.. المتمعن في الآية، الذين كانوا مع طالوت عليه السلام، انقسموا إلى ثلاث. لكن الذين عبروا النهر كانوا فئة واحدة!! وهي الفرقة التي سُمح لها بشرب الماء.. الأخرى أصبحت من صنف وسنخ طالوت عليه السلام تحت (هو) في الآية، والثالثة سقطت، وهذا ما أشار له السيد صاحب الميزان رضي الله عنه وأرضاه: ( و لازم ذلك أن الكلام يوجب وجود ثلاث طوائف: الذين ليسوا منه، و الذين هم منه، و المغترفون، و على هذا فالباقون معه بعد الجواز طائفتان: الذين هم منه، و الذين ليسوا من الخارجين، فجاز أن يختلف حالهم في الصبر و الجزع و الاعتماد بالله و القلق و الاضطراب.)
وفي روضة الواعظين ص١٠٠، روى عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (.. مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ عَلِيّاً صِدِّيقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ مُحَدِّثُهَا،وَ إِنَّهُ هَارُونُهَا وَ يُوشَعُهَا وَ آصَفُهَا وَ شَمْعُونُهَا،وَ إِنَّهُ بَابُ حِطَّتِهَا وَ سَفِينَةُ نَجَاتِهَا،إِنَّهُ طَالُوتُهَا وَ ذُو قَرْنَيْهَا.مَعَاشِرَ النَّاسِ،إِنَّهُ مِحْنَةُ الْوَرَى،وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَى،وَ الْآيَةُ الْكُبْرَى،وَ إِمَامُ أَهْلِ الدُّنْيَا،وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى..)
قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (ولكن كثيراً من كبار المفسّرين فسروا «شاهد» بالإِمام على (عليه السلام)، ففي روايات كثيرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين، وفي بعض كتب تفسير أهل السنة ـ أيضاً ـ هناك تأكيد على أنّ المقصود من «الشاهد» في الآية هو الإِمام على (عليه السلام) أوّل من آمن بالنّبي والقرآن الكريم، وكان معه في جميع المراحل ولم يقصر لحظةً في التضحية دونه وحمايته إِلى آخر نفس)
.. يعني مثلا ١ وانقسم إلى قسمين.. نصفه رسول الله صلى الله عليه وآله ونصفه الاخر أمير المؤمنين عليه السلام، وهو مثلما ورد في بعض الروايات ان نور رسول الله صلى الله عليه وآله انقسم إلى نصفين، نصف في عبد الله عليه السلام والآخر في ابو طالب عليه السلام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من صلب عبد الله عليه السلام وخرج أمير المؤمنين عليه السلام من صلب ابو طالب عليه السلام.. على ان رسول الله صلى الله يبقى رسول الله صلى الله عليه وأمير المؤمنين عليه السلام هو أمير المؤمنين عليه السلام.
قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (نستفيد من الآيات القرآنية ـ ومن ضمنها الآية 78 من سورة الحج ـ أنّ دعاء إبراهيم يشمل جميع الموحدين والمجاهدين في طريق التوحيد. ويؤيّد هذا التّفسير ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً: فعن الباقر (عليه السلام) قال «من أحبّنا فهو منّا أهل البيت. قلت، جعلت فداك: منكم؟ قال منّا والله، أما سمعت قول إبراهيم (من تبعني فإنّه منّي)» ويوضّح هذا الحديث صيرورة الفرد من أهل البيت معنوياً إن سار على خطّهم وتابع منهجهم.
وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: «نحن آل إبراهيم، أفترغبون عن ملّة إبراهيم! وقد قال الله تعالى: (فمن تبعني فإنّه منّي)».
وللسيد صاحب الميزان رضي الله عنه وأرضاه تفسير دقيق ولطيف في الآية لا يسعنا نسخه هنا لانه طويل، لكنه قال هكذا (و بالجملة هو (عليه السلام) يلحق الذين اتبعوه من بعده بنفسه و أما غير متبعيه فيخلي بينهم و بين ربهم الغفور الرحيم كما قال تعالى: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا": آل عمران: 68.)
بمعنى آخر: نفس السنخ. هذا ذهب وهذاك ذهب. إلا أن هناك فوارق.
قد يقول قائل.. : وهذه الآية: ﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨] - هل قريش بمقام النبي صلى الله عليه وآله؟
الجواب: كلا، لأن هنا من أنفسكم تعني (تعرفوه).
قال رب العالمين: ﴿أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة ١٣٣]
هل يعني إسماعيل عليه السلام اب النبي يعقوب ام عمه؟!! بالطبع عمه!
فنعرف الفرق بالقرائن والروايات.
يوسف عليه السلام يقول (تركت) عبادة الأصنام. هل كان يعبد قبل النبوة ام (تركت) معناها يختلف حسب القرائن والروايات وسياق الآيات. تركت هنا تأتي بمعنى تركها قبل أن يأتي بها.
• هذه الآيات تبين ان سيد الشهداء عليه السلام نسخة من رحمة رسول الله صلى الله عليه وآله طبق الأصل.
.. يبقى شيء اخير وهو الآيات الخاصة التي تذكر أن سيد الشهدا رحمة الله.