آية الله العظمى الشهيد الشيخ علي الغروي ( قدس سره )
( 1349 – 1418 هـ )
ولادته ونشأته :
ولد الشيخ الغروي سنة ( 1349 هـ ) في مدينة تبريز ، وتوفي والده وعمره لم يتجاوز السنتين ، فنشأ في أحضان السيدة العلوية والدته ، فأفاضت عليه من حنانها وغذّته مكارم الأخلاق ، وحثته منذ الصغر على طلب العلم .
دراسته :
توجه نحو طلب العلم في محل ولادته وهو لم يتم السنة السادسة من عمره .
بعد أن أنهى دراسة المقدمات وجزءاً من مرحلة السطوح العالية ، هاجر إلى الحوزة العلمية في مدينة قم لمواصلة دراسته .
أنهى دراسة السطوح بما فيها السطوح العالية ، ثم درس إلى جانبها العلوم الفلسفية .
عندما بلغ عمره ستة عشر عاماً أخذ يحضر دروس البحث الخارج في حوزة قم ، وبقي مواظباً على ذلك مدة خمس سنوات .
هاجر إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسة البحث الخارج وبدأ يحضر حلقات الدرس عند علمائها المعروفين .
أساتذته :
نذكر منهم :
1-آية الله السيد محمد حجت الكوهكمري .
2- آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري .
3- آية الله العظمى الشيخ عباس علي الشاهرودي .
4- آية الله العظمى الشيخ حسين الحلّي .
5- آية الله العظمى الشيخ باقر الزنجاني .
6- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي .
مكانته العلمية :
بدأت علامات النبوغ عنده منذ الصغر ، فقد كان من مقرري درس استاذه السيد الكوهكمري وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً .
وفي بداية العقد الثالث من عمره أي في عام ( 1379 هـ ) شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج ، وكان مجلسه عامراً بالفضلاء والنخبة الواعية من طلاب العلوم الدينية .
أمّا عن أسلوبه في التدريس ، فإنه كان يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادة إلى الطلاب ، لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج تواً كما ينتفع منه السابقون .
وكان ( رحمه الله ) يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمي الفقه والأصول بالابتعاد عن البحوث المتشعبة التي لا نفع فيها ، حتى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلاب بدون لبس وتشويش .
سيرته :
كان الشيخ الغروي داعياً إلى سيرة الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) بالصمت كما دعا الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، والدعوة الصامتة التي قصدها هي التطبيق العملي لسيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
كما كان دقيقاً في صرف الأموال الشرعية حتى أن استاذه السيد الكوهكمري قال في إحدى المرّات : أتمنى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي .
وبالاضافة إلى ذلك كان الشيخ شديد الالتزام بالعبادات المستحبة جاهداً على ترك المكروهات ، موطناً نفسه على إقامة شعائر الله وعلى رأسها زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كل ليلة جمعة ، وقراءة زيارة عاشوراء كلَّ يوم في مرقد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
أقوال العلماء فيه :
1ـ قال فيه آية الله العظمى السيد الخوئي : بلغ الشيخ الغروي بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير ، وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيام ، فلم تذهب أتعابي … بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء … فللّه درّه فيما كتب ودقق وحقق .
2ـ قال فيه آية الله العظمى السيد الكوهكمري : لا أعلم أيّهما أطوع للشيخ الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء !
مؤلفاته :
لا تزال أكثر مؤلفات الشيخ الغروي مخطوطة ، ونأمل من المؤسسات المعنيّة السعي نحو إحيائها ، وبهذه المناسبة سنذكر المطبوع منها :
1ـ التنقيح : وهو تقريرات دروس البحث الخارج في الفقه لأستاذه السيد الخوئي ( قدس سره ) ، في عشرة مجلدات .
2ـ الرسالة العملية : في العبادات والمعاملات لمقلديه .
شهادته :
اغتيل على يد النظام العراقي في الطريق بين مدينتي النجف الأشرف ، وكربلاء المقدسة وذلك في صفر عام 1418 هـ ( حزيران 1998 م ) .
آية الله العظمى السيد علي اليثربي الكاشاني ( قدس سره )
(1311 - 1379 هـ )
ولادته ونسبه:
ولد سنة 1311 هـ في مدينة سامراء المقدسة بالعراق أيام مرجعية الشيخ الشيرازي الكبير ( رحمه الله )، نشأ وترعرع في أحضان والده آية الله السيد محمد رضا اليثربي الكاشاني، وعندما بلغ عمره خمس سنوات عاد مع والده إلى كاشان. كان جده المرحوم العلامة السيد إسماعيل اليثربي من تلامذة الشيخ الأنصاري.
دراسته وأساتذته:
درس المقدمات والسطوح عند والده وبعض العلماء، وأكمل جميع مراحل السطوح وهو لايزال شاباً.
في عام 1321 هـ هاجر إلى النجف الأشرف وأعاد دراسة كتاب الكفاية عند المرجع الكبير آية الله العظمى السيد أبي الحسن الاصفهاني ( رضوان الله عليه ).
أخذ يحضر دروس العلماء البارزين في حوزة النجف الأشرف آنذاك وهم:
آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي في الأصول، وآية الله السيد محمد كاظم اليزدي في الفقه، وكذلك دروس آية الله شريعت الاصفهاني، وآية الله الشيخ النائيني.
تدريسه:
عاد إلى ايران في سنة 1339 هـ بناءً على طلب والده، ومنذ وصوله إلى كاشان اشتغل بالتدريس وإقامة صلاة الجماعة وأداء وظائفه الدينية الاخرى.
وفي سنة 1340 هـ طلب آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري في بداية تأسيسه للحوزة العلمية في قم المقدسة من والده السيد محمد رضا اليثربي السماح له بالمجيء إلى قم المقدسة، للإستفادة من خدماته في مجال التدريس، فوافق والده على ذلك، وفي عام 1341 هـ أرسله إلى قم المقدسة وأخذ يحضر دروس الشيخ الحائري، بالإضافة إلى قيامه بتشكيل حوزة مستقلة للتدريس، إستمر على إلقاء دروس الفقه والأصول فيها لمدة سبع سنوات.
في عام 1347 هـ توفي والده فاضطر إلى ترك قم المقدسة والعودة إلى كاشان.
وفي عام 1265 هـ ذهب لزيارة السيدة المعصومة ( عليها السلام ) في قم المقدسة، فأصرّ عليه آية الله العظمى السيد البروجردي بالبقاء، لغرض التدريس فاستجاب لطلبه.
وبقي مدة قصيرة يلقي الدروس، ثم انقطع عن ذلك بسبب وفاة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد أبي الحسن الاصفهاني في النجف الأشرف، وتوقف الدراسة في الحوزات العلمية لهذا المصاب الأليم. فسافر لزيارة العتبات المقدسة في العراق.
عاد من زيارة العتبات المقدسة في العراق إلى كاشان مباشرة لأسباب غير معلومة، رغم الحاجة إليه في حوزة قم المقدسة، وبقي في كاشان يؤدي رسالته المقدسة حتى آخر عمره الشريف.
طلابه:
درس عنده كثير من الطلبة سنذكر لكم مجموعة منهم:
1 ـ الامام الخميني ( قدس سره ).
2 ـ آية الله السيد محمد اليزدي المعروف بـ ( الداماد ).
3 ـ آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ( قدس سره ).
4 ـ آية الله العظمى الشيخ هاشم الآملي ( قدس سره ).
5 ـ آية الله السيد كاظم الأراكي الكلبايكاني.
6 ـ آية الله الصالحي الكرماني.
7 ـ آية الله الشيخ حسن اليزدي.
8 ـ حجة الإسلام السيد محمد اليثربي ( أخوه ).
صفاته وأخلاقه:
كان السيد علي اليثربي ( رضوان الله تعالى عليه ) يتصف بما يلي:
1 ـ بساطة عيشه: كانت حياته بسيطة بعيدة عن التكلف، بالرغم من المنزلة الرفيعة التي يحتلها، وكثيراً ما كان القادمون إلى بيته من العلماء والفضلاء يشتبه عليهم الأمر، بسبب بساطته وتواضعه، فهم لا يفرقون بينه وبين خادمه، لأنه على الدوام كان يرتدي الملابس العادية البسيطة وكان يقوم باستقبال المراجعين وبدون حاجب أو مانع أو مسؤول، بكل رحابة صدر يقوم بالتحدث معهم، ويحل اشكالاتهم ومشاكلهم، ويناقشهم ويحترمهم ويعطف عليهم.
2 ـ صراحته: كان صريحاً في أقواله، مبتعداً عن اللف والدوران، يخبر السائل بالحقيقة بشكل مباشر وبإطمئنان تام، دون الالتجاء إلى التورية أو ماشابه ذلك.
3 ـ سخاؤه وكرمه: ينقل السيد محمد الأبطحي الكاشاني عنه فيقول: قال لي السيد اليثربي: أنا من كثرة القروض التي اقترضتها، أخجل كثيراً من المقرضين، أن أطلب منهم قروضاً جديدة. وبالرغم من ذلك نجده يقوم بتوزيع الأموال التي يحصل عليها عن طريق القرض وغيره بين المستحقين.
4 ـ شدته في ذات الله: يُنقل عنه أنه في بداية حكم رضا خان استدعت الحكومة بعض علماء الدين، لتدوين قوانين وزارة العدل، ومن ضمن الذين استجابوا لذلك زوج خالته الشيخ حسين اليزدي، وقد ألح عليه بالذهاب معه ومساعدته في هذا الخصوص، وعرض عليه مبلغاً كبيراً من المال، فردّ عليه السيد اليثربي: أنا لا أقع تحت تأثير الكفر. وعندما زار الشاه محمد رضا مدينة كاشان، أرسل جماعة لإقناعه بالحضور للقائه، لكن السيد رفض ذلك، وقال لهم: لا حاجة لي به.
5 ـ تقيده بأداء وظائفه: لم تثن عزمه الضغوط التي أوجدها الشاه على الحوزة العلمية والمساجد من أداء رسالته، وبعد فشل نظام الشاه في محاولاته بالتضييق على الناس، واستمرار الناس على الحضور في المساجد، ظل السيد اليثربي مستمراً على أداء واجباته. فقد كان المنبر مساء كل يوم، يلقي محاضرة يوضح فيها الاحكام الفقهية.
6 ـ ولاؤه واخلاصه لأهل البيت ( عليهم السلام ): كان والده المرحوم محمد رضا اليثربي الكاشاني يقيم في مسجده مجلساً للوعظ والإرشاد في شهري محرم الحرام ورمضان المبارك وبعد أن ينتهي من الوعظ والبيان، يقوم بقراءة مجلس عزاء للإمام الحسين ( عليه السلام ). وبقي خَلَفه السيد علي اليثربي على هذه السُّنة الحسنة إلى آخر عمره الشريف. وما نجده اليوم من الاهتمام المنقطع النظير من قبل أهالي كاشان بمواكب عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) يعود في الحقيقة إلى اهتمام علماء هذه المدينة بهذه المجالس ومن بين هؤلاء العلماء المرحوم السيد محمد رضا اليثربي وابنه السيد علي اليثربي ( رحمهما الله تعالى ).
آثاره العلمية:
كان السيد اليثربي يعتقد بأن العلماء المتأخرين بعد الشيخ الانصاري لم يأتوا بشيء جديد، سوى تعليقاتهم على أقواله وتقوية آرائه، وهذا ما نجده في تأليفات الشيخ الشيرازي بالفعل. وعلى هذا الأساس لم يكتب آية الله اليثربي إلاّ بعض الكراسات في أصول الفقه مع حاشية على العروة الوثقى.
أقوال العلماء فيه :
قال فيه آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ( قدس سره ):... إن اللسان ليعجز عن وصف مكانته وتقواه وتدينه...وبالرغم من المنزلة الرفيعة التي يحتلها لم يتعامل مع أحد بغرور أو تكبر، بل كان دائماً وأبداً يعتبر نفسه كأي طالب من طلاب الحوزة العاديين، سواء كان في كاشان أو في أي مكان آخر.
وفاته:
لبى نداء ربه بتاريخ 5 / رجب / 1379 هـ، بعد أن قضى ثمانية وستين عاماً في خدمة العلم والدين، تاركاً اللوعة والحسرة في قلوب محبيه، وتم دفنه في مقبرة كاشان.
آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي ( قدس سره )
( 1309 هـ ، 1394 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ حسين بن علي بن حسين بن حمود بن حسن الحلّي النجفي ، وينتمي إلى أسرة عربية أصيلة ، وهي عشيرة ( الطفيل ) ، التي تقطن الأرياف الجنوبية من قضاء الهندية بالعراق .
ولادته ونشأته :
ولد الشيخ حسين الحلي في مدينة النجف الأشرف سنة ( 1309 هـ ) من أبوين كريمين ، ونشأ تحت رعاية والده الشيخ علي ، الذي كان من علماء النجف البارزين .
دراسته :
درس على والده مبادئ القراءة والكتابة ، ثم بدأ يحضر الدراسات الأدبية ، والفقهية ، والأصولية ، على مجموعة من أساتذة الحوزة لسنين طوال ، حتى نبغ نبوغاً باهراً ، وتميَّز بين أقرانه ، بالغاً المراتب العليا في العلم .
أساتذته :
تتلمذ الشيخ حسين على مشاهير الأساتذة في حوزة النجف الأشرف ، نذكر هنا أبرزهم :
1 - آية الله العظمى الشيخ النائيني .
2 - آية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي .
3 - آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني .
تدريسه :
لازم الشيخ حسين الحلي التدريس منذ كان يواصل دراسته ، وكان يلقي درسه في مرحلة السطح العالي ، وكان يحضر درسه ثُلَّة من الطلبة المشتغلين بالتحصيل من المنبع الأصيل .
فكانوا يستفيدون من علمه الغزير ، ويستقون من معين فضله الكبير .
وكان له طريقة فنية في التدريس قلَّ نظيرها ، وهي أنه عندما يشرع في البحث يتناول المسألة الفقهية أو الأصولية ، فيقلِّب فيها وجوه النظر ، ويبين أقوال العلماء المؤيدين والمفنِّدين .
ثم يناقش بعض الأقوال التي تستحق المناقشة على ضوء الأدلة والقواعد العلمية .
وكان من طريقته في البحث أنه لا يذكر رأيه الصريح في المسألة المبحوث عنها ، وعندما ينتهي من إلقاء بحثه يجتمع طلابه حوله ، فيسألونه عن رأيه في المسألة ، فكان يجيبهم بقوله : هذا عملكم .
مكانته العلمية :
كان من نوابغ عصره ، ومن الذين تميّزوا بالتحقيق والتدقيق ، وكان ذا إطلاع واسع بالعلوم الدينية ، وكان فقيهاً متبحراً ، له إحاطة واسعة بالفروع الفقهية ، وأصولي محقق له نظريات وتأسيسات راقية .
وهو من المتضلِّعين في التاريخ واللغة والأدب .
ويقول الشيخ جعفر محبوبة عن طاقاته العلمية : ( كان من رجال العلم البارزين ومن أهل الفضل السابقين ، مرغوب في التدريس .
إلتفَّ حوله ثُلَّة من طلاب العلم الساهرين على تحصيل ما يستفيدون من علمه ، ويستقون من معين فضله ) .
وكان الإمام الحكيم ( قدس سره ) يعتمد عليه كثيراً في تنقيح ، وتحقيق ، وتهذيب ، كتابه ( مستمسك العروة الوثقى ) ، وخاصة في طبعته الثانية التى بلغت ( 13 ) مجلَّداً .
طلابه :
تتلمذ على يديه الكثير من العلماء ، نذكر منهم :
1 – آية الله العظمى السيد علي السيستاني .
2 - آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم .
3 – آية الله العظمى الشيخ علي الغروي .
4 – آية الله الشيخ جعفر السبحاني .
5 – آية الله السيد عز الدين بحر العلوم .
6 – آية الله السيد محمد تقي الحكيم .
7 – آية الله السيد سعيد الحكيم .
8 – آية الله الشيخ علي زين الدين .
9 – آية الله الشيخ حسن الجواهري .
10 – آية الله السيد عبد الرزاق المقرم .
أقوال العلماء فيه :
1 - قال فيه العلاّمة الطهراني : وقد عرف بالتحقيق ، والتبحّر ، والتقى ، والعِفَّة ، وشرف النفس ، وحُسن الأخلاق ، وكثرة التواضع .
كما إنه من الذين يخدمون العلم للعلم ، ولم يطلب الرياسة ، ولم يتهالك في سبيل الدنيا ، وهو من أجل ذلك محبوب مقدَّر بين الجميع .
2 - وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي : فهو اليوم مِمَّن يشار إليه بالبَنان ، ويُعدّ في الطبقة العليا بين أهل العلم ، وذوي الفضيلة .
3 - وقال تلميذه الشيخ حسن سعيد في حقّه : كان مداراً للبحث والتحقيق ، ومحطّاً لأنظار أهل الفضل ، يؤمونه للارتواء من مناهل علومه ، لما عُرِف به من غزارة العلم ، وعمق التجربة ، وسعة الأفق ، ووفرة الاطِّلاع .
وقد تخرَّج على يديه جيل من أهل العلم ، هم الطليعة اليوم ، في جامعة النجف .
4 - وعبَّر عنه السيد محمد كلانتر في مقدمة كتاب اللمعة الدمشقية بقوله : شيخنا العلامة الكبير ، جهبذة العلم ، أستاذ الفقاهة والأصول آية الله الشيخ حسين الحلي .
ثم قال : تحرّر من زبارج هذه الحياة وزخارفها ، فكانت الحقيقة ضالته ، فوجدها وألفها ، وأعرض عن غيرها .
سيرته وأخلاقه :
لإجل أن نعطي صورة واضحة المعالم عن أحوال الشيخ حسين الحلي ، نذكر نماذج من سيرته وأخلاقه :
أولاً : الإنسان حيث يضع نفسه :
كان ( قدس سره ) يستشهد دائماً بهذه المقولة التربوية النافعة ، وهي : الإنسان حيث يضع نفسه .
فكل إنسان يمكن أن يضع نفسه في الموضع الذي يريده ، فكما يمكنه أن يكون صادقاً ، يمكنه أن يكون كاذباً ، وكما يمكنه أن يكون مُحبّاً للخير له وللآخرين ، يمكنه أن يكون محبّاً للشر ، وإلخ .
ثانياً : التواضع :
كان ( قدس سره ) متواضعاً إلى أبعد الحدود ، وبسيطاً بكل معنى البساطة ، فقد كان متواضعاً في مسكنه ، وملبسه ، ومأكله ، ومشيته ، فكان يملك بيت متواضع يسكن فيه هو وعائلته .
وكان ( رحمه الله ) لا يحب المظاهر بكافة أشكالها ، لذلك تجده لا يعتني بمظهره ، ولا يهتم بقيافته .
ثالثاً : الزهد :
كان ( رحمه الله ) زاهداً بكل معنى الزهد ، وكريماً رغم إمكانياته المحدودة ، فكان لا يجد للمال قيمة ، إلا أن يواسي به الفقراء والمساكين والمحتاجين .
رابعاً : الورع :
كان مثالاً يحتدى به في الزهد والصلاح ، وأسوة طيبة في الهداية والاقتداء ، وكان من شدة ورعه وإحتياطه أنه لم يتصدَّ للزعامة الدينية التي كانت تتوجّه إليه ، فكان يتهرَّب منها ، وكم من مرة دفعها عن نفسه ويثني طرفه عنها .
خامساً : تعلقه بالأدب :
كان ( رحمه الله ) أديباً ممتازاً ، وقد مارس الأدب في شبابه برهة من الزمن ، وربما تعاطى الشعر بين أقرانه ، وكانت النجف في عهد شبابه كسوق عكاظ ، فيها العشرات من النوادي الأدبية ، يحضرها أعلام الأدب وكبار الشعراء .
وكان الشيخ الحلي يحضر تلك المجالس ، ويتخذها وسيلة لترويض الروح ، وللتعبيرعن خواطره وخوالجه .
سادساً : جهاده ضد الإستعمار:
عندما قامت قوات الإحتلال البريطاني بإحتلال مدينة البصرة في العراق إبان الحرب العالمية الأولى ، وأخذت تهدّد أمن وإستقلال العراق ، كان الشيخ الحلي من المُنْضَمِّين إلى جموع المجاهدين المتوجهين إلى ميادين الجهاد والقتال ضد العدو .
وقد ذكرت بعض المصادر أنه في تاريخ الرابع من شهر صفر عام ( 1333 هـ ) ، توجّه الشيخ إلى البصرة عن طريق بغداد ، وكان معه الكثير من علماء الدين وطلبة العلم .
مؤلفاته :
ترك لنا الشيخ ( قدس سره ) آثاراً علميّة قيّمة ، لكنها - مع الأسف - لا تزال مخطوطة ، وإليكم بعضاً منها :
1 - تقريرات بحث أستاذه الميرزا النائيني في الفقه والأصول .
2 - تقريرات بحث أستاذه الأغا ضياء الدين العراقي في الفقه والأصول .
3 - تعليقة على كتاب المكاسب .
4 - تعليقة على كتاب أجود التقريرات .
5 - تعليقة على كتاب فوائد الأصول .
6 - رسالة في أخذ الأجرة على الواجبات .
7 - رسالة في إلحاق ولد الشبه بالزواج الدائم .
8 - رسالة في حكم بيع جلد الضّب .
9 - الأوضاع اللفظية وأقسامها .
10 - شرح لكتاب كفاية الأصول .
وفاته :
لبَّى الشيخ حسين الحلي ( قدس سره ) نداء ربه في الرابع من شهر شوال ، سنة ( 1394 هـ ) ، بعد حياة قضاها في البحث والتدريس والتأليف ، مضافاً إلى ما عاناه من شظف العيش ، وقساوة الحياة .
وعندما إنتشر نبأ وفاته ( قدس سره ) هبَّ الناس لتشيعه ، فشيِّع تشييعاً مهيباً ، من جميع طبقات وشرائح المجتمع .
ثم حمل إلى مثواه الأخير ، ودفن في مقبرة أستاذه الميرزا النائيني في الصحن الحيدري الشريف ، في النجف الأشرف .
آية الله العظمى الشيخ إسماعيل الصالحي المازندراني(قدّس سرّه)
(1351 - 1422هـ)
ولادته ونشأته:
ولد المازندراني عام 1351هـ في مدينة قائم شهر في عائلة متدينة ,حيث كان والده من رجال الدين المرموقين والمحترمين في تلك المنطقة.
دراسته وأساتذته:
لما بلغ الخامسة من عمره كان قد حفظ القرآن الكريم كلّه، اضافة إلى بعض الكتب الدينية والتأريخية، ثم دخل بعدها مدرسة (صدر) للعلوم الدينية في مدينة بابُل الإيرانية، حيث درس فيها الصرف والنحو والمنطق.
هاجر بعدها إلى مدينة قم وسكن المدرسة الفيضيّة مدة تسعة أشهر، ثم سافر إلى مدينة مشهد المقدسة أوائل عام 1373هـ ودرس هناك مرحلة السطح العالية وبعضاً من دروس مرحلة الخارج في الفقه والأصول، على يد أساتذة كبار في حوزتها العلمية، من بينهم آية الله الشيخ هاشم القزويني.
في عام 1379هـ عاد ثانية إلى الحوزة العلمية في مدينة قم مستفيداً من علوم كبار علمائها، من أمثال: آية الله العظمى السيد حسين البروجردي، والإمام الخميني، وآية الله العظمى الشيخ هاشم الآملي، وآية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني، وآية الله العظمى السيد محمد المحقّق الداماد، وآية الله السيد محمد حسين الطباطبائي (رحمهم الله).
تدريسه:
بدأ بتدريس مرحلة السطوح منذ عام 1392هـ، ثم شرع بتدريس مرحلة الخارج في الفقه والأصول في الحوزة العلمية بقم.
وفاته:
توفي في شهر جمادي الثاني سنة 1422 هـ في مدينة قم المقدسة.
آية الله الشهيد السيد محمد الحسيني البهشتي (قدس سره )
1346 هـ ـ 1401 هـ
ولادته:
ولد السيد محمد الحسيني البهشتي في اصفهان 1346هـ م في وسط عائلة دينية .كان والده من علماء الدين.
دراسته وأساتذته :
ـ تعلم في احدى الكتاتيب القراءة والكتابة بسرعة فائقة ، وبالخصوص قراءة القرآن الكريم وعرف بين اقرانه بالذكاء.
ـ أنهى مرحلة الدراسة الابتدائية في احدى المدارس الرسمية بأصفهان، ثم اكمل الصف الثاني من مرحلة الدراسة المتوسطة.
ـ في عام 1360 ترك الدراسة وانخرط في سلك طلاب العلوم الدينية والتحق بمدرسة الصدر في اصفهان، بسبب شغفه للعلوم الاسلامية.
ـ خلال الفترة من عام 1360 ـ 1364 م درس في اصفهان الادب العربي والمنطق والفقه والاصول وطوى هذه المرحلة بسرعة.
ـ تعلم اللغة الانجليزية بمساعدة أحد أقاربه عندما كان في أصفهان.
ـ في عام 1364 م هاجر الى مدينة قم المقدسة لمواصلة دراسته الحوزوية، وأكمل دراسة المرحلة الأولى من الفقه خلال ستة أشهر.
ـ منذ بداية عام 1365هـ م واصل دراسته في المرحلة الثانية في (الفقه والاصول)، عند آية الله السيد الداماد وكذلك عند الامام الخميني ، ثم درس بعدها عند آية الله العظمى السيد البروجردي ، وكذلك آية الله العظمى السيد الخونساري، كما تعلم بعض العلوم من آية الله الكوهكمري ، ودرس الكفاية عند آية الله الشيخ مرتضى الحائري، وكان قد درس المنظومة والمنطق والكلام عندما كان في اصفهان لكنه توقف عن مواصلتها في قم بسبب قلة الاساتذة في علم الفلسفة.
ـ في سنة 1366هـ حصلت له رغبة بالعودة الى مواصلة الدراسة الاكاديمية، فتمكن من الحصول على شهادة الاعدادية ثم دخل كلية الالهيات في طهران، وحاز على شهادة البكالوريوس منها. وخلال دراسته في الجامعة اتقن التحدث باللغة الانجليزية التي كان قد تعلمها في اصفهان.
ـ عاد الى مدينة قم لمواصلة دراسته الحوزوية ، وفيما بين عام 1369 ـ 1374هـ م أخذ يُكرّس جزءاً من وقته لدراسة الفلسفة.
ـ في عام 1384هـ حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة طهران.
ـ عمل السيد البهشتي في مهنة التدريس في الحوزة العلمية في اصفهان وقم.
سيرته واخلاقه :
كان مستقل الارادة ، وكان يسبق الزمن دائماً ، محباً للتجديد مناهضاً للسنن البالية ، شجاعاً لايخشى المجابهة ، وقد واجه التقاليد السقيمة الموروثة ، ومن صفاته الاخرى هي عدم التواكل ، فحيثما كان يرى ضرورة عمل ما كان يؤدّيه بلا تخوف فلو كان ـ على سبيل المثال ـ يرى ضرورة أن يكون إماماً لأحد المساجد لكان يسارع إليها ويقوم باداء جميع المهام المتعلقة به . ولم تكن همته تقتصر على يومه فالسيد البهشتي كانت لديه على الدوام أفكار على المدى البعيد .
ومن الصفات الاخرى التي لايتصور أحد وجودها في شخصيته وبهذا القدر من العمق هي سمة التعبّد، كان يؤدي صلاته بإخلاص تام، ومن خلال سلوكه يتضح أنه كان يرمي الى تطبيق الاحكام الشرعية بشكل دقيق .
ومن سجاياه الاخرى هي ترغيبه وتشجيعه لجميع الاصدقاء على ممارسة النشاطات الجماعية، وكان يتميز بحرية التفكير وإلتزام أصول الحرية في التعامل مع آراء وانتقادات الآخرين ، وكان حليماً بمعنى الكلمة لايطفح كيله بسرعة، وكان واثقاً من نفسه لايشعر بالوهن في مجابهة المهام الكبرى ، ومتأهباً لمواجهة أية مشكلة والتغلب عليها، ومن البديهي ان مثل هذا الإنسان قادر على ان يكون مديراً ناجحاً.
نشاطاته ومواقفه :
يمكن ايجازها بما يأتي :
1 ـ قام بتأسيس مدرسة في قم اسمها (متوسطة الدين والعلم) ، بالتعاون مع زملائه لغرض تثقيف الشباب بالثقافة الإسلامية الإصيلة وايجاد حركة ثقافية لاعداد الكوادر اللازمة، والتزم مسؤولية إدارة هذه المدرسة.
2 ـ أوجد حركة ثورية طلابية عن طريق توثيق الصلات بين الحوزة العلمية والجامعة ، لأنه كان يعتقد بأن الطلاب الجامعين وطلبة الحوزة يمكنهم التكاتف والتضامن التام ، على العمل وفق الاسس التي دعا إليها الاسلام.
3 ـ تأليف الكتب الإسلامية بلغة حديثة وفق اسس العقيدة الاسلامية، تنسجم مع طبائع الجيل الجديد.
4 ـ قام بالتنسيق مع العلماء الاعلام في الحوزة العلمية بقم ، لغرض اعداد برنامج خاص لدراسة العلوم الاسلام وكان ثمرة ذلك تأسيس مدرسة (الحقاني) أو (المنتظرية) نسبة الى الإمام المنتظر (عج) كنموذج لهذا المشروع.
5 ـ ذهابه الى مدينة هامبورغ في (المانيا) لتنظيم أمور مسجد هامبورغ، الذي أسسه السيد البروجردي حيث قام بتأسيس الاتحاد الاسلامي للطلبة الايرانيين هناك، وبدأ بنشر الاسلام الثوري في أوربا وقارة أمريكا.
6 ـ المساهمة الفعالة بتشكيل رابطة العلماء المجاهدين في ايران، التي قادت الثورة الاسلامية ضد نظام الشاه، حيث قامت هذه الرابطة بالتظاهرات والنشاطات السياسية ضد الحكم الشاهنشاهي ، حتى تحقق النصر الإلهي.
7 ـ سافر الى باريس والتقى بالإمام الخميني عندما كان هناك، وقام بوضع اللبنة الأولى لمجلس قيادة الثورة الاسلامية في ايران، وكان ذلك قبل سقوط الشاه.
8 ـ قام في سنة 1370هـ ـ أيام الحركة الوطنية التي قادها آية الله الكاشاني والدكتور محمد مصدق ـ بالقاء خطاب في اصفهان تحدّث فيه حول عدم قدرة الشعب الايراني على تحمل المطامع الاستعمارية ، التي كانت تستهدف نهب ثرواته.
9 ـ دعمه لإنتفاضة (15 خرداد) التي قادها الامام الخميني ضد الشاه في سنة (1381هـ=1962 م )، وقيامه بالتنسيق مع العلماء بتأسيس (جمعية الطلبة) في مدينة قم ، وعلى اثرها تم إبعاده من قبل النظام الى طهران.
شهادته :
استشهد آيه الله السيد البهشتي (قدس سره) في حادث انفجار مقر الحزب الجمهوري الاسلامي بطهران على أيدي المنافقين اعداء الثورة الاسلامية في ايران، وذلك سنة 1401 هـ (1981 م ) ، وعلى اثر ذلك اعلن الامام الخميني (قدس سره) الحداد العام في ايران وأصدر بياناً تأبينياً جاء فيه :
فقد الشعب الايراني في هذه الفاجعة الكبرى (72) برئياً … ويعتز الشعب الايراني بأن يقدم هؤلاء انفسهم نذوراً لخدمة الإسلام والمسلمين … أبارك واعزي مرة اخرى بقية الله أرواحنا له الفداء والشعوب المظلومة في العالم والشعب الايراني المجاهد … واسأل الله سبحانه الرحمة الواسعة لهؤلاء المظلومين والصبر والسلوان لذويهم المحترمين… .
وتم تشييعه (رحمه الله) تشييعاً مهيباً مع باقي شهداء الحادثة الاليمة وتم دفنه في مقبرة جنة الزهراء جنوب طهران.
آية الله العظمى الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي (قدس سره)
(1348 ـ 1418 هـ )
ولادته:
ولد في السابع عشر من جمادي الاول سنة (1348 هـ) ـ في اسرة كريمة معروفة بالعلم والفضل ، فقد كانت أمه إمرأة تقية ورعة وزاهدة ، أما والده فهو المرحوم آية الله الشيخ علي محمد البروجردي فقد كان من المراجع وله العديد من المؤلفات.
دراسته واساتذته :
ـ شرع بطلب العلم وهو في السادسة من عمره وذلك بتشجيع ودعم من والده.
ـ درس المقدمات وانهى السطوح وأخذ يحضر دروس البحث الخارج، لكبار علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف من أمثال : آية الله الشيخ حسين الحلي وآية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سرهما).
ـ كانت أكثر دراسته على يد استاذه الكبير آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) ، فقد حضر دروسه ومحاضراته سنين طويلة حتى نال درجة الاجتهاد.
طريقته في التدريس:
من الخصائص التي امتاز بها درس آية الله البروجردي هي الدقة ومتانة المعنى وسهولة العبارة إذ كان ـ رحمه الله ـ يتحاشى استخدام العبارات الصعبة والمعقدة وبهذا كان درسه سهلاً وفي متناول جميع الطلبة، ولاجل ذلك كانت دروسه في الفقه والاصول من أفضل دروس البحث الخارج في النجف الاشرف.
سيرته :
من الخصائص التي تميز بها آية الله الشيخ البروجردي هي : عدم اعتنائه بالدنيا وزخارفها وكان يميل الى البساطة في العيش ، وكان يحتاط كثيراً في صرف الاموال الشرعية فقد كان يدفعها رواتباً شهرية لطلاب الحوزة ولا يصرف منها شيئاً لنفسه لانه كان يعتمد في أموره المعاشية على الهدايا والنذور التي كانت تأتيه.
وكان كذلك شديد العناية بالفقراء والمحتاجين حتى انهم ـ أحياناً ـ يأتون ويطرقون بابه في أوقات متاخرة من الليل فيرحب بهم ويقدم لهم ما يقدر عليه، هذا بالاضافة الى الرواتب الشهرية التي خصصها لمساعدة الفقراء والمحرومين وعوائل المسجونين في زنزانات نظام الحكم في العراق.
اما عن ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) وبالخصوص سيد الشهداء (عليه السلام) فيكفينا القول أنه كان ملتزماً بزيارة عاشوراء يومياً ، ومستمراً على زيارة مرقد الامام الحسين (عليه السلام) واخيه ابي الفضل العباس (عليه السلام) في ليالي الجمع ، منذ اوائل شبابه أكثر من خمسين سنة من عمره الشريف .
وأما عن عبادته فقد كان يتهجد الى الله تعالى ويناجيه في جوف الليل بقلب محترق وكان تهجده غالباً في غرفة مظلمة تماماً وعندما سئل عن السبب قال (رحمه الله) : أريد ان أتذكر ظلمة القبر.
مؤلفاته :
اشتهر الشيخ البروجردي بين الفضلاء بحسن تلقيه لدروس استاذه السيد الخوئي (قدس سرهما) ، ودقة ضبطها ولذلك نجح في تدوين تقريرات استاذه في الفقه والتي بلغت حوالي اربعين مجلداً في الفقه والاصول تم لحد الآن طبع ستة عشر مجلداً منها في الفقه تحت عنوان (مستند العروة الوثقى ) حيث أصبحت محوراً مهماً تدور حوله كثير من بحوث الفقه في جميع الحوزات العلمية.
شهادته :
لم يتحمل الظالمون وجود عالم زاهد شجاع له مكانة في أوساط الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، فدبر له مؤامرة لتصفيته ، اذ قام أحد العملاء باطلاق النار عليه بعد عودته من صلاة الجماعة التي كان يقيمها داخل الحرم المطهر فسقط على اثرها مضرجاً بدمه شهيداً مظلوماً وذلك في 24/ ذي الحجة/ 1418 هـ .
وتم تشييعه ودفنه في اليوم الثاني في مقبرة وادي السلام بالنجف الاشرف حسب وصيته، وسيعلم الذي ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
آية الله الشيخ محسن الحرم بناهي ( قدس سره )
(1347 - 1423هـ)
ولادته:
ولد في العاشر من شعبان المعظّم عام 1347هـ, في مدينة قم المقدسة.
دراسته واساتذته:
تعلّم القرآن الكريم وديوان سعدي والدروس الفارسيّة والحساب لدى والده المرحوم العلاّمة الشيخ مهدي الحرم بناهي.
درس المقدّمات لدى الشيخ غلام حسين فاضل الكاشاني، ومرحلة السطح لدى الشيخ يوسف الأحدي، وآية الله السيد بهاء الديني، وآية الله السلطاني، وآية الله السيد محمد صادق الشريعة مداري، والمرحوم المجاهدي.
حضر بعدها دروساً في مرحلة الخارج واستفاد من علوم الآيات العظام أمثال: السيد محمد الحجّة، والسيد محمد الخونساري، والسيد حسين البروجردي، والسيد محمد رضا الكلبايكاني، والشيخ محمد علي الأراكي، والسيد محمد المحقّق الداماد.
حضر كذلك حلقات الدروس التي كان يقيمها آية الله العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في الفلسفة.
وإلى جانب دراسته وتلقّيه العلوم الدينية كان الشيخ الحرم بناهي يدرّس مرحلة الخارج في الفقه والأصول، وانشغل كذلك في التحقيق والتأليف.
مؤلفاته:
نذكر منها:
1 ـ سفينة الهداة في شرح وسيلة النجاة.
2 ـ فوائد الرجالية.
3 ـ رسالة في تفسير آيات الاحكام.
4 ـ رسالة في شرح خطبة همام في نهج البلاغة.
5 ـ رسالة في قاعدة لاضرر.
6 ـ رسالة في باب التقية واحكامها.
7 ـ حاشية على كفاية الاصول.
وفاته:
توفي (رحمه الله) في 16 رجب 1423هـ في مدينة قم المقدسة, ودفن في حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام).