ليس هناك قي العراق سياسة اسلامية بين نخب الاحزاب الدينية
بل اسلام سياسي بحت...
فهذه الاحزاب جاءت على دبابة احتلال أو كانت نتيجة له من خــــلال
الاستفادة من حالة الفوضى التي ضربت البلاد أبان الاحتلال وطفت
على الساحة السياسية وتوهمت أنها تحمل منهجا ًمتكاملا ًللتطبيق
وضاعت به وأضاعت .
وجل ما يفعله قادة ومريدي هذه الاحزاب الدينية هو التبجح بأنها الاصلح
في كل شيء دينا ًوسياسة وغيرها على النقيض من ذلك ...
حتى تحالفاتها لم ترسم على اساس سياسة اسلامية بل على أساس
اسلام سياسي أي أنها رأت في ذلك التحالف ما يحقق لها نفوذا ًويلبي
رغباتها في التواجد على الارض من خلالها هي كتلة أو حزب أو مؤسسة
وبالتالي هناك بون شاسع بين الاسلام السياسي لمعاوية وبني أمية و
بني العباس والسلفية والوهابية وبين سياسة الإسلام للرسول ص وآله
وعلي بن أبي طالب عليه السلام واهل البيت عليهم السلام .
وهو نفسه البون الشاسع بين اسلام سياسي لأحزاب خلقتها العملية
السياسية بعد أن سقط نظام بعثي علماني على يد علمانية وعولمة و
دولة للاستكبار والقطب الواحد فلأجل ذلك غلفت تلك الاحزاب مسيرتها
على واقع كهذا بغطاء الدين وتشتت وشتت على أثره البلاد منذ العــــام
2003 إلى اللحظة التي نعيشها ...
وإذا ما تداخل معي محدودي الفكر والرؤية بأني اصيب كل الاحزاب في
مقتلها وبأنها لا تمتلك الرؤية والمنهج الاسلامي الصحيح أجبته بأن كل
الاحزاب حتى العلمانية تخلق لنفسها مبدأ كي تسير على منواله لكنها
تصاب بحمى التناقض فيما بين النظريية والتطبيق هذا من جهة .
من جهة أخرى اذا كان كل حزب من هذه الاحزاب يفعل نفس الذي
يفعله الحزب الآخر في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم في تأييد
وتشريع وممارسة وتأسيس ومواظبة ؛ وإن كل حزب من تلك الاحزاب لديه
من ملفات فساد وإصابة وعيوب ومثالب للحزب الآخر فإن هذا يجعل الجميع
في سلة واحدة تساوي الجميع إي أن الغاية عند الجميع ستبرر الوسيلة فلم
هذا الجدال نحو الاصلح والجميع متساو ًفي مجال التعاطي بين النظرية والتطبيق
بل الاصلح ماوحد وجعل الجميع سواسية ما داموا ينطلقون من نفس المنطلق
أليس كذلك ...
واذا كانت هذه الاحزاب هي اسلام سياسي بمجموعها لذا كان من يدعي الكمال
على غيره وهو واضح مشار إليه مغرب في خطاه مناقض في بعده معتد ٍفي طرحه
متسلط على غيره مدعي لما لايفعل هو المنبوذ من كل ذلك وإن صدف عن الحق
وهذر بعكس ما اتضح منه امس ويتضح اليوم وسيتضح غدا ً...