ها هي ذي الدموع تجري كماء النهر وها هي ذي القلوب تنزف بجروح الألم وها هي ذي النفوس تزفر بالحزن وها هي ذي الألسن تلهج نادبة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي استشهد غيلة بسم نقيع دسه إليه المنصور الدوانيقي حسداً وحقداً وغيظاً عليه لمكانته المرموقة ودوره العظيم في بث روح الإيمان والخلق الكريم في نفوس الأمة
في هذه الأيام الأليمة نتوقف بحزن وحسرة على تلك الفاجعة الكبرى والمصيبة العظمى التي غيبت الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن هذه الحياة شهيداً محتسباً صابراً على البلاء مفوضاً أمره إلى مولاه قد هانت عليه الحياة في سبيل هداية الأمة من الضلال .. فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله
ونعم الوكيل على من تجرأ على هذا المصباح الزاهر محاولاً أن يطفئ نوره من خلال تلك الجريمة التي أدمت القلوب وأدمعت العيون وأحزنت النفوس فأظهرت ما تحمل من حزن وألم بالعزاء نادبة ولاطمة وصادحة بزفرات الفراق ..