صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الوصية - النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام
( ... وأما كلام عمر - رضي الله عنه - فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ، ودقيق نظره ; لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وسلم أمورا ربما عجزوا عنها ، واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها ، فقال عمر : حسبنا كتاب الله ; لقوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقوله : اليوم أكملت لكم دينكم فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة ، وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه . قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في أواخر كتابه " دلائل النبوة " : إنما قصد عمر التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غلبه الوجع ، ولو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره ; لقوله تعالى : بلغ ما أنزل إليك كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ، ومعاداة من عاداه ، .. )
اقتباس :
فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله
هل من فضائله و علمه الغزير و فقه الخرير أن يقول لرسول الله إنك لتهجر و تهذي ..؟؟
و هل " فقه " عمر يقف به بوجه رسول الله و تكون كلمته مقابل كلمة رسول الله...؟؟
أرجو أن أجد إجابة لمن يتبنى هذا الرأي من أتباع سنة عمر ..
اقتباس :
ودقيق نظره
نظره أدق من نظر رسول الله عندكم يا أعداء رسول الله و لا عجب و هو عندكم يصحح أفعال الرسول و يوجهه و يعلمه ..!!
اقتباس :
لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وسلم أمورا ربما عجزوا عنها ، واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها
هل هو أرفق بأمة الإسلام من نبيها ..؟؟ هل هو أحن عليهم من خالقهم و من نبي الرحمة ..؟؟
و هل يكلف رسول الله المسلمين ما لا يطيقون و هو من أرسل رحمة للعالمين ..؟؟
و هل الله تعالى يكلف نفساً إلا وسعها ..؟؟
{ وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
و طالما أنها منصوصة هل يجتهد عمر مقابل النص ..؟؟
هل يقدم رأيه و كلامه على كلام رسول الله و أمره ..؟؟
الله يقول : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا }
كيف يخالف رسول الله يا أيها المدافعين عن عمر الذي قال لرسول الله هجر ..؟؟
و طالما يعلم عمر أن من يخالف هذه الأوامر يستحق العقوبة فإذا هو أمر عظيم فيه جنة و نار و عقاب و حساب فكيف يقف و يُضِلْ به أمة كاملة بمنعه كتابة الكتاب و الطعن بعقل رسول الله .. ( نستجير بالله )
و طالما أن لا مجال للاجتهاد كما تقول يا نووي فكيف تقول أن عمر اجتهد و فقه عمر و ما أعرف إيش ..؟؟!!!
في الواقع النووي أراد أن يخلص عمر من مأزق ( حسبنا كتاب الله و رميه لرسول الله بالهجر ) فأوقعه في مطبات و حفر أخرى كما بيننا ...
اقتباس :
حسبنا كتاب الله ; لقوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقوله :
إذا عمر ضرب بالسنة النبوية عرض الحائط و لا حاجة لكم يا سنة بالسنة النبوية ....
و قوله كقول الخوارج بالضبط فهم قالوا حسبنا كتاب الله ...
كما يقول الذهبي في تذكرة الحفاظ الجزء 1 الصفحة 2 -3
( .. ومن مراسيل ابن ابي مليكة ان الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال انكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث
تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.
فهذا المرسل يدلك ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به امر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة فلما اخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.)
اقتباس :
اليوم أكملت لكم دينكم فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة
هذه الآية ضدكم فهي تثبت أن رسول الله أبلغ الأمر و هو في حجة الوداع و لكنه أراد أن يوثقه بكتاب و إلا لما قال ( لا تضلوا بعده أبدا ) ...
اقتباس :
وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ما شاء الله يرفه عنه يقول له أنت تهذي أسكت أسكت يا رسول الله أنت تهذي لا نحتاج لكلامك حسبنا كتاب الله ..
هذا هو الترفيه بنظركم ..؟؟
الله يقول : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }
و لكن عمر يقول أنه يهجر و يتكلم بالهذيان ..!!!!!
اقتباس :
فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه
كيف يكون أفقه من ابن عباس و رسول الله غضب بعد مقولة عمر و طرده هو و من وافقه ..؟؟
من الميزان عندكم رسول الله أم عمر ..؟؟
لو كان رسول الله موافق على ما قاله عمر لما غضب و لقال الحق مع عمر و هو على صواب ..
اقتباس :
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في أواخر كتابه " دلائل النبوة " : إنما قصد عمر التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غلبه الوجع ، ولو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره
نرى أن النووي أخذ بكلام البيهقي و لكنه ( النووي ) يناقض كلامه الذي قاله قبل هذه الأسطر حين قال :
النووي في شرح مسلم - كتاب الوصية - النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام :
( ... اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ، ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ، ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه ، وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ، وليس معصوما من الأمراض والأسقام العارضة للأجسام ونحوها مما لا نقص فيه لمنزلته ، ولا فساد لما تمهد من شريعته . وقد سحر صلى الله عليه وسلم حتى صار يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ولم يصدر منه صلى الله عليه وسلم في هذا الحال كلام في الأحكام مخالف لما سبق من الأحكام التي قررها . فإذا علمت ما ذكرناه فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه وسلم به ، فقيل : أراد أن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع نزاع وفتن ، وقيل : أراد كتابا يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ; ليرتفع النزاع فيها ، ويحصل الاتفاق على المنصوص عليه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هم بالكتاب حين ظهر له أنه مصلحة أو أوحي إليه بذلك ، ثم ظهر أن المصلحة تركه ، أو أوحي إليه بذلك ، ونسخ ذلك الأمر الأول .. )
هذا حال علمائكم يا أهل السنة متناقضون بين سطر و سطر ينقض كلامه كله ..
و الحكم للعقلاء ..