أبو فراس صحبه في المعركة بالأصيحاب لأنهم تخلوا عنه في المعركة ولم يثبتوا معه خوفاً من الموت ، فلم يعدّهم من أصحابه المقربين فوصفهم بالأصيحاب ، ولم يكن يشير إلى عددهم بل إلى تخليهم عنه .
ويؤيد هذا قوله " ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " فالنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن أقوام يعرفهم ويعرفونه ، والظاهر الصريح من الكلام أنهم ليسوا أصحابه ، إذ لم يكن ليصف أصحابه بقول أقوام ، كما أن الأولى أن يوجه الخطاب لهم مباشرة ، أو على الأقل يقول (أقوام منكم) ، ولا نجد داع من إخفاء ذلك عنهم ، فدل أنهم ممن عاشوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأدركوه ولكن لم يتمتعوا بحق الصحبة معه ، إذ معلوم أنه ليس كل من أسلم في حياة الرسول ورأى الرسول صحابي ، وربما يكون وصف أصيحابي لهم مناسب على اعتبار أنهم ممن قلت صحبتهم لرسول الله
خامساً : إن هذه الأحاديث قد رواها ما يزيد عن ستين صحابياً ، ولم يرو عن أحد منهم أنه سأل النبي عن هؤلاء المقصود بهم في الحديث ، ولا يعقل أن الصحابي يروي حديثاً فيه تلميح خطير عن الصحابة دون أن يستفصل من الرسول عنهم وعن نفسه إن كان منهم ، كما لا يعقل أن يجتمع أكثر من ستين صحابياً على ترك الإستفصال عن المقصود بهم في الحديث بعد أن سمعوا الكلام من الرسول الكريم وأن أياً منهم لم يدرك أنه كان يقصدهم .
سادساً : لو أردنا إتباع المتشابه ، فإن قول الرسول الكريم : " مني ومن أمتي " يُشعِر بتلميحه إلى أهل البيت ، إذ أن الحسن والحسين من النبي الكريم ، وقد وصف فاطمة رضي الله عنها أنها بضعة منه . ولا نرى الروافض قد حملوا المعنى على ظاهر الكلام كما فعلوا ذلك في كلمة أصحابي .
ولكن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق والإنصاف لا يسعهم النيل من أهل بيت النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، كما لا يسعهم النيل من أصحابه الكرام عليهم رضوان الله جميعاً .
سابعاً : إن الكلام قد ورد بعمومه دون تعيين لأحد من الصحابة ، ومع ذلك فقد حمل الروافض الكلام على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما ولعن من لعنهما - ومن تبعهما من الصحابة ، بينما حمل الخوارج المعنى على عثمان وعلي - رضي الله عنهما ولعن من لعنهما - ومن تبعهما من الصحابة ، ولا نجد أياً منهما - أعني الروافض والخوارج - بأولى من الآخر ، لأن العام لا يدل على الخاص إلا بمخصّص ، ولا نجد أياً منهم قد خصّص بمخصّص يدل على التخصيص .
فثبت أن المخصّص عند الطرفين لم يكن سوى الأهواء والأحقاد على فئة من الصحابة ، والرغبة في نصرة مذاهبهم الباطلة . فالطرفان أرادا تخصيص الكلام بالصحابة ، ثم خصص كلٌ منهم الكلام عن فئة من الصحابة لا كل الصحابة ، فإذا كان الكلام قد ورد بشأن الصحابة فإنه باق على عمومه ،
فنقول للروافض ما دليلكم على خروج علي بن أبي طالب وباقي أهل البيت من الكلام ؟
ونقول للخوارج ما دليلكم على خروج أبي بكر وعمر من الكلام ؟ قال كل منهم أن خروج من أخرجناه من الكلام كان بسبب ما ورد في النصوص والأحاديث بفضلهم فلا يمكن أن يكون الكلام في حقهم .
فإنا نقول نحن أهل السنة والجماعة فما توردونه كلاكما من أدلة بشأن هؤلاء وهؤلاء يحملنا على الإعتقاد على منع أن يكون الكلام في حق أي منهم .
ثامناً : إن البعض قد حمل المعنى على من ارتد من الناس من بعد وفاته ، ممن أدركوا الرسول الكريم ورأوه ، فعندما يراهم الرسول الكريم سيظنه أحد أصحابه لأنه مات وهو صاحب له .
وقد قال محمد بن يوسف : ذكر عن أبي عبد الله ، عن قبيصة قال : هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر ، فقاتلهم أبي بكر رضي الله عنه.
قلت : هذا جيد ، ولفظ أصيحابي يدل على من قلت صحبته وعشرته للرسول الكريم ، وهو موافق لقول النبي: " ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " ، وربما يكون وصف أصيحابي لهم مناسب على اعتبار أنهم ممن قلت صحبتهم لرسول الله كطلحة بن خويلد الذي أسلم عام التاسع للهجرة وارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وادعى النبوة، إلا أنه قد تاب بعد ذلك وأناب وحسن إسلامه وقُتل في نهاوند بعد أن أبلى بلاء حسناً في المعركة ، فليس لنا أن نصرّح بإسمه كواحد من هؤلاء الذين لن يردوا الحوض ، فإنه من تاب تاب الله عليه ، ولكننا نقول فيه وجه لمن حمله على من قلّت صحبته لرسول الله ، فيكون هم المراد من قوله أصيحابي ، وقوله أقوام أعرفهم ويعرفوني .
تاسعاً: إننا رأينا كيف يمكن فهم الأحاديث ، وإن تطرق الإحتمال يبطل الإستدلال، فليس لأحد الطعن بالناس - لا سيما الصحابة - بما لا جزم فيه ولا قطع من الكلام ، وقد قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " فما بالنا أن يكون القوم صحابة رسول الله الذين نصروه ومنعوه ؟ ولا شك أن كلمة التبين تحمل التثبت والإستيقان والجزم ، فهل نجد بعد ما ذكرنا ما يدعو إلى ثبوت الطعن على الصحابة عليهم رضوان الله جزماً ويقيناً ؟؟؟
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ، ونقول كما قال ابن أبي مليكة : " اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن " .
كتبه / أبو يحيى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|
|
|