لقد كان يصنع الإمام السجاد (عليه السلام) الطعام للهاشميات بعد عودتهم من كربلاء، لأنهنّ كنّ منشغلات بالبكاء على الحسين (صلوات الله عليه)، وما تفعله اليوم المواكب الحسينية هو تنافس شريف، وقد تعلّموا الإطعام من أئمّتهم (عليهم السلام).
روى البرقي، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن أبيه، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن عليّ بن الحسين قال: لمّا قُتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد، وكان عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يعمل لهنّ الطعام للمأتم! (المحاسن للبرقي: 2 / 420)
إنّ الإطعام في المجالس الحسينية لا يتنافي مع الحزن وإقامة العزاء، بل هو للتقوّي على إحياء المصيبة، والكلّ مأجور في ذلك (المُطعِم والمُعطعَم والباذل والباذخ).
نتمنى أن لا تكون تنظيراتنا بخلاف ما علّمونا وأرشدونا أئمتنا (سلام الله عليهم)، وأن لا يُعبَّر عن بعض الشعائر الحسينية والآداب والمراسيم بالسلبيات، نستجير بالله تعالى.