المقاعد الأمامية ... ج2
في ذهنه الكثير والوفير ، بل المحير من الأفكار ، كلها تنتظره ليجمح
من هفواتها وانتفاضاتها تحت حكة القشرة الدماغية .
بعد خطوات قليلة عاد ليستقر على عمل اليوم وكسب الأربع والعشرين
كبسولة للتأهيل الصحي ورتق جرح العائلة الثلاثينية أو الإثنى عشرية
في نظام المعمورة .
سرعان ما وجد له قبولا ًبين حشود الأخذ والعطاء؛فانتزع له مقعدا ًفي
إحدى الزوايا ، واستبسل في الدفاع عن أنفاسه بعد إعلان النفـــــيرفي
صفوف الهلاوس والرعشات ...
احتل مكانا ًخيل إليه أنه مثابة تجعله منطقيا ًوراضيا ًعن نفسه ولا بأس .
وحين تم له الإندماج في الزوايا الأربع ،بدأ يراقب ويستنفر مشــــاعره
وحواسه كي يُخرِج ما اكتن وتَلَهَب َ في خمــــــيرة الجودة والإخـــلاص
والخصوبة؛حتى تعالت القهقهات مجلجلة مدوية مرعِدة ، ودُفعة أ ُخرى
أقوى انتقلت بين الرؤوس بسرعة كالداهية !!...