العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صادق العارضي
صادق العارضي
شيعي علوي
رقم العضوية : 71215
الإنتساب : Mar 2012
المشاركات : 4,484
بمعدل : 0.93 يوميا

صادق العارضي غير متصل

 عرض البوم صور صادق العارضي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-03-2014 الساعة : 04:41 PM



في ميزان اعمالكم

توقيع : صادق العارضي
نحن كأقلام التلوين ...
قد لا أكون لونك المفضل..
وقد لا تروق لك ألوان الآخرين ..
ولكنــــــــنا ..........
سنحتاج بعضنا يوماً ما
لتكتمل اللوحـــــة


صادق العارضي
من مواضيع : صادق العارضي 0 ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟
0 ومضة على طريق السعادة
0 سألوني من أي البلاد أنت ؟
0 من هي الملكة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
0 العيون الجميلة

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-03-2014 الساعة : 12:09 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادق العارضي [ مشاهدة المشاركة ]

في ميزان اعمالكم

شکرا جزيلا لك أخي الفاضل حياك الله


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني3-2
قديم بتاريخ : 18-03-2014 الساعة : 12:10 PM


إن تصور أكثر الناس عن الجنة تصور خاطئ

إن تصور أكثر الناس عن الجنة تصور خاطئ، فهم يتصورون أن الجنّة ليست بمحل حياة طيّبة. بل هي محلّ يمكث ساكنوها فيها عَطَلةً بَطَلة ولا شأن لهم فيها سوى استلام الجوائز والتمتع بالنعم. فكأننا بأحدهم يجلس تحت ظل شجرة في الجنّة فما يلبث ساعة إلا ويأتيه غلام بملعقة من عسل لذيذ ويقدّمها له، ثم يأتي الآخر ويقدم له كأسا من لبن. فما إن ينتهي من وجبة العسل واللبن يقفز في نهر من عسل. ثم يخرج من النهر ويتكئ على أريكة تحت ظلال أشجار الجنة، وإذا بحورية تأتي وتمرّخ كتفيه. ثم يأتى له بعد التمريخ طبق من دجاج. وبعد أن ينسف الطبق يقدّم له ملعقة من عسل مرة أخرى... وهكذا إلى أبد الآبدين. فإنّ مثل هذه الحياة تحطّم الإنسان ولا يكاد أن يطيقها أسبوعا واحدا فضلا عن أبد الآبدين. ولا شك أننا مخطئون في هذا التصوّر عن حياة الجنّة.
لقد قال الله سبحانه في القرآن: (وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوان‏)[العنكبوت:64]. إذن سوف تكون لنا في الجنة حياة بكل ما تعنيه الكلمة من تعاقيد ومنعطفات وأحداث وجَمال. إن هذا التصور الخاطئ قد دفع بعض الشباب ليسأل: ألى متى نجلس ونتمشى في بساتين الجنان وعلى ضفة أنهارها؟ أفلا نملّ ونضجر من تلك الأجواء الرتيبة؟! أو يتساءل: إن هذه الحياة الدنيا مع كل ما تشتمل عليه من مواجهات ونزاعات وأحداث وملاحم وقضايا، تُضجِر الإنسان وتملّه، فما بالك بالحياة الآخرة الرتيبة التي لا يواجه فيها الإنسان أي قضية تحتاج إلى حلّ أو علاج؟! وكل هذه الأسئلة ناتجة من تصورنا الخاطئ عن حياة الآخرة.
إن واقع الأمر هو أننا سوف نكون أحياء في الجنة وسوف نعيش حياة راقية هناك. فعلى سبيل المثال إن من خصائص حياة الآخرة هي أننا سوف نحظى بطاقة هائلة في الجنان، فهل يعقل أن تكون طاقتنا الهائلة من أجل لعق العسل وحسب؟!

نحن نبذل معظم طاقتنا من أجل حل مشاكل حياتنا الدنيوية، بيد أن جلّ «اختيارنا» هو مختصّ بتحديد كيفية حياتنا الأخروية

لقد خلقنا من أجل إنتاج القيمة المضافة، وإن مفعول هذه القيمة المضافة هو تحديد نوع حياتنا الأخرويّة. فما ننتجه في هذه الدنيا من قيمة مضافة فهو يؤثر بشكل مباشر في كيفية حياتنا الآخرة لا الدنيا. ونحن سوف نموت ونحيى مئة مرة حسرة ونتمنى أن نرجع إلى الدنيا ونقول: لقد أدركنا الآن ما كان يجب علينا، حيث كنا نسعى وراء سراب لحلّ مشاكلنا الدنيوية، وكنّا نجرب مختلف الطرق والوسائل في سبيل تعديل حال هذه الدنيا التعيسة. ولكن هيهات فما اهتدينا إلى ذلك سبيلا.
فلماذا لا نعتبر ولا نعي هذه الحقيقة وهي أن الدنيا ليست بأيدينا ولا دور لنا فيها تقريبا. ولا شأن لنا فيها سوى إنتاج القيمة المضافة التي بها نصنع حياتنا الآخرة؟ من هذا المنطلق أعمروا بيوتكم فإنكم في حال صنعها وهندستها الآن، وإنكم الآن في حال تعيين مساحة أرض قصركم، كما أنكم الآن تختارون جيرانكم وأصحابكم، ومضافا إلى ذلك أنتم تحددون مستوى منطقتكم في الجنة. إنكم سوف تعيشون في تلك الجنة ما لن تقدروا على إحصاء عقودها المليارية في مليارات السنين، وإنها لحياة أضخم وأكبر وأوسع وأرقى جدا من أن تتمدّد في بستان بلا شغل ولا عمل، ثم تستقبل ملاعق العسل وأكواب اللبن بين الساعة والأخرى.

ليست «القيمة المضافة» بمعنى ما نفهمه من الأجر والثواب

الحياة الحقيقية والأصيلة هي في الآخرة، لأن الحياة في هذه الدنيا مصحوبة بالممات، فإننا نطوي جزء كبيرا منها في النوم، أما هناك فنحن صاحون دوما. وتارة نتثاقل عن أداء الأعمال وتارة نتكاسل، بينما في الحياة الأخروية لا ننفك عن النشاط والطاقة دوما. نحن أصحاب الأمر والقرار في كيفية حياتنا الأخروية وهذا هو معنى إنتاج القيمة المضافة. فما إن نذكر «القيمة المضافة» لا يقتصر ذهنكم على الأجر والثواب، مع أنه أجر وثواب أيضا، ولكنه أجر في نطاقه الواسع جدا، بمعنى أنك قادر على تنظيم آخرتك في هذه الدنيا. فلابد من ترجمة كلمة الأجر والثواب على أساس ذاك العالم العظيم اللانهائي.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني3-3
قديم بتاريخ : 19-03-2014 الساعة : 10:18 AM


إن فهم هذه الحقيقة يحلّ لنا بعض أسئلتنا الكلامية

كل ما موجود في هذه الدنيا فهو وسيلة لنتمكن به من إنتاج القيمة المضافة، وهنا منطلق بحثنا. إن ميزة آدم الذي خلقه الله هو القدرة على إنتاج القيمة المضافة. فكان الملائكة في غفلة عن هذه الحقيقة وهذا ما دفعهم للاستفسار عن سبب خلق آدم والآدميّين، إذ وجدوا أن من شأن هذا الكائن بما يشتمل عليه من حريّة وقوّة وشهوات، أن يسفك الدماء وأن يستغلّ قدراته وإمكاناته في الفساد. فلمّا طرحوا سؤالهم، قال الله لهم: إنّي أعلم ما لا تعلمون.
ولعلّ إحدى الحقائق التي كانت قد خفيت عن علم الملائكة هو مدى قيمة إنتاج القيمة المضافة، فإنّ قيمتها وثمنها يستحقّ خلق الناس حتى إذا فسد وأفسد جمع منهم. وهذا ما لم يفهمه كثير من الناس أيضا. حيث يسأل بعضهم، هل كان يستحق خلق الإنسان بغية إنتاج القيمة المضافة مثلَ هذه المظالم والإجرام وسفك الدماء؟ نعم يستحق.
فإن كنت ترى عدم استحقاقه، قل لي أين موقعك الآن في هذا العالم وما الذي تراه الآن حتى تقيّم وتستنتج؟! ألك ميزان يقارن بين قيمة خلق الإنسان والظلم الذي ارتكبه في العالم؟! فإذا أردت أن تخرج بنتيجة أدقّ لابد أن تتأمل بمزيد من الدقّة، ثم تحاول أن تدرك الحياة الأخروية، كما ينبغي أن تشاهد قيمة أولئك الذين أنتجوا القيمة المضافة وعاشوا في أجوائها. فإن استطعت أن ترى هذه الحقائق سوف تقرّ باستحقاق خلق الإنسان على رغم ما قد يرتكبه من إجرام.

أطيلوا الفكر والتأمل في المعاد

نحن الآن وفي كل آن من حياتنا نعيّن ونحدّد كيفية حياتنا الأخروية وذلك من خلال آمالنا وأهوائنا وأدعيتنا وسلوكنا وأفكارنا وأقوالنا وبكل فعل نقوم به.
نحن ـ أيّها الإخوة ـ بأمسّ الحاجة إلى تغيير رؤيتنا عن المعاد. فقد استوقفني بحث المعاد في هذه الليلة ولا أدري كيف أمرّ من موضوع المعاد وأدخل في بحثنا؟ إن إدراك المعاد يمثّل إحدى مشاكلنا فلابدّ من إطالة الفكر والتأمل فيه. فلا ينفع الإيمان بالله وبأنبيائه ورسله ما لم يؤمن الإنسان بالمعاد.
فإن لم نأخذ المعاد وحياة الآخرة بعين الاعتبار، يصبح كل شيء عبثا بلا معنى. والمعاد، هو أصل الحياة. على أي حال لا مجال لنا للوقوف عند موضوع المعاد فلابد من مغادرته. اللهم! أنر أبصارنا برؤية المعاد. فمن أجل أن أشرح لك يا إلهي كيف تنر أبصارنا، دعني أقرأ هذه الرواية. وبالتأكيد إنك عالم بكل الحقائق وتعلم كيف تنير أبصارنا إن شئت ذلك، ولكن لعلّ بعض الإخوة لم يدركوا المقصود من هذا الدعاء ولم ينتبهوا إلى مستواه الرفيع فلا بأس أن أقرأ لهم هذه الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين(ع) حيث يصف المتقين: «فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ کَمَنْ‏ قَدْ رَآهَا فَهُمْ‏ فِیهَا مُنَعَّمُونَ‏ وَ هُمْ وَ النَّارُ کَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِیهَا مُعَذَّبُونَ»(نهج البلاغة/الخطبة193). فلنشاهد الآخرة هكذا. ويا حبذا لو استطعنا أن نرى الجنة أيضا ولا نار جهنم فحسب. إذ غاية ما يناله بعض ضعاف النفوس هو أن ينتبه إلى نار جهنّم، فيصبّ كل اهتمامه بالخلاص منها بلا أن يهتمّ بالجنّة. فيقول: حسبي أن أخلص من نار جهنّم ولا يهمّني بعد أين ما حُشِرت وسكنت. أما أنتم فحاولوا أن تتألموا من نار جهنم بدافع شوقكم إلى الجنّة. فانظروا إلى نار جهنّم كمانع مزعج حال بينكم وبين الجنّة. فلابد أن يصحب الخوفَ من النار شوقُ الجنة.

ما دور العلم في إنتاج القيمة المضافة؟

فلنرجع إلى موضوعنا إذ قد ابتعدنا عنه كثيرا. لابد أن ننظر إلى موضوع جهاد النفس كهدف خلقة الإنسان. إذ خلق الإنسان لكي ينتج القيمة المضافة، وبالتأكيد إن نطاق هذه القيمة التي يستطيع الإنسان إنتاجها نطاق واسع جدا، فإنه سوف يكون أبديا في حياة الآخرة وهو الذي يحدد مصيره ويتحكم في كيفية حياته.
انطلاقا من مدى تأثير القيمة المضافة في نوع حياتنا الأخروية، يتبادر هذا السؤال وهو أن كيف يمكن إنتاج القيمة المضافة. أرجو أن تطيلوا الوقوف عند هذا السؤال. بودي أن تطيلوا التفكير حتى يتكوّن حزن في قلوبكم ثم تنقلبوا إلى ربكم وتناجونه بهذا الحزن في ليالي مناجاتكم. فلا تبكوا بلا سبب وغمّ ولا تكونوا بلا حزن وغمّ معنوي، فإنّ البهائم لا يحزنون لشيء وحاشاكم أن تكونوا مثلَهم. ولكن بودّي أن يكون حزنكم مستوحى من هذه المعرفة ومن التأمل في هذا الموضوع.
كيف يمكن للإنسان أن ينتج القيمة المضافة؟ إذا أردت أن أفتح الموضوع بالتفصيل سوف لا أقدر على إنهائه حتى بعد خمس ساعات، ولكن أحاول أن أطرحه بإيجاز.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني3-4
قديم بتاريخ : 05-04-2014 الساعة : 10:25 AM


إذا ازداد الإنسان علما، هل يمكن أن نفترضه قد أنتج قيمة مضافة؟ فهل يعقل أن يكون الإنسان قد أنتج القيمة المضافة بمجرد أن علم شيئا بعد ما كان يجهله؟! إن مجرد ازدياد المعلومات لا ينتج القيمة المضافة للإنسان، ولا سيما إذا لم يكن للإنسان دور في ازدياد معلوماته، كمن كان يمشي في مكان وإذا به يسمع معلومة جديدة لم يكن يعرفها. أو كالذي حصّل على بعض التجارب في حياته ومن مواقف فشله وخسرانه. فهل يعقل أن يكون هذا الإنسان قد أنتج قيمة مضافة بكسب هذه المعلومات؟! كلا.
طبعا، لا أعتقد أن العلم بلا قيمة وثمن في هذا المسار، ولكنه يعين الإنسان على إنتاج القيمة المضافة، وبهذا القدر إنه ذو قيمة. أما إذا لم يعن الإنسان على إنتاج القيمة المضافة عند ذلك يصبح صاحبه (کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً)(سورة الجمعة/الآية5). وأنتم تعلمون أن هذه الآية هي في شأن بعض العلماء الذين حصلوا على معلومات، ولم تنزل في حق الحاسوب الذي خزنت فيه ملفات الكتب. مع هذا قد يصير مَثَل الإنسان العالِم كالحمار يحمل أسفارا. إذن لا يكفي العلم بوحده لإنتاج القيمة المضافة.

ما دور العمل في إنتاج القيمة المضافة

هل أن العمل يكفي لإنتاج القيمة المضافة؟ كلا. فعلى سبيل المثال إن بعض الكائنات كالنمل في عمل دؤوب بلا ملل أو تعب، فلا نقدر على القيام بنصف ما يقومون به، حتى قد ضرب بهم المثل في العمل والاجتهاد، لشدة عملهم وجهدهم، ولكن لا يمكن أن نعتبر مثل هذه الأعمال تنتج القيمة المضافة التي نبحث عنها.
إن العمل قادر على معونتنا في إنتاج القيمة المضافة، ولكن ليس هو بقيمة مضافة بالأصالة. إذ كما ذكرت إن الحيوانات تعمل وتخدم أيضا. فانظروا إلى الأبقار مثلا، فإنهم لا يقفون عن العمل النافع لحظة. نحن نقف عن العمل ولكنّهم لا يقفون. فتارة يعتلفون توفيرا للحليب، وأخرى يعدّون تقرير ما اعتلفوه قبل ساعة، ليستعرضوه مرة أخرى [كناية فكاهية عن اجترارهم]. فيا لها من عامل مجتهد خدوم! حتى أن البعض أصبحوا من عبدتها، ولا يدرى فلعل السبب هو ما شاهدوه منها من عمل مستمرّ وخدمة متواصلة، وهذا ما جرّهم إلى عبادتها. [كان الشيخ ممازحا في هذه العبارة]. فلا يستطيع الإنسان أن ينتج القيمة المضافة على سبيل الأصالة لا بالعلم ولا بالعمل.

إن ما ينتج القيمة المضافة هو جهاد النفس

إن ما ينتِج القيمة المضافة باستخدام العلم والعمل، هو كيفية مواجهة الإنسان مشتهياته ومدى إعمال التغيير فيها. فإذا استطاع الإنسان أن يؤثّر على أهوائه ومشتهياته، سوف يقدر على ترك بصمة تأثيره على العالم بأجمعه. لقد خلق الإنسان لصنع التغيير وإنتاج القيمة المضافة ومن أجل التأثير على العالم. وإنّ مركز هذا التغيير هو نفس قلب الإنسان ونزعات الإنسان ذاته. ثم لا سبيل لصنع التغيير القيّم إلا فيما إذا واجه الإنسان موانع ومصاعب في مسار صنع التغيير. لا أن يكون ذاك التغيير ملائما لأهوائه وشهواته. إذن لا تنتج القيمة المضافة بما يلائم هوى الإنسان كالأكل والشرب والنوم وغيرها.
لا يمكن إنتاج القيمة المضافة إلا بمخالفة الأهواء والمشتهيات. فعندما تقاوم نزعاتك السطحية متخلّصا منها إلى النزعات الأصيلة والعميقة، هنا تنتج القيمة المضافة، ومقاومة النزعات السطحية هذه هي ما يسمّى بجهاد النفس. فأنت صرت إنسانا من أجل جهاد النفس وإنتاج القيمة المضافة والوقوف أمام بعض نزعاتك ورغباتك. ومن هذا المنطلق إن إنسانية الإنسان وهويته الإنسانية مرهونة بمدى مخالفته لرغباته وشهواته.

عدم تلبية الأهواء هو ما يسبب إدراك الهوية الإنسانية

فاختاروا ما شئتم من رغباتكم لتقضوا عليها. ولكن ليس لكم حقّ الاختيار إذ قد أحاطكم الله ببرنامجه بكلا نوعيه المتمثل بمقدّراته وتكاليفه. فتأملوا إذ سوف نخوض إن شاء الله في البرنامج الإلهي لجهاد النفس.
أما الآن فلأضرب لكم مثالا؛ ما إن يدخل الطفل في السابعة من عمره، يواجه بعض الموانع في محيطه وفي بيته. وهذه السنة هي منطلق حياته الإنسانية. فمنذ السنة السابعة لابد أن يعرف أنه قد يحبّ شيئا ولكن يجب أن يكفّ عنه، وقد يرغب في شيء غير مرغوب لدى أمّه وأبيه، فينبغي أن يمتنع عنه.



يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:50 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية