يتفق علماء التغذية على أن نظام وجبة الصباح الفرنسية هو نظام سيء لا يُقبلُ ، لأنه لا يقدم للجسم حاجته من الحروريات اللازمة لذوي الأعمال المرهقة ـ ولذلك قيل : إن ضعف العامل الفرنسي في عمله ناشئ عن طعامه التافه في الصباح ، بينما غيره من عمال أوروبا وغيرهم أقوى منه وأصلب في معاناة العمل . وإذا كان هذا رأيهم في وجبة الصباح فقد جعلوه مثلاً صارخاً للوجبات الأخرى غير الصالحة أيضاً . فهم غير راضيين ـ كل الرضى عن غذاء الشعوب الأخرى ـ كله ، لأنه غير حائز الشروط التي يتطلبها بنيان الجسم ، ولذا كثرت أنظمة الغذاء كثرة عظيمة ، وأصبح لكل عالم نظامه ومدرسته التي يدعو إلى اتباع تعاليمها والتقيد بما تراه صحيحاً ويتفق مع متطلبات الجسم الذي يجب أن يبقى سليماً حتى آخر نفس من الحياة .
وهم ـ طبعاً ـ لا يريدون أن يفهم من رفضهم أمثال نظام وجبة الصباح الفرنسية ، أنهم يؤيدون أنظمة الشعوب الأخرى التي تتناول طعاماً كثيراً غير مركز ولا متوازن ، وإنما هم يؤيدون رأي زميل لهم سابق هو الدكتور ( غاستون دور فيل ) الذي قال : ( الإفراط في الطعام جرح دام في جسم الإنسانية ) ، كما يؤيدون رأي الفيلسوف الروسـي ( تولستوي ) القائل : ( إننا نأكل ما تتطلبه أجسامنا فتصاب بأمراض عديدة تقصر أمد الحياة ) .
إنهم ينطلقون من واجبهم نحو الإنسانية كأطباء ملزمين بالسهر على الصحة العامة ، ومن حرصهم على مال الناس فلا يذهب هدراً على أطعمة لا تحقق للجسم تغذية صالحة بسيطة واقتصادية .