العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-04-2013 الساعة : 06:47 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيعية موالية [ مشاهدة المشاركة ]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

السلام على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها ولعن الله ظالميها
احسنت بارك الله فيك

أحسن الله لك أختي الموالية
وفقك الله لكل خير

من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي السيدة الزهراء سلام الله عليها بين المحبوبية والمظلومية 4
قديم بتاريخ : 21-04-2013 الساعة : 09:44 AM


يكفينا في هذا المسار أن نوفّر أرضية إقبال النساء على فاطمة الزهراء سلام الله عليها بإشاعة حبّها في المجتمع. يكفينا أن تتقرب النساء من فاطمة الزهراء سلام الله عليها إثر انتشار حبّها في القلوب. عند ذلك وبسبب المشاعر التي يملكنها تجاه الزهراء سلام الله عليها سوف تجدهنّ يزددن اهتماما بالمسائل المعنوية والدينية ويزددن شَبَها بالزهراء سلام الله عليها في حياتهنّ وسلوكهنّ.
ومن جانب آخر، عندما تشيع عظمة هذه المودة في المجتمع، وحين تشاهد النساء أنّ هناك امرأة لها شأن ومقام عظيم في الإسلام وتحظى بهذه المودة والمحبة في المجتمع، يشعرن بالشخصية وإثر ذلك يسهل عليهنّ الالتزام بالدين والمسائل المعنوية.

3. ازدياد قوة المجتمع

إن الله قد نصر خاتم أنبيائه بالرعب؛ «ونصره بالرعب».[1] لقد كان الله سبحانه يحيط النبيّ وأصحابه بالأبّهة والهيبة أمام الأعداء ما كان يلقي بها عليهم الرعب. وقد وعد الله سبحانه أن ينصر خاتم أوصيائه بالرعب أيضا،[2] حيث قد ورد في الرويات أن رعب أعداء الإمام المنتظر سوف يعبّد الطريق لجيش الإمام حتى الانتصار السريع.[3]
من أين يأتي هذا الرعب؟ فإذا أمعنّا النظر في هذه الحقيقة نجد أن إلقاء الرعب يأتي من الشجاعة والشجاعة ناجمة من ثبات القلب. وأما القلب الذي يسع عرش الرحمن لا يثبت إلا بعد أن يمتلئ بحبّ مولاه. من خصائص الحبّ هو أنه إذا تعزّز وملأ القلب، يمنح الإنسان قوة في التضحية والشجاعة في سبيل من يهواه. فإن ملأ الحبُّ وجودَك كلَّه، تفدِ نفسك لحبيبك بسهولة، وتفيض حينها الشجعاعة من قلبك، وسوف تلقي هذه الشجاعةُ الرعبَ في قلوب الأعداء.
إنَ مجتمعنا اليوم بحاجة إلى هذا الرعب في مواجهة الأعداء. كما أن انتصارنا على أعدائنا سوف يتحقق بهذا الرعب نفسه. إن هيبة حبَنا لمولانا ومولاتنا هي التي تسلب الأعداء جرأتهم على مواجهتنا والتطاول علينا.
إن سبب حساسيَة العدوّ من مجالسنا وهيئاتنا ما تضطرّه إلى القيام بتفجيرها، هو أنه بات يدرك ما يعطيه «حبّ أهل البيت» لنا من قوّة وهيبة.

4. ضرورة التأكيد على موقع حبّها في نفوسنا

أيهما أوقع في القلب وأعظمها أثرا في نفس الإنسان كفرد؛ التأكيد على ظلامة الزهراء سلام الله عليها أم التأكيد على محبوبيتها؟ وأيّهما أوفر حظّا من الأجر وأجدر في إيصالنا إلى القرب؛ الخوض في محبوبيتها أم الوقوف عند ظلامتها عليها السلام.
مما لا شكّ فيه ولا ريب يعتريه إن لذكر مأساة الزهراء وأحقيتها سلام الله عليها بركات كثيرة وأثرا عميقا في القلوب. وكثيرا ما يبدو هذا الأثر جليا لدى الجميع. بيد أنه ليس بالضرورة أن كلّ ما انطوى على أثر واضح ويسير، فهو ذو قيمة أعظم وثمن أكبر.
إن بعض المصائب لا تُبكي جميع الناس، بيد أنها أغلى قيمة لمن التاع قلبه بسماعها. فعلى سبيل المثال هناك من يبكي على جراحات الحسين عليه السلام وحسب، أما هناك من يستطيع أن يبكي على غربة الحسين عليه السلام أيضا، بل يبكي على مُثُل الحسين عليه السلام وقيمه. فلا شك في أن الدّموع التي سكبتها غربة الحسين وقيمُه عليه السلام أغلى ثمنا من غيرها، إذ إن الذي يبكي على غربة الحسين عليه السلام بل على قيمه عليه السلام فقد ملئ قلبه بمزيد من الهمّ للدين.
بإمكان جميع الناس أن يبكوا ويصبّوا الدموع على مصاب امرأة قتل أخوها أمام عينها، ولكن هل يستطيع أيّ أحد أن يبكي على زينب سلام الله عليها إذ شاهدت مقتل إمام زمانها؟
إن للتهاب القلب والبكاء على مأساة الزهراء وجراحاتها ثمنا عظيما جدّا، وفي نفس الوقت إنه أيسر من البكاء على غربتها ومصائبها في سبيل قيمها ومثلها. إن هذا البكاء أصعب بكثير وأكثر قيمة بطبيعة الحال.
أصل ذهبي في إصلاح القلب: ينطوي القلب على زوايا كثيرة وهي مواطن لأنواع الحبّ وأشكال الصفات. فهو يسع في دهاليزه كلي أنواع الحب والصفات من الحميدة والسيئة التي تتنازع في ما بينها. فتارة يجرّك الحبّ إلى أمر حسن، وتارة أخرى يجرّك إلى أمر سيئ. إن تغيير القلب عمل صعب، ولا يقوى عليه إلا القلب نفسه. إن ذاك الأصل الذهبي في إصلاح القلب هو أن زوايا ودهاليز القلب مستطرقة، فإذا عزّزت حسنة قي قلبك، تقوم هذه الحسنة بطرد باقي المساوئ من الزوايا والدهاليز الأخرى، كما إذا عزّزت سيئة في قلبك تقوم بنفس الدور نفسه تجاه حسنات القلب.


يتبع إن شاء الله...

[1]عن الإمام الصادق ـ‌علیه‌السلام‌، راجع الكافي، ج2، ص17.
[2]«عن ابى جعفر ع: ... وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ جَدِّهِ الْمُصْطَفَى ص فَخُرُوجُهُ بِالسَّیْفِ وَ ... وَ أَنَّهُ یُنْصَرُ بِالسَّیْفِ وَ الرُّعْبِ‏»، کمال الدین، ج1، ص327.
[3]عن الإمام الباقر ـ‌علیه‌السلام‌ـ : «... و یَسِیرُ الرُّعْبُ قُدَّامَهَا شَهْراً»، بحارالأنوار، ج52، ص360.



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي السيدة الزهراء سلام الله عليها بين المحبوبية والمظلومية 5
قديم بتاريخ : 27-04-2013 الساعة : 09:22 AM


لقد ورد في رواياتنا أن النقطة البيضاء بنفسها تقدر على طرد جميع السواد والظلام من القلب حتى القضاء عليه تماما، كما إذا تمّ التأكيد على أحد السيئات في القلب، تتكاثر هذه السيئة كما تنمو الخليّة السرطانية إلى أن تطغي على القلب برمّته.[1] إنه لأمر عجيب. فإذا نشأت وتبلورت في القلب حسنة، تقوم بدور «التزكية» فيه. وأيّ حسنة أعظم وأرقى وأكثر تأثيرا من حبّ الزهراء سلام الله عليها.

فإذا أحبّ الإنسانُ أسوةَ الفضائل وقدوتَها، تسري هذه المودّة إلى باقي زوايا القلب شيئا فشيئا. وحينها يتبلور «حبّ الفضائل» في قلب الإنسان وتغادره السيّئات والرذائل. ومن هذه المنطلق نجد أنّ مودّة النبيّ وآله مطهرة للقلب: «وَ مَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَایَتِکُمْ طِیباً لِخَلْقِنَا وَ طَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا وَ تَزْکِیَةً لَنَا وَ کَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا.»[2]

فباعتبار أن حبّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها أنفذ في القلوب وأسهل نموّا واشتدادا، لابدّ أن نستغلّ هذه الفرصة لإصلاح قلوبنا. عززوا محبة الزهراء سلام الله عليها في قلوبكم لتطهروا.

وهناك أصل ذهبي آخر للحصول على هذه المحبّة، وهو أن تطلبوا هذا الحبّ من أمير المؤمنين عليه السلام، فإنه يحبّ محبي فاطمة الزهراء سلام الله عليها وعشّاقها.

الحبّ مدعاة للولاء القلبي: لم يتقبل الله الولاء الظاهري من أحد. فلا قيمة عند الله لخضوعك أمام حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام دون أن يرضى به قلبك وضميرك. فقد أقسم الله بنفسه في القرآن أن لا إيمان لمثل هذا الإنسان. لا يتقبل الله إلا التسليم الحقيقي المنبثق من صميم القلب؛ «فَلاَ وَرَبِّکَ لاَ یُؤْمِنُونَ حَتَّىَ یُحَکِّمُوکَ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لاَ یَجِدُواْ فِی أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُواْ تَسْلِیمًا».[3]

ولا يخفى أنّ هذا التسليم الحقيقيّ والرضا بحكم الله إنما يتحقّق بالحبّ. فكونك لا تشعر بأي كره تجاه حكم رسول الله صلى الله عليه وآله إنما يحصل ذلك بالمحبّة وحسب. لابدّ أن تبالغ في حبّك لرسول الله وأهل بيته عليهم السلام وتضاعف هذا الحبّ في مختلف زوايا وجودك وضميرك لتكون كما قال الله سبحانه: «وَیُسَلِّمُواْ تَسْلِیمًا».

لذلك قبل أن نواجه صاحب العصر والزمان لابدّ أن نرفع مستوى حبّنا لأهل البيت عليهم السلام ونبلغ مستوى هذا الولاء القلبي. لقد حذرنا أهل البيت عليهم السلام وأوصونا بالاستعداد قبل الظهور.

إن أشرقت الشمس على بستان تثير عطر براعمه وإن أشرقت على جيفة تأجج رائحتها المنتنة. وكذا الحال في شمس الولاية فإن طلعت من وراء ستار غيبتها وأصدرت أمرا ما، تؤجّج نتن رائحة من انطوى قلبه على شيء من «الأنانية». فإذا أردنا أن نتهيّأ قبل الظهور وننال درجة الولاء القلبي قبل أن نلتقي بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف لابدّ أن نزداد حبّا لأهل البيت عليهم السلام. وفي سبيل تعزيز هذا الحبّ الذي هو الأساس في إحكام أواصر الولاء، حريّ بنا أن نقف عند محبّة الزهراء سلام الله عليها فإنّ ازدياد محبتها أيسر.

«الحبّ» هو المنجى الوحيد من العجب: من الصعب جدّا أن يصل الإنسان إلى المستوى الذي لا يرى فيه فضائله ولا يعتريه عجب. إنه فخّ لا يأمنه حتى الصالحون. والأمر الوحيد الذي ينجّي الإنسان من هذه الورطة هو «الحبّ». ليس أثر الحب هو القضاء على سلبيات الإنسان وحسب، بل إنه يحرق محاسنه في نظره وحسبانه أيضا. إنما «العشاق» فقط، هم الذين كلّما يزدادون فضلا وحُسنا يزدادون تواضعا وشعورا بالفقر والتقصير أمام حبيبهم. الشيء الوحيد الذي يخلّص الإنسان من «الأنانية» هو وهج الحبّ؛ حيث إنك إن أصبحت عاشقا سوف لا ترى سوى الحبيب ولم تعد ترى نفسك.

العاشق الذي لا تفوته صلاة الليل أبدا، إذا تذكّر صلاة السيدة الزهراء سلام الله عليها في جوف الليل ينسى نوافله، وكأنه لم يصلّ نافلة الليل مرّة، فيرى صلاته لا شيء أمام صلاة حبيبه ومن يهواه. إن نار الحبّ تحرق جميع صلواته في نظره.

لا يقوى شيء على إنقاذ الإنسان من العجب سوى «حبّ أهل البيت» وعلى رأسهم حبّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها. ولا مطهِّر للإنسان سوى الحبّ؛ «وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَایَتِکُمْ طِیباً لِخَلْقِنَا وَ طَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا وَ تَزْکِیَةً لَنَا».

فمن هذا المنطلق الجميع بحاجة إلى «المحبة». إن «حبّ أهل البيت» هو الأكسير الأعظم، وبالتأكيد إن أثر محبّة أم الأئمة أعظم في قلوب المؤمنين من محبّة جميع الأئمة عليهم السلام. إن هذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس في وجه النهار؛ إن فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي أمٌّ، وعلاقة الأمّ بالحبّ تختلف عن علاقة غيرها به.



يتبع إن شاء الله...




[1]«عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً مِنْ نُورٍ وَ فَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ وَ وَكَّلَ بِهِ مَلَكاً یُسَدِّدُهُ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ وَ سَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ وَ وَكَّلَ بِهِ شَیْطَاناً یُضِلُّهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماء»، الكافي، ج1، ص166

[2]مفاتیح الجنان، زیارة الجامعة الكبيرة؛ من‏لایحضره‏الفقیه، ج2، ص613.

[3]النساء، الآية 65.




من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي السيدة الزهراء سلام الله عليها بين المحبوبية والمظلومية 6
قديم بتاريخ : 28-04-2013 الساعة : 10:41 AM



تأكيد الإسلام على مودّتها


لقد بالغ ديننا في التأكيد على محبة فاطمة الزهراء سلام الله عليها:

مودتها في القرآن: لقد أمر الله سبحانه في القرآن بمودّة أهل بيت النبي عليهم السلام واعتبرها أجرا للرسالة: «قُل لَّا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَى».[1] فبموجب أمر القرآن، تجب مودّة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها لدى النبي صلى الله عليه وآله: النبي المصطفى صلى الله عليه وآله كان يحبّ فاطمة الزهراء عليها السلام محبة خاصة فلم يأخذ أحد مأخذها من قلب الرسول أبدا. الكلّ يعرف أنّ النبي يحبّها كثيرا حيث كان يظهر هذا الحبّ في سلوكه ومواقفه. كان النبيّ يقوم احتراما لها ويجلسها في مكانه.[2] ولم يقل هذه الكلمة إلا في حقها حيث قال إني أشمّ منها رائحة الجنة.[3] كما قال في حقها: «فداها أبوها».[4]


طريقنا تلقاء نيل المحبة


1ـ مراعاة أدب الأيام الفاطمية: ليس من شأن نار الحبّ أن تحرق سيئات الإنسان وحسب، بل لابدّ لها أن تحرق فضائله كذلك، وتقضي على أنانيّته الحاصلة من فضائله. وإنّ هذه الأيام الفاطمية لفرصة ينبغي لها أن يشعل وهجُ هذا الحبّ كلّ وجودنا برمّته.

هل هذه المحبّة التي أريد منها أن تحرق فضائلنا بلغت إلى المستوى الذي تحرق به سيئاتنا كحد أدنى؟ أو أنها لم تبلغ ذاك المستوى لا سامح الله؟ أخشى أن تمرّ بنا هذه الأيام الفاطمية ولم تطهرنا نار محبة الزهراء عليها السلام. فإن لم نصلُح في هذه الأيام متى نريد أن نصلح؟ يا زهراء ماذا لو تغادرنا هذه الأيّام ولم تلتهب نار محبتك في نفوسنا...؟! تعالوا نتوقع من أنفسنا الصلاح ونيل الكمال في هذه الأيام.

2ـ الاحترام شيء والمحبة شيء آخر: ما يصدر منّا كثيرا من الأحيان هو «احترام» السيدة الزهراء، لا «محبّتها». فلابدّ لنا أن ننتبه ولا نخلط بين هذين الأمرين. إن الحبّ أرفع شأنا من الأدب والاحترام. أحيانا ما يخفي الأدب عيوب الإنسان. قد لا يُعجب الإنسانَ المؤدبَ شيءٌ ما، ولكنّه يخفي ذلك بأدبه في سلوكه. فأخشى أن يكون أدبُنا تجاه أهل البيت قد أخفى عيبنا وهو «قلّة حبّنا تجاههم».

3ـ لا حدّ للحبّ: من شأن محبّة أهل البيت عليهم السلام أن تتضاعف وتنمو في وجودنا أكثر بكثير مما هي عليه الآن. لا ينبغي الاكتفاء بالمحبّة التي نحظى بها تجاه أهل البيت. إن حبّ أهل البيت ولا سيما حبّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها ينطلق من الحدّ الأدنى وله أن يرتقي وينمو بلا حدّ وأمد. لقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لَوْ أَحَبَّنِی جَبَلٌ لَتَهَافَتَ».[5] هذا هو أثر الحبّ. إن طاقة الحبّ قادرة على أن تهلكنا في سبيل الزهراء سلام الله عليها. فلنتوقع ذلك من أنفسنا، إذ بإمكاننا أن ننال أعلى المقامات المعنوية بحبنا للزهراء سلام الله عليها. لقد عشنا أيام الدفاع المقدس وشاهدنا المجاهدين كيف أنهم بلغوا الذروة في المقامات المعنوية عن طريق علاقتهم الخاصة بالزهراء عليها السلام وحبّهم الرائع لها.

4ـ تزكية النفس هي السبيل لنيل المحبة: عندما يأمر الله بشيء، يوفّر لوازمه. فإذا أمر بمودّة أهل بيت النبي عليهم السلام لابدّ أن يكون قد وفّر أرضية هذا الحبّ في قلبنا وفطرتنا. وهذا يحكي عن وجود أرضية واسعة لحبّ أهل البيت في فطرتنا، فإذا قمنا بتزكية النفس وتطهير الروح، نرى عند ذلك ازدهاره.

لابدّ أن نحاسب أنفسنا لنرى كم هي تحبّ الزهراء سلام الله عليها. هناك علاقة وثيقة بين الحبّ وصفاء روح الإنسان. لا ننس أننا نبتعد عن محبة الزهراء سلام الله عليها بقدر الذنوب التي نرتكبها. إن هذا الحبّ بحاجة إلى وعاء يستوعبه، وتزكيةُ النفس هي التي توّسع أوعيتنا لاستيعاب محبّة فاطمة الزهراء عليها السلام.

كما تزكّي نفسك في شهر رمضان طمعا بالمزيد من النور، كذلك في الأيام الفاطمية بالغ في التزكية والتطهير بدافع هذا القبس المشتعل في قبلك بحبّ الزهراء عليها السلام لتزداد حظّا ونفعا بهذه المحبة.

5ـ فاطمة الزهراء عليها السلام أمّنا: فلنَنظُر إلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها كأمّ. لا ننس أن الأمّ لا تنفكّ عن حبّ ولدها، ولا تمتنع عنه إن سألها شيئا. نحن نعتقد أن جبرئيل كان ينزل عليها ويحدّثها بما سيجري على المسلمين إلى يوم القيامة.[6] لماذا يجب أن تطّلع عن أخبارنا؟ لأنها أمّ، والأمّ حريصة على أولادها. إنها تحبّكم باعتباركم أولادها. هي التي دعتكم إلى مجلس عزائها؛ إذ يرتاح فؤادها عندما تراكم، وإن لم تحضروا مجالسها في الأيام الفاطمية تقلق عليكم خاصة وإنها طريحة الفراش ولا أمل لها بالقيام...

6ـ إن محوريّة «المحبّة» تؤدّي إلى ازدياد حجم الظلامة: إن محوريّة المحبّة لا تعني إهمال بعد المظلوميّة. ولكن المقتضيات قد دعتنا إلى الحديث حول محبة الزهراء سلام الله عليها. وثانيا إن عزّزنا محبة الزهراء في قلوب الناس، سوف يهلك الناس حبّا لها قبل أن يسمعوا بظلامتها.

نحن إن ندقّ على وتر الحبّ إنما هو من أجل تسعير نار ظلامتها. فنحن إذا رفعنا مستوى محبتها في القلوب، سيصل الأمر بالناس إلى عدم إمكان ذكر مصائبها ومأساتها لهم.

فإن ازداد حبّ الزهراء في القلوب، هل تعلم على أيّ ظلامة سوف تبكي بل تموت أسفا؟! سوف تموت أسفا على ظلامة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، بنت رسول الله، وبضعته وسيدتي نساء العالمين، حيث إنها اضطرت إلى الخروج من بيتها لتأخذ حقها وقبالة فدك التي أهداها لها رسول الله صلى الله عليه وآله.

«ألا لعنة الله على القوم الظالمين»



[1]الشوری، الآية23.

[2]«رَوَوْا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قَامَ لَهَا مِنْ مَجْلِسِهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهَا وَ أَجْلَسَهَا مَجْلِسَه» المناقب، ج3، ص333

[3]«فأنأ أَشَمُّ مِنْهَا رَائِحَةَ الْجَنَّةِ»، علل الشرائع، ج1، ص183

[4]أمالي الصدوق، ص234

[5]نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 111.

[6]الكافي، ج1، ص239.



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:49 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية