السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام
         تطوف بي الأفكار حزنا ً فتــُــكتب ُ 
     وتسعى لحج الصبر والحج زينب ُ
     هي العالم الأعلى وسدرة منتهى 
     وجوهرها التسبيح والسر غيهب ُ 
     أقام لها الإيمان عرش قداســـــة ٍ
     إلى عرشها كل الفضائل تـــُـنــسب ُ
       لها الغيمة البيضاء في كل مريم  ٍ 
     بأمطارها ارض الإمامة  تعشب ُ 
       لها أقدس الكفين . كف ٌ ككعبة ٍ 
     وفي كفها الأخرى تحمحم يثرب ُ
     فكل جلال الأرض لون ٌ لظلها 
     وخطوتها الأنهار والناس تنضب ُ 
     على اسمها كل الفـــــــجائع نقـــطة  ٌ  
 
   تيتـــــــمها الأحزان وهي لــــها أب ُ  
     فأن جاء جرح الوقت يحكي عذابها 
     كأن ْ ألف عيسى في الحكاية يصلب ُ 
     جراح جميع الخلق قشة بـــــحرها 
     ودمعتها الإشراق والـــحزن مغرب ُ 
     تنام بعينــــــــيها مساءات ُ وحــــشة ٍ 
     فهل طاح بعض الدمع أم طاح كوكب ُ  
     هي الوارث الشرعي للوجع الذي 
     تلوذ به الأشجار والوقت ُ يحطب ُ  
     فمن أين هذا الجرح يتلو مصابها 
     وقرآنها بالانتـــــــــــــظار يخـــضب ُ 
     ومن أي خـــــط ٍ للبداية تبتــــــــــــدي 
     قناديلها الحمراء بالــــــــقــتل تشــخب ُ   
     امن أمها الزهراء أيقـــظ ضلعـــــها 
     جيوش الرزايا والسماوات تنــــحب 
     امن كوثر المحراب تجري صلاته 
     دما ً هاشمي الروح والدين ينـدب ُ  
     امن مجتبى الأملاك والسم صورة  ٌ  
     لسفيانها حيث الرذائل تصخــــب ُ 
     وعفوا ً لعباسات ِ جرحك مالــــها 
     مثيل ٌ يحاكيها ولا السيف ينجـــــب  ُ 
     فكم من دماء ٍ أودعتك شجونــــها  
     وكم غاضريات ٍ بقلبك ِ تنشــــب ُ  
     تخطين علياء الفداء بكربــــــــــلا 
     وأوراقك ِ الأبناء والسيف يكتــــب ُ 
     وحتى إذا لم يــــبق غير مخيــــــم  ٍ  
     لمحرقة الأطفال والنار تلهـــــــب ُ 
     تباروا لسلب المكرمات . توهـــموا 
     بأن الصراط المستقيم يـــُسلــّب ُ 
     وكيف وهل يسبون صوتا ً قيــــامة  ً  
     أزاحت ثمود الشام والموت مهرب ُ 
     وقفت ِ تدكين العروش بخــــــطبة ٍ 
     كأن سماءاً بالصواعق تخـــطب ُ 
     لك الفضل اذ لولاك لم تبق شرعة  ٌ  
     ولا ســـار في درب الهداية موكب ُ  
     أعـــدت لقلب الدين نبض حــــياته 
     فذكراك من كل العبادات أثوب