العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:22 PM


مقام مجاهدة أخرى، وفي ميدان معركة أكبر تنتظرنا وهي الجهاد مع النفس في
العالم [35] الباطن، وفي المقام الثاني للنفس، وهذا ما سنشير إليه لاحقا إن
شاء الله. وأكرر التذكير بأنه في جميع الأحوال لا تعلق على نفسك الآمال لأنه
لا ينهض أحد يعمل غير الله تعالى. فاطلب من الحق تعالى نفسه بتضرع
وخشوع، كي يعينك في هذه المجاهة لعلك تنتصر. إنه ولي التوفيق. المقام
الثاني وفيه عدة فصول أيضا فصل صراع جنود الرحمن مع جنود الشيطان
الباطنية النفسية اعلم أن للنفس الإنسانية مملكة ومقاما آخر، وهي
مملكتها الباطنية ونشأتها الملكوتية، وفيها تكون جنود النفس أكثر وأهم مما في
مملكة الظاهر، والصراع والنزاع فيها بين الجنود الرحمانية والشيطانية أعظم
والغلبة والانتصار فيها أشد وأهم، بل وأن كل ما في مملكة الظاهر قد تنزَّل من
هناك وتظهر في عالم المُلك. وإذا تغلب أي من الجند الرحماني أو الشيطاني في
تلك المملكة، يتغلب أيضا في هذه المملكة. وجهاد النفس في هذا المقام مهم
للغاية عند المشايخ العظام من أهل السلوك والأخلاق، بل ويمكن اعتبار هذا
المقام منبع جميع السعادات والتعاسات، والدرجات والدركات. ويجب على
الإنسان الالتفات كثيرا إلى نفسه في هذا الجهاد. فمن الممكن لا سمح الله أن
تسفر هزيمة الج نود الرحمانية في تلك المملكة وتركها خالية للغاصبين والمحتلين
من جنود الشيطان، عن الهلاك الدائم للإنسان بالصورة التي يستحيل معها
تلافي الخسارة ولا تشمله شفاعة الشافعين، وينظر إليه أرحم الراحمين أيضا
بعين الغضب والسخط - نعوذ بالله من ذلك - بل ويصبح شفعاؤه خصماءه،
وويل لمن كان شفيعه خصمه. ويعلم الله أي عذاب وظلمات وشدائد
وتعاسات تلي هذا الغضب الإلهي. وتعقب معاداة أولياء الله حيث تكون كل
نيران جهنم وكل الزقوم والأفاعي والعقارب لا شيء أمام هزيمة جنود الرحمان
من قِبَلِ جنود الشيطان التي تترتب عليها [36] عقوبات تفوق جميع نيران
جهنم والزقوم والأفاعي. والعياذ بالله من أن يصب على رؤوسنا نحن الضعفاء
والمساكين ذلك العذاب الذي يخبر عنه الحكماء والعرفاء وأهل الرياضة
والسلوك، فإنّ جميع أشكال العذاب التي تتصورونها، يسيرة وسهلة في مقابلة،
وجميع النيران التي سمعتمبها، جنة ورحمة في قباله وبالنسبة إلى ذلك العذاب. إن
وصف النار والجنة الوارد في كتاب الله وأحاديث الأنبياء والأولياء، يتعلق غالبا
بنار الأعمال وجنتها اللتين أعدتا للأعمال الصالحة والسيئة. وهناك إشارة
خفية أيضا إلى جنة الأخلاق ونارها، وأهميتهما أكبر، وأحيانا يشار أيضا إلى
جنة اللقاء ونار الفراق، وهذه أهم من الجميع، ولكنها إشارات محجوبة عنا،
ولها أهلها، وأنا وأنت لسنا من أهلها، ولكن من الأجدر بنا أن لا نكون
منكرين لها. وليكن لدينا إيمان بكل ما قاله الله تعالى وأولياؤه. إذ يكون في هذا
الإيمان الإجمالي نفع لنا. ومن الممكن أن يكون الإنكار في غير محله، ولما رفض
في غير موقعه الصادرين عن غير علم وفهم، أضرارٌ كبيرة جدا علينا. وهذه
الدنيا ليست هي بعالم الالتفات لتلك الأضرار. فمثلا عند سماعك الحكيم
الفلاني أو العارف الفلاني أو المرتاض الفلاني، يقول شيئا لا يتل اءم وذوقك
الخاص، فلا تحكم عليه فورا بالبطلان والوهم، فقد يكون لذلك القول أصل في
الكتاب والسنّة ولكن عقلك لم يطلع عليه بعد. فما الفرق بين أن يفتي فقيه
بفتوى في باب الديات وأنتم لم تعرفوها، ثم من دون مراجعه دليله تردونه،
وبين أن يقول شخص سالك إلى الله أو عارف بالله، قولا بتعلق بالمعارف
الإلهية أو بأحوال الجنة والنار، وأنتم ودون مراجعة لدليله لا تردونه فحسب،
بل وتهينونه أو تتجرءون عليه؟ فمن الممكن لذلك الشخص وهو من أهل ذلك
الوادي وصاحب ذلك الفن أن يكون له دليل من كتاب الله، أو من أحاديث
الأئمة ولكنك لم تطلع عليه بعد، ففي هذه الحالة تكون قد رددت على الله
ورسوله دون مبرر مقبول. ومعلوم أن الاحتجاج بأسلوب"أن ذلك لا يتلاءم
مع ذوقي"أو"لم يصل إليه علمي"أو"سمعت خلاف ذلك من الخطباء"، فإن
هذا كله لا يشكل عذرا مقبولا. وعلى أي حال لنرجع إلي صلب الموضوع.
[37] فم قالوه بشأن جنة الأخلاق والملكات، وجهنم الأخلاق والدركات،
مصيبة لا يطبق العقل حتى سماعها. إذاً فيا أيها العزيز؛ فكِّر، وأبحث عن

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:23 PM



العلاج، وأعثر على سبيل نجاتك ووسيلة خلاصك، وأستعن بالله أرحم
الراحمين، واطلب من الذات المقدس، في الليالي المظلمة، بتضرع وخضوع أن
يعينك في هذا الجهاد المقدس مع النفس، لكي تتغلب إن شاء الله، وتجعل مملكة
وجودك رحمانية، و تطرد منها جنود الشيطان، وتسلّم الدار إلى صاحبها حتى
يفيض الله عليك السعادة والبهجة والرحمة التي يهون جانبها كلّ ما سمعت عن
وصف الجنة والحور والقصور وتلك هي السلطة الإلِّهية العامة التي أخبر عنها
أولياء الله من هذه الأمة الحنيفة، مما لم يطرق سمع أحد ولم يخطر على قلب
بشر. فصل إشارة إلى بعض القوى الباطنية اعلم أن الله تبارك وتعالى قد خلق
بيد قدرته وحكمته في عالم الغيب وباطن النفس، قوىً لها منافع لا تحصى. وأن
ما نبحثه هنا هو ما يتعلق بهذه القوى الثلاث، وهي:"الوهمية والغضبية
والشهوانية"، ولكل واحدة من هذه القوى منافع كثيرة من أجل حفظ النوع
والشخص وإعمار الدنيا والآخرة كما ذكر ذلك العلماء. ولا حاجة لنا في
بيان ذلك في هذه اللحظة، وما يجب أن أنبه عليه في هذا المقام هو أن هذه
القوى الثلاث هي منبع جميع الملكات الحسنة والسيئة، وأصل جميع الصور
الغيبة الملكوتية. وتفصيل هذا الإجمال هو أن الإنسان كما أن له في هذه الدنيا
صورة مُلكيه دنيوية، خلقها الله تبارك وتعالى على كمال الحسن والجمال
والتركيب البديع، والتي تتحيّر أمامها عقول جميع الفلاسفة والعظماء، لم
يستطع علم معرفة الأعضاء والتشريح حتى الآن أن يتعرف على حقيقتها
بصورة صحيحة، وقد ميّزها الله تعالى عن جميع المخلوقات بحسن التقويم
وجودة جمال المنظر، كذلك فإن له - أي للإنسان - صورة وهيئة وشكلاً
ملكوتيا غيبياً، وهذه اصورة تابعة لملكات النفس والخلقة الباطنية. [38] وفي
عالم ما بعد الموت - سواء في البرزخ أو القيامة - إذا كانت خلقه الإنسان في
الباطن والمَلَكة والسريرة إنسانية، تكون الصورة الملكوتية له صورة إنسانية
أيضاً. وأما إذا لم تكن ملكاته ملكات إنسانية، فصورته - في عالم ما بعد
الموت - تكون غير إنسانية أيضا، وهي تابعة لتلك السريرة والملكة. فمثلا إذا
غلبت على باطنه ملكة الشهوة والبهيمية، وأصبح حكم مملكة الباطن حكم
البهيمة، كانت صورة الإنسان الملكوتية على صورة إحدى البهائم التي تتلاءم
وذلك الخُلُق. وإذا غلبت على باطنه وسريرته ملكة الغضب والسبعية، وكان
حكم مملكة الباطن والسريرة حكماً سبعياً، كانت صورته الغيبة الملكوتية
صورة أحد السباع والبهائم. وإذا أصبح الوهم والشيطنة هما المَـلَكة،
وأصبحت للباطن والسريرة ملكات شيطانية كالخداع والتزوير والنميمة
والغيبة، تكون صور ته الغيبة الملكوتية على صورة أحد الشياطين حسب ما
يتناسب وتلك الصورة. ومن الممكن أحياناً أن تتركب الصورة الملكوتية من
ملكتين أو عدة ملكات، وفي هذه الحالة لا تكون على صورة أي من
الحيوانات، بل تتشكل له صورة غريبة، هذه الصورة بهيئتها المرعبة المدهشة
والسيئة المخيفة، لن يكون لها مثيل في هذا العالم. ينقل عن رسول الله صلّى الله
عليه وسلم أن بعض الناس يحشرون يوم القيامة على صورة تكون أسوأ من
صورة القردة، بل وقد تكون لشخص واحد عدة صور في ذلك العالم، لأن
العالم لا يضاهي هذا العالم الذي لا يمكن لأي شيء، أن يتقبّل أكثر من صورة
واحدة له. وهذا الأمر يتطابق مع البرهان ويكون ثابتا في محله أيضاً. واعلم أن
المعيار لهذه الصورة المختلفة - والتي تعد صورة الإنسان واحدة منها، والباقي
صور أشياء أخرى - هو وقت خروج الروح من هذا الجسد، وظهور مملكة
البرزخ، واستيلاء سلطان الآرة، والذي أوله في البرزخ عند خروج الروح من
الجسد، فبأية ملكة يخرج بها الإنسان من الدنيا، تتشكل على ضوئها صورته
الأخروية، وتراه العين الملكوتية في البرزخ، وهو نفسه أيضا عندما يفتح عينه في
برزخه، ينظر إلى نفسه بالصورة التي هو عليها - في ذلك العالم - إذا كان
لديه [39] بصر. وليس من المحتم أن تكون صورة الإنسان في ذلك العالم على
نفس تلك الصورة التي كان عليها في هذه الدنيا. يقول سبحانه وتعالى على
لسان البعض: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا}(طه125).،
فيأتيه من الله الجواب: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:24 PM


تُنسَى}(طه126).. فيا أيها المسكين؛ قد كانت لديك عين مُلكية ظاهرة
البصر، ولكنك في باطنك ومَلكوتك كنت أعمى، وقد أدركت ذلك - العمى
- فعلا. نعم إنك كنت أعمى منذ البداية، ولم تكن لديك عين البصير ة
الباطنية التي ترى بها آيات الله. أيها المسكين؛ أنت ذو قامة متناسقة وصورة
جميلة في التركيب المُلكي. ولكن معيار عالم الملكوت والباطن يختلف عن
المعايير المادية. عليك أن تحرز الاستقامة الباطنية كي تكون مستقيم القامة في
يوم القيامة. يجب أن تكون روحك روحا إنسانية، كي تكون صورتك في عالم
البرزخ صورة إنسانية ... أنت تظن أن عالم الغيب والباطن - وهو عالم
كشف السرائر وظهور الملكات - مثل عالم الظاهر والدنيا، حيث يمكن أن
يقع الخطأ والالتباس ... إن عينيك وأذنيك ويديك ورجليك وسائر أعضاء
جسدك، جميعها، ستشهد عليك بما فعلت بألسنة ملكوتية، بل وبعضها بصور
ملكوتية. أيها العزيز؛ أفتح سمع قلبك، وشدّ حزام الهمّة على وسطك، وأرحم
حال مسكنتك، لعلك تستطيع أن تجعل من نفسك إنساناً، وأن تخرج من هذا
العالم في صورة إنسان، لتكون عندها من أهل الفلاح والسعادة وحذاري من
أن تتصور أن كل م تقوم هو موعظة وخطابة. فهذا كله هو نتيجة أدلّة فلسفية
توصّل إليها الحكماء العظام. وثمرة كشف، أنكشف لأصحاب الرياضات،
وحصيلة أخبار مأثورة إخبار عن الصادقين والمعصومين عليهم السلام. ولا
نتوخَّى في هذه الأوراق عرض البراهين والأحاديث بصورة مشروحة ومفصلة.
[40] فصل في بيان لجم الأنبياء لطبيعة الإنسان اعلم أن الوهم والغضب
والشهوة يمكن أن تكون من الجنود الرحمانية، وتؤدي إلى سعادة الإنسان
وتوفيقه إذا سلّمتها للعقل السليم وللأنبياء العظام. ومن الممكن أن تكون من
الجنود الشيطانية إذا تركتها وشأنها، وأطلقت العنان للوهم ليتحكم في القوتين
الأخريين: الغضب والشهوة. وأيضاً لك يعد خافياً أن أياً من الأنبياء العظام
عليهم السلام لم يكبتوا الشهوة والغضب والوهم بصورة مطلقة، ولم يقل حتى
الآن أي داع إلى الله. بأن الشهوة يمكن أن تُقتل بصورة عامة، وأن يُخمد أوار
الغضب بصورة كام لة، وأن يترك تدبير الوهم بل قالوا: يجب السيطرة عليها
حتى تؤدي واجبها في ظل ميزان العقل والدستور الإِلهي لأن كل واحدة من
هذه القوى تريد أن تنجز عملها وتنال غايتها ولو استلزم ذلك الفساد
والفوضى. فمثلا النفس البهيمية المنغمسة في الشهوة الجامحة التي مُزّقت عنانها
تريد أن تحقق هدفها ومقصودها، ولو كان ذلك يتم بواسطة الزنا بالمحصنات
وفي الكعبة (والعياذ بالله ). والنفس الغضوب، تريد أن تنجز ما تريد حتى ولو
استلزم ذلك قتل الأنبياء والأولياء. والنفس ذات الوهم الشيطاني تريد أن تؤدي
عملها حتى ولو استلزم ذلك الفساد في الأرض، وقلب العالم بعضه على بعض.
لقد جاء الأنبياء عليهم السلام، وأتوا بقوانين، وأُنزلت عليهم الكتب
السماوية، من أجل الحيلولة دون الانفلات والإفراط في الطبائع، ومن أجل
إخضاع النفس الإنسانية لقانون العقل والشرع وترويضها وتأديبها حتى لا
يخرج تعاملها ن حدود العقل والشرع. إذاً؛ فكل نفس كيَّفت ملكاتها وفق
القوانين الإلهية والمعايير العقلية، تكون سعيدة ومن أهل النجاة، وإلاَّ فليستعذ
الإنسان بالله من ذلك الشقاء وسوء التوفيق وتلك الظلمات والشدائد المقبلة
التي منها تلك الصور المرعبة والمذهلة المصاحبة للإنسان في البرزخ والقبر
والقيامة وجهنم، والتي نتجت عن الملكات والأخلاق الفاسدة التي لازمته في
الدنيا. [41] فصل في بيان السيطرة على الخيال اعلم أن الشرط الأول
للمجاهد في هذا المقام ( جهاد النفس ) والمقامات الأخرى والذي يمكن أن
يكون أساس التغلّب على الشيطان وجنوده، هو إمساك طائر الخيال، لأن هذا
الخيال طائر متحلّق يستقرّ في كل آن على غصن ويجلب الكثير من الشقاء.
وأنه من إحدى وسائل الشيطان التي جعل الإنسان بواسطتـها مسكيناً عاجزاً
ودفـع به نحو الشقاء. وعلى الإنسان المجاهد الذي نهض لإصلاح نفسه،
وأراد أن يص فّي باطنه ويفرغه من جنود إبليس، عليه أن يمسك بزمام خياله
وأن لا يسمح له بأن يطير حيثما شاء، وعليه أن يمنع من التحليق في الخيالات
الفاسدة والباطلة، والمعاصي والشيطنة، وأن يوجه خياله دائما نحو الأمور

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:25 PM


الشريفة. وهذا الأمر ولو أنه قد يبدو في البداية صعبا بعض الشيء، ويصوره
الشيطان وجنوده لنا وكأنه أمر عظيم، ولكنه يصبح يسيراً بعد شيء من المراقبة
والحذر. إن من الممكن لك - من باب التجربة - أن تسيطر على جزء من
خيالك، وتنتبه له جيدا. فمتى ما أراد أن يتوجَّه إلى أمر وضيع، اصرفه نحو
أمور أخرى كالمباحات أو الأمور الراجحة الشريفة. فإذا رأيت أنك حصلت
على نتيجة فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق، وتابع سعيك، لعل ربك يفتح
لك برحمته الطريق أمامك للملكوت وتهتدي إلى صراط الإنسانية المستقيم،
ويسهل مهمة السلوك إليه سبحانه وتعالى. وانتبه إلى أن الخيالات الفاسدة
القبيحة واتصورات الباطلة هي من إلقاءات الشيطان، الذي يريد أن يوطن
جنوده في مملكة باطنك. فعليك أيّها المجاهد ضد الشيطان وجنوده وأنت تريد
أن تجعل من صفحة نفسك مملكة إلهية رحمانية، عليك أن تحذر كيد هذا
اللعين، وأن تبعد عنك هذه الأوهام المخالفة لرضا الله تعالى، حتى تنتزع - إن
شاء الله - هذا المتراس المهم جدا من يد الشيطان وجنوده في هذه المعركة
الداخلية. فهذا المتراس بمنزلة الحد الفاصل، فإذا تغلبت وانتصرت فتأمل خيرا.
[42] أيها العزيز... استعن بالله تبارك وتعالى في كل آن ولحظة، وأستغث
بحضرة معبودك، واطلب منه بعجز وإلحاح. قائلا: اللهم... إن الشيطان عدو
عظيم، كان له ولا يزال طمع بأنبيائك وأوليائك العظام. اللهم... فأعني وأنا
عبدك الضعيف المبتلى بالأوهام الباطلة والخيالات والخرافات العاطلة، كي
أستطيع أن أجابه هذا العدو القوي. اللهم... وساعدني في ساحة المعركة مع
هذا العد و القوي الذي يهدد سعادتي وإنسانيتي، لكي أستطيع أن أطرد
جنوده من المملكة العائدة لك، وأقطع يد هذا الغاضب من البيت المختص بك.
فصل في الموازنة ومن الأمور التي تعين الإنسان في هذا السلوك، والتي يجب عليه
الانتباه لها هي"الموازنة". فالموازنة هي أن يقارن الإنسان العاقل بين منافع
ومضارّ كل واحدة من الأخلاق الفاسدة والملكات الرذيلة التي تنشأ عن
الشهوة والغضب والوهم عندما تكون طليقة وتحت تصرف الشيطان وبين
منافع ومضار كل واحدة من الأخلاق الحسنة والفضائل النفسية والملكات
الفاضلة والتي هي وليدة تلك القوى الثلاث عندما تكون تحت تصرف العقل
والشرع، ليرى على أي واحدة منها يصح الإقدام ويحسن العمل؟!. فمثلا، إن
النفس ذات الشهوة المطلقة العنان المتعمقة فيها وأصبحت ملكة ثابتة لها،
وتولدت منها ملكات كثيرة في أزمنة متطاولة، هذه النفس لا تتورع عن أي
فجور تصل يدها إليه، ولا عرض عن أي مال يأتيها، ومن أي طريق كان،
وترتكب كل ما يوافق رغبتها وهواها - مهما كان- ولو أستلزم ذلك أي أمر
فاسد وحرام. وآثار الغضب الذي أصبح ملكة للنفس، وتولدت منه ملكات
ورذائل أخرى، هي أنه يظلم بالقهر والغلبة كل ما تصل إليه يده، ويفعل ما
يقدر عليه ضد كل [43] شخص يبدي أدنى مقاومة، ويثير الحرب بأقل
معارضة له، ويبعد المضرات وما لا يلائمه، بأية وسيلة مهما كانت، ولو أدى
ذلك إلى وقوع الفساد في العالم. فهذا هي العوائد على صاحب الواهمة
الشيطانية الذي ترسخت فيه هذه الملكة، فهو ينفذ عمل الغضب والشهوة بأية
شيطنة وخدعة كانت، ويسيطر على عباد الله بأية خطة باطلة تتم، سواء
بتحطيم عائلة ما، بإبادة مدينة أو بلاد ما. هذه هي آثار تلك القوى عندما
تكون تحت تصرف الشيطان. ولكن عندما تفكرون بصورة صحيحة،
وتلاحظون أحوال هؤلاء الأشخاص، تجدون أن أيَّ - شخص مهما كان
قوياً، و مهما حقق من آماله - وآمانيه - فإنه - رغم ذلك - لا يحصل حتى
على واحد من الألف من آماله، بل إن تحقق الآمال ووصول أي شخص إلى
أمانيه، أمر مستحيل في هذا العالم، فإن هذا العالم هو"دار التزاحم"وأن مواده
تتمرد على الإدارة. كما أن ميولنا وأمنياتنا أيضا لا يحدّها حدّ. فمثلا إن القوة
الشهوية في الإنسان، هي في صورة لو كانت بيده نساء مدينة كاملة - بفرض
المحال- لتوجه إلى نساء مدينة أخرى أيضاً، وإذا أصبحت بلاد بأكملها من
نصيبه لتوجه إلى بلاد أخرى، وعلى الدوام تجده يطلب ما لا يملك، رغم أن
ذلك من فرض المحال وأنه مجرّد خيال، ومع هذا يبقى مرجل الشهوة مشتعلا،

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:26 PM


وأن الإنسان لم يصل بعد إلى أمنيته. وهكذا بالنسبة إلى القوة الغضبية فإنها قد
خلقت في الإنسان في صورة يملك الرقاب بشكل مطلق في مملكة ما، لذهب
إلى مملكة أخرى لم يسيطر عليها بعد، بل إن كلّ ما يحصل عليه تتزايد فيه هذ
القوة. وعلى كل منكر - لهذه الحقيقة- أن يراجع حاله وحال أهل هذا العالم،
كالسلاطين، والمتمولين، وأصحاب القوة والجاه، وحينذاك سيصدق كلامنا
هذا. إذاً، فالإنسان هو - على الدوام عاشق - لما لا يملك ولما ليس في يده.
وهذه فطرة أثبتها المشايخ العظام وحكماء الإسلام الكبار خصوصا أستاذنا
وشيخنا في المعارف الإلهية سماحة الكامل"ميرزا محمد علي شاه آبادي"روحي
له الفداء، وأثبتوا بها الكثير من المعارف الإلهية وهي لا ترتبط بموضوعنا
المبحوث عنه. وعلى أي حال؛ فلو وصل الإنسان إلى أهدافه، فكم يدوم تمتعه
واستفادته [44] منها؟ وإلى متى تبقى قوى شبابه؟ عندما ينقضي ربيع العمر،
ويحل خريفه، تذهب القوة من الأعضاء، وتتعطل الحاسة الذائقة، وتتعطل العين
والأذن وحاسة اللمس وباقي الحواس، وتصبح اللذات - عموما - ناقصة أو
تفني نهائيا. وتهجم الأمراض المختلفة، فلا تستطيع أجهزة الهضم والجذب
والدفع والتنفس أن تؤدي عملها بشكل صحيح. ولا يبقى للإنسان، شيء
سوى أنات التأوه الباردة والقلب المملوء بالألم والحسرة والندم. إذاً؛ فمدّة
استفادة الإنسان من تلك القوى الجسمانية لا تتجاوز الثلاثين أو الأربعين عاما
بالنسبة إلى أقوياء البنية والأصحاء السالمين وهي فترة ما بعد فهم الإنسان
وتمييزه الحسن من القبيح إلى زمن تعطيل القوى أو نقصانها، وهذا يصح إذا لم
يصطدم بالأمراض والمشاكل الأخرى التي نراها يوميا ونحن عنها غافلون.
وأفترض لكم بصورة عاجلة، فرضية خيالية ( وهذا أيضا ليس له واقع )
أفترض لكم عمرا هو مائة وخمسون عاما، مع توافر جميع أسباب الشهوة
والغضب والشيطنه، وأفترض بأنه لا يعترضكم أي شيء غير مرغوب فيه، ولا
يحدث أي شيء يخالف هد فكم ومع هذه الفرضية، ماذا ستكون عاقبتكم بعد
انقضاء هذه المدة القصيرة والتي تمر مر الرياح؟ فماذا ادخرتم من تلك اللذات
لأجلحياتكم الدائميه؟! لأجل يوم عجزكم ويوم فقركم ووحدتكم؟! لأجل
برزخكم وقيامتكم، لأجل لقاءكم بملائكة الله وأوليائه وأنبيائه؟! هل ادخرتم
سوى الأعمال القبيحة المنكرة، والتي ستقدم لكم صورها في البرزخ والقيامة،
وهي الصور التي لا يعلم حقيقتها إلا الله تبارك وتعالى؟ إن جميع نيران جهنم،
وعذاب القبر والقيامة وغيرها مما سمعت، هي جهنم أعمالك التي تراها هناك
كما يقول تعالى: {... وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ...} (الكهف49)..
لقد أكلت ما اليتيم وتلذذت بذلك ولكن الله وحده يعلم ما هي صورة هذا
[45] العمل في ذلك العالم والتي ستراها في جهنم، وما هي نتيجة اللذة التي
ستكون نصيبك هناك؟ الله يعلم أي عذاب شديد ينتظرك بسبب تعاملك
السيء مع الناس وظلمك لهم في ذلك العالم؟ ستفهم أي عذاب قد أعددت
لنفسك بنفسك، عندما اغتبت؟ فإنّ الصورة الملكوتية لهذا العمل قد أعدت
لك وسترد عليك وتحشر معها، وستذوق عذابها، وهذه هي جهنم الأعمال
وهي يسيرة وسهلة وباردة وملائمة للعاصين، وأما الذين زرعوا في نفوسهم
الملكة الفاسدة والرذيلة السيئة الباطلة كالطمع والحرص والجدال والشره
وجب المال والجاه والدنيا وباقي الملكات، فلهم جهنم لا يمكن تصورها، لأن
تصور تلك لا يمكن أن تخطر قلبي وقلبك، بل تظهر النار من باطن النفس
ذاتها، وأهل جهنم أنفسهم يفرون رعبا من عذاب أولئك، وفي بعض الروايات
الموثقة أن هناك في جهنم واديا للمتكبرين يقال له "سقر"، وقد شكا الوادي
إلى الله تعالى من شدة الحرارة وطلب منه سبحانه أن يأذن له بالتنفس، وبعد
أن أذن له تنفس، فأحرق سقر، جهنم. ( عن أبي عبدالله عليه السلام أن في
جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى الله عز وجل شدة حرّه فسأله
أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم. أصول الكافي - المجلد الثاني -
باب الكبر - ح 10 ). وأحياناً صبح هذه الملكات سببا في أن يخلد الإنسان
في جهنم لأنها تسلبه الإيمان كالحسد الذي ورد في رواياتنا الصحيحة عن أبي
عبدالله عليه السلام: قال: "إنَّ الحَسَدَ يَأْكُلُ الإيمَانَ كَمَا تَأْكُلَ النَّارُ الحَطَبَ"(
أصول الكافي - المجلد الثاني - كتاب الإيمان والكفر - باب الحسد - ح 2
) . وكحب الدنيا والجاه والمال الذي ورد في الروايات الصحيحة أنها أكثر
إهلاكا لدين المؤمن من ذئبين أطلقا على قطيع بلا راع، فوقف أحدهما في
أول القطيع والثاني في آخره... عن أبي عبدالله عليه السلام "مَا ذِئْبَانَ ضَارِيَانِ
فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا رْعَاؤُهَا أَحَدَهُمَا فِي أوِّلِهَا وَالآخَرُ فِي آخِرِهَا بأفْسَدَ فِيها
مِنْ حُبِّ المَالِ والشَّرَفِ فِي دِينِ المُسْلِمِ"( أصول الكافي - المجلد الثاني -
كتاب الإيمان والكفر - باب حب الدنيا والحرص عليها -ح2). نسأل الله
أن لا تؤول عاقب ة المعاصي إلى الملكات والأخلاق الظلمانية القبيحة، والتي
تؤول إلى فقدان الإيمان وموت الإنسان كافرا، لأن جهنم الكافر وجهنم
العقائد الباطلة أشدّ بدرجات، وأكثر إحراقا وظلمة من ذينيك الجهنمين
[46] اللذين مرَّ ذكرهما ( جهنم الأعمال، وجهنم الملكات الفاسدة ). أيها
العزيز ... لقد ثبت في العلوم العالية أن درجات الشدّة غير محدودة، فمهما
تتصور أنت ومهما تتصور العقول بأسرها شدّة العذاب، فوجود عذاب أشدّ،
أمر ممكن أيضاً وإذا لم تر برهان الحكماء، ولم تصدق كشف أهل الرياضة
النفسية فأنت بحمد الله مؤمن تصدّق الأنبياء صلوات الله عليهم، وتقر بصحة
الأخبار الواردة في الكتب المعتبرة التي يقبلها جميع علماء الإمامية، وتقرّ بصحة
الأدعية والمناجاة الواردة عن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم. فعندما ترى
مناجاة مولى المتقين أمير المؤمنين سلام الله عليه، ومناجاة سيد الساجدين
عليهالسلام في دعاء أبي حمزة الثمالي... قف عندها قليلا وتأمّل في مضمونها،
وفكر قليلا في محتواها، وتمعن قليلا في فقراتها، وليس ضروريا أن تقرأ دعاء
طويلا دفعة واحدة وبسرعة من دون تفكر في معانيه. ليس لدي ولديك حال
سيد الساجدين عليه السلام كي تقرأ تلك الأدعية المفضلة بشوق وإقبال، فاقرأ
في كل ليلة ربع ذلك أو ثلثه وفكر في فقراته، لعلك تصبح صاحب شوق
وإقبال وتوجه، وفوق ذلك كله فكر قليلا في القرآن، وأنظر أي عذاب به
بحيث أن أهل جهنم يطلبون من الملك الموكّل بجهنم أن ينتزع منهم أرواحهم،
ولكن هيهات إذ لا مجال للموت هناك. أنظر إلى قوله تعالى: {...يَاحَسْرَتَا
عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}(الزمر56). فأية
حسرة هذه التي يذكرها الله تعالى بتلك الشدة وبهذا التعبير؟ تدبّر في هذه الآية
القرآنية الشريفة ولا تمرّ عليها دون تأمل. وتدب ّر أيضا آية {يَوْمَ تَرَوْنَهَا
تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ
سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}(الحج2). حقا فكر يا
عزيزي! القرآن - أستغفر الله - ليس بكتاب قصة، ولا بممازح لأحد، أنظر
ما يقول ... أي عذاب هذا الذي يصفه الله تبارك وتعالى وهو العظيم [47]
الذي لا حد ولا حصر لعظمته ولا انتهاء لعزته وسلطانه، يصفه بأنه شديد
وعظيم ... فماذا وكيف سيكون هذا العذاب؟! الله يعلم، لأن عقلي وعقلك
وعقول جميع البشر عاجزة عن تصوره. ولو راجعت أخبار أهل بيت العصمة
والطهارة وآثارهم، وتأملت فيها، لفهمت أن قضية عذاب ذلك العالم، هي
غير أنواع العذاب التي فكّرت فيها، وقياس عذاب ذلك العالم بعذاب هذا
العالم، قياس باطل وخاطئ. وهنا أنقل لك حديثاً شريفا عن الشيخ الجليل
صدوق الطائفة، لي تعرف ماهية الأمر وعظمة المصيبة، مع أن هذا الحديث
يتعلق بجهنم الأعمال وهي أبرد من جميع النيران. وعليك أن تعلم أولاً أن
الشيخ الصدوق الذي يُنقل عنه الحديث، هو الشخص الذي يتصاغر أمامه
جميع العلماء الأعلام، إذ يعرفونه بجلالة القدر. وهذا الرجل العظيم هو المولود
بدعاء إمام العصر عليه السلام، وهو الذي حظي بألطاف الإمام المهدي عليه
السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف وإني أروي الحديث بطرق متعددة عن
كبار علماء الإمامية - رضوان الله عليهم -بإسناد متصلة بالشيخ الصدوق،
والمشايخ ما بيننا وبين الصدوق (ره)، جميعهم من كبار الأصحاب وثقاتهم.
إذاً فعليك الاهتمام بهذا الحديث إن كنت من أهل الإيمان. روى الصدوق،
بإسناده عن مولانا الصادق عليه السلام، قال: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وآله وسلم ذاتَ يَوْمٍ قَاعِداً إِذْ أَتَاهُ جَبْرائيلُ وَهُوَ كَئيبٌ حَزينٌ مُتَغَ يِّرُ اللَّونِ
فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: يا جَبْرائِيلُ مَا لي أَرَاكَ كئِيْباً
حَزِيناً؟ فقال: يا مُحَمَّد فَكَيْفَ لا أكُونُ كَذَلِكَ وإِنَّما وُضِعَتْ مَنافيخُ جَهَنَّمَ
اليَوْمَ. فَقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: وَمَا مَنَافيخُ جَهَنَّمَ يَا
جَبْرائِيل؟ فقال: إنَّ اللهَ تَعَالى أَمَرَ بالنَّارِ فأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ،
ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُوْقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ
عامٍ حَتَّى اسودّت وهي سَوداءُ مُظلِمَةٌ فَلَوْ أنَّ حَلْقَهً مِنَ السِّلْسِلَةِ التي طُولُها
سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، لَذَابَتْ الدُّنْيَا مُنْ حَرِّهَا وَلَوْ أَنِّ قَطْرةً مِنَ
الزَّقُومِ وَالضّريعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيِا َمَاتُوا مِنْ نَتْنِهَا. قَالَ: فَبَكَى
رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلم وَبَكى جِبْرائيل فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهُمَا مَلَكاً.
إنَّ رَبَّكُمَا يَقْرَأُكُمَا السَّلامَ [48] وَيَقُولُ: إِنِّي أمِنْتُكُمَا مِنْ أَنْ تَذْنِبَا ذَنْباَ
أُعَذِّبكُمَا عَلَيْهِ"( علم اليقين - فيض الكاشاني - المقصد - 4- الباب - 15 -
فصل - 6 - ص 1032 ). أيها العزيز... إن أمثال هذا الحديث الشريف
كثيرة، ووجود جهنم والعذاب الأليم من ضروريات جميع الأديان ومن
البراهين الواضحة، وقد رأى نماذج لها في هذا العالم، أصحاب المكاشفة
وأرباب القلوب. ففكِّر وتدبره بدقة في مضمون هذا الحديث القاصم للظهر،
فإذا احتملت صحته، ألا ينبغي لك أن تهيم في الصحاري، كمن أصابه
المسّ؟!. ماذا حدث لنا لكي نبقى إلى هذا الحدّ في نوم الغفلة والجهالة؟! أنزلت
علينا مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبرائي ل ملائكة أعطتنا
الأمان من عذاب الله، في حين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأولياء
الله، لم يقر لهم قرار إلى آخر أعمارهم من خوف الله، لم يكن لهم نوم ولا
طعام؟ علي بن الحسين وهو إمام معصوم، يقطع القلوب بنحيبه وتضرعه
ومناجاته وعجزه وبكائه، فماذا دهانا وصرنا لا نستحي أبدا فنهتك في محضر
الربوبية كل هذه المحرمات والنواميس الإلهية؟ فويل لنا من غفلتنا، وويل لنا من
شدة سكرات الموت، وويل لحالنا في البرزخ وشدائده، وفي القيامة وظلماتها
ويا ويل لحالنا في جهنم وعذابها وعقابها. فصل في معالجة المفاسد الأخلاقية
أيها العزيز؛ انهض من نومك، وتنبه من غفلتك، واشدد حيازيم الهمة، واغتنم
الفرصة ما دام هناك مجال، وما دام في العمر بقية، وما دامت قواك تحت
تصرفك، وشبابك موجوداً، ولم تتغلب عليك - بعد - الأخلاق الفاسدة، ولم
تتأصّل فيك الملكات الرذيلة، فابحث عن العلاج، أعثر على الدواء لإزالة تلك
الأخلاق الفاسدة والقبيحة، وتلمّس سبيلاً لإطفاء نائرة الشهوة والغضب ....
وأفضل علاج لدفع هذه المفاسد الأخلاقية، هو ما ذكره علماء الأخلاق وأهل
السلوك، وهو أن تأخذ كلّ واحدة من الملكات القبيحة التي تراها في نفسك،
[49] وتنهض بعزم على مخالفة النفس إلى أمد، وتعمل عكس ما ترجوه
وتطلبه منك تلك الملكة الرذيلة. وعلى أيّ حال؛ أطلب التوفيق من الله تعالى
لإعانتك في هذا الجهاد، ولا شك في أن هذا الخلق القبيح، سيزول بعد فترة
وجيزة، ويفرّ الشيطان وجنوده من هذا الخندق، وتحلّ محلهم الجنود الرحمانية.
فمثلاً من الأخلاق الذميمة التي تسبب هلاك الإنسان، وتوجب ضغطه القبر،
وتعذّب الإنسان في كلا الدارين، سوء الخلق مع أهل الدار والجيران أو الزملاء
في العمل أو أهل السوق والمحلة، وهو وليد الغضب والشهوة، فإذا كان
الإنسان المجاهد يفكر في السمو والترفع، ع ليه - عندما يعترضه أمر غير
مرغوب فيه حيث تتوهج فيه نار الغضب لتحرق الباطن، وتدعوه إلى الفحش
والسيء من القول - عليه أن يعمل بخلاف النفس، وأن يتذكر سوء عاقبة هذا
الخلق القبيحة، ويبدي بالمقابل مرونة، ويلعن الشيطان في الباطن ويستعيذ بالله
منه. إني أتعهد لك بأنك لو قمت بذلك السلوك، وكرّرته عدّة مرّات، فإن
الخلق السيء سيتغير كلياً، وسيحلّ الخلق الحسن في عالمك الباطن، ولكنك إذا
عملت وفق هوى النفس، فمن الممكن أن يبيدك في هذا العالم نفسه، وأعوذ
بالله تعالى من الغضب الذي يهلك الإنسان في آن واحد في كلا الدارين فقد
يؤدي ذلك الغضب - لا سمح الله - إلى قتل النفس. ومن الممكن أن يتجرأ
الإنسان في حالة الغضب على النواميس الإِلهية. كما رأينا أن بعض الناس قد
أصبحوا من جراء الغضب مرتدّين. وقد قال الحكماء"إن السفينة التي تتعرض
لأمواج البحر العاتية وهي بدون قبطان، لهي أقب إلى النجاة من الإنسان وهو
في حالة الغضب". أو إذا كنت - لا سمح الله - من أهل الجدل والمراء في
المناقشات العلمية كما عليه بعض طلاب العلوم الدينية نحن الطلبة، المبتلين
بهذه السريرة القبيحة، فاعمل فترة بخلاف النفس، فإذا دخلت في نقاش مع
أحد الأشخاص في مجلس ما، ورأيت أنه يقول الحق فاعترف بخطأك وصدّق
قول المقابل، والمأمول أن تزول هذه الرذيلة في زمن قصير. ونعوذ بالله من أن
ينطبق علينا قول بعض أهل العلم ومدعي المكاشفة، حيث [50] يقول:"لقد
انكشف في خلال إحدى المكاشفات أنَّ تخاصم أهل النار الذي يخبر عنه الله
تعالى في القرآن، هو الجدل الذي يدور بين أهل العلم وبين أهل الحديث".
والإنسان إذا احتمل صحة هذا الأمر فعليه أن يسعى كثيراً من أجل إزالة هذه
الخصلة. رُوِىَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الأَصْحَابِ أَنَّهُمْ قَالُوا:"خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ
صلّى الله عليه وآله وسلم يَوْماً وَنَحْنُ نَتَمَارى فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدّين
فَغَضَبَ غَضَباً شَدِيداً لَمْ يَغضَب مِثْلَهُ، ثُمَّ قالَ إنَّما هَلَكَ مَنْ كَاَنَ قَبْلَكُم
بِهَذا. ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّ المُؤْمِنَ لا يُمَارِي، ذَرُوا المِرَاءَ فَإِنَّ المُمَارِيَ قَدْ تَمَّتْ
خَسَارَتُةُ، ذَرُوا المِرَاء فَإنَّ المُمَارِي لا أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ذَرُوا المِراءَ فَإِنِّي
زَعيمٌ بثَلاثِ أَبْيَاتٍ فِي الجَنَّةِ فِي رِياضِهَا وَأَوْسَطِهَا وَأعلاها لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ
وهُوَ صَادِقٌ ذَرُوا المِرَاءَ فَأَنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبّي بَعْدَ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ
المِرَاءُ"( بحار الأنوار - المجلد الثاني ص 138 - 139 )."وعنه أيضا: لاَ
يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيَقَة الإِيمَانَ حَتَّى يَدَعَ المِرَاءَ وَإنْ كَانَ مُحِقّاً"( بحار الأنوار -
المجلد اثاني ص 138 - 139 ). والأحاديث في هذا الباب كثيرة. فما أقبح أن
يحرم الإنسان شفاعة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة مغالبة
جزئية ليس فيها أي ثمر ولا أثر! وما أقبح أن تتحول مذاكرة العلم - وهي
أفضل العبادات والطاعات إذا كانت بنيَّة صحيحة - إلى أعظم المعاصي وتلو
مرتبة عبادة الأوثان بفعل الجدل والمراء!. وعلى أي حال؛ ينبغي للإنسان أن
يأخذ بنظر الاعتبار حد كل واحد من الأخلاق القبيحة الفاسدة، ويخرجها من
مملكة روحه بمخالفة النفس. وعندنا يخرج الغاصب، يأتي صاحب الدار نفسه،
فلا يحتاج - حينذاك - إلى مشقة أخرى أو إلى طلب العود منه إلى الدار.
وعندنا يكتمل جهاد النفس في هذا المقام، ويتوفق الإنسان إلى إخراج جنود
إبليس من هذه المملكة، وتصبح مسكناً لملائكة الله ومعبدا لعبادة الصالحين،
فحينذاك يصبح السلوك إلى الله يسيرا، ويتضح طريق الإنسانية المستقيم، وتفتح
أمام الإنسان أبواب البركان والجنات، وتغلق أمامه أبواب جهنم [51]
والدركات، وينظر الله تبارك وتعالى إليه بعين اللطف والرحمة، وينخرط في
سلك أهل الإيمان، ويصبح من أهل السعادة وأصحاب اليمين، ويفتح له طريقا
إلى باب المعارف الإلهية - وهي غاية خلق الجن والأنس - ويأخذ الله تعالى
بيده في هذا الطريق المحفوف المخاطر. وقد كنا نريد أن نشير إلى المقام الثالث
للنفس وكيفية المجاهدة فيه ‎ونذكِّر أيضاً بمكائد الشيطان في هذا المقام، ولكننا
لم نر المقام مناسبا لذلك، فصرفنا النظر، وأسأل الله تعالى التوفيق والتأييد
لكتابة رسالة خاصة في هذا الباب. [53] الحَديـــث الثَانـــــي
"الرِّيـــَــاء" [54] بالسَّنَدْ المُتَّصِلِ إِلى مُحمَّد بِنْ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
إِبْراهيمَ، عَنْ أبيهِ، عَنْ أَبِي المَغْرا، عَنْ يَزِيدَ بْن خَلِيفَةَ قالَ: قال أَبُو عَبْدِاللهِ
عليه السلام:"كُلُّ رياء شِركٌ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى النَّاسِ
وَمَنْ عَمِلَ للهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللهِ"( أصول الكافي - المجلد الثاني - كتاب
الإيمان والكفر - باب الرياء - ح 3 ). [55] الشرح: اعلم أن الرياء هو
عبارة عن إظهار وإبراز شيء من الأعمال الصالحة أو الصفات الحميدة أو
العقائد الحقة الصحيحة، للناس لأجل الحصول على منزلة في قلوبهم والاشتهار
بينهم بالصلاح والاستقامة والأمانة والتدين، من دون أن تكون هناك نية إلهية
صحيحة. وهذا الأمر يتحقق في عدة مقامات. المقام الأول: وله درجتان:
الأولى: وهي أن يظهر العقائد الحقة والمعارف الإلهية، من أجل أن يشتهر بين
الناس بالديانة، ومن أجل الحصول على منزلة قي القلوب، كأن يقول:"إني لا
أعتبر أن هناك مؤثرا في الوجود إلا الله"، أو أن يقول:"إني لا أتوكل على أحد

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:28 PM


سوى الله"أو أن يثني على نفسه كناية أو إشارة بامتلاك العقائد الحقة، وهذا
الأسلوب هو الأكثر رواجا. فمثلا عندما يجري حديث عن التوكل أو الرضا
بقضاء الله، يجعل الشخص المرائي نفسه في سلك أولئك الجمع بواسطة تأوّهه
أو هزّ رأسه. الثانية: وهي أن يبعد عن نفسه العقائد الباطلة وينزه نفسه عنها،
لأجل الحصول على الجاه والمنزلة في القلوب، سواء أكان ذلك بصراحة القول
أم بالإشارة والكتابة. المقام الثاني: وفيه أيضا مرتبتان: إحداهما: أن يظهر
الخصال الحميدة والملكات الفاضلة، والأخرى: أن [56] يتبرأ مما يقابلها، وأن
يزكّي نفسه للغاية نفسها التي أصبحت معلومة. المقام الثالث: وهو الرياء
المعروف عند الفقهاء الماضين - رضوان الله عليهم - وله أيضاً نفس تلكما
الدرجتين، إحداهما: أن يأتي بالأعمال والعبادات الشرعية، أو أن يأتي
بالأمور الراجحة عقلاً، بهدف مراءاة الناس وجلب القلوب، سواء أن يأتي
بالعمل نفسه بقصد الرياء، و بكيفيته، أو شرطه أو جزئه بقصد الرياء على
الشكل المذكور في الكتب الفقهية. ثانيهما: أن يترك عملاً محرماً أو مكروهاً
بنفس الهدف المذكور. ونحن نشرح في هذه الأوراق، بعضاً من مفاسد كلّ
واحد من هذه المقامات الثلاثة ونشير إلى ما يبدو علاجاً لها على نحو
الاختصار. المقام الأول ( الرياء ) وفيه عدة فصول فصل ( الرياء في أصول
العقائد والمعارف الإلهية ) اعلم أن الرياء في أصول العقائد والمعارف الإلهية
أشد من جميع أنواع الرياء عذاباً وأسوأها عاقبة، وظلمته أعظم وأشد من
ظلمات جميع أنواع الرياء. وصاحب هذا العمل إذا كان في واقعه لا يعتقد
بالأمر الذي يظهره، فهو من المنافقين، أي أنه مخلَّد في النار، وأن هلاكه أبديّ،
وعذابه أشدّ العذاب. وأما إذا كان معتقداً بما يظهر، لكنه يظهر من أجل
الحصول على المنزلة والرتبة في قلوب الناس، فهذا الشخص وإن لم يكن منافقاً
إلاّ أن رياءه ي ؤدي إلى اضمحلال نور الإيمان في قلبه، ودخول ظلمة الكفر
إلى قلبه، فإن هذا الشخص يكون مشركا في الخفاء، لأن المعارف الإلهية
والعقائد الحقة، التي يجب أن تكون خالصة لله، ولصاحب تلك الذات المقدسة،
قد حوّلها - المرائي - إلى الناس، وأشرك فيها غيره، وجعل الشيطان متصرفاً
فيه، فهذا القلب ليس لله. [57] ونحن سنذكر في أحد الفصول؛ أن الإيمان
من الأعمال القلبية، وليس هو مجرد علم، وقد جاء في الحديث الشريف:"كُلُ
رِيَاءٍ شِرْكٌ". ولكن هذه الفجيعة الموبقة، وهذه السريرة المظلمة، وهذه الملكة
الخبيثة، تؤدي بالإنسان في النهاية، إلى أن تصبح دار قلبه مختصة بغير الله،
وتؤدي ظلمة هذه الرذيلة بالإنسان تدريجياً إلى الخروج من هذه الدنيا بدون
إيمان. وهذا الإيمان الذي يمتلكه هو صورة بلا معنى، وجسد بلا روح، وقشر
بلا لب، ولا يكون مقبولاً عند الله تعالى، كما أشير إليه في حديث مذكور ف
كتاب الكافي، عن علي بن سالم، قال:"سـَمـِعـْتُ أبا عَبْدِاللهُ عليه
السّلام يقولُ: قالَ اللهِ عزَّ وجلَّ: أَنَا خُيْرُ شَرِيكٍ مَنْ أَشْرَكَ مَعِي غيرِي فِي
عَمَل عَمِلَهُ لَمْ أَقْبَلُهُ إلاّ مَا كَانَ لِي خَالِصاً"(أصول الكافي - المجلد الثاني -
كتاب الإيمان والكفر - باب الرياء - ح 9 ). وبديهي أن الأعمال القلبية في
حال عدم خلوصها لا تصبح مورداً لتوجه الحق تعالى ولا يتقبلها بل يوكلها
إلى الشريك الآخر، الذي كان يعمل له ذلك الشخص مراءاة. إذاً فالأعمال
القلبية تصبح مختصة بذلك الشخص، وتخرج من حدّ الشرك، وتدخل إلى
الكفر المحض. بل ويمكن القول إن هذا الشخص هو من جملة المنافقين. وكما
أن شركه خفي فنفاقه خفي أيضاً، فهذا المسكين يتصور أنه مؤمن ولكنه
مشرك منذ البداية، وفي النتيجة هو منافق. وعليه أن يذوق عذاب المنافقين،
وويل للذي ينتهي عمله إلى النفاق. فصل في بي ان أن العلم يغاير الإيمان
اعلم أن الإيمان غير العلم بالله ووحدانيته وسائر الصفات الكمالية الثبوتية
والجلالية السلبية، والعلم بالملائكة والرسل والكتب ويوم القيامة. وما أكثر من
يكون له هذا العلم ولكنه ليس بمؤمن. الشيطان عالم بجميع هذه المراتب بقدر
علمنا وعلمكم، ولكنه كافر. بل إن الإيمان عمل قلبي، وما لم يكن ذلك فليس
[58] هناك إيمان. فعلى الشخص الذي علم بشيءٍ عن طريق الدليل العقلي
أو ضروريات الأديان، أن يسلّم لذلك قلبه أيضاً، ولأن يؤدي العمل القلبي
الذي هو نحو من التسليم والخضوع، ونوع من التقبل والاستسلام - عليه أن
يؤدي ذلك - لكي يصبح مؤمناً. وكمال الإيمان هو الاطمئنان. فإذا قوي نور
الإيمان تبعه حصول الاطمئنان في القلب، وجميع هذه الأمور هي غير العلم.
فمن الممكن أن يدرك العقل بالدليل شيئا لكن القلب لم يسلم بعد، فيكون
العلم بلا فائدة. مثلاً أنتم أدركتمبعقولكم أن الميت لا يستطيع أن يضرّ أحداً،
وأن جميع الأموات في العالم ليس لهم حس ولا حركة بقدر ذبابة، وأن جميع
القوى الجسمانية والنفسانية قد فارقته ولكن حيث أن القلب لم يتقبل هذا الأمر
ولم يسلم أمره للعقل، فإنكم لا تقدرون على مبيت ليلة مظلمة واحدة مع
ميت!! وأما إذا سلّم القلب أمره للعقل، وتقبل هذا الحكم منه، فلن يكون في
هذا العمل - أي المبيت مع الميت - أي إِشكال بالنسبة إليكم، كما أنه وبعد
عدة مرات من الإقدام، يصبح القلب مسلّماً، فلن يبقى عنده بعدها بأس أو
خوف من الميت. إذاً؛ أصبح معلوماً أن التسليم - وهو من حظ القلب - غير
العلم الذي هو من حظ العقل. ومن الممكن أن يبرهن إنسان بالدليل العقلي،
على وجود الخالق تعالى والتوحيد والمعاد وباقي العقائد الحقة ولكن هذه
العقائد لا تسمى إيمانا، ولا تجعل الإنسان مؤمنا، وإنما هو من جملة الكفار أو
المنافقين أو المشر كين. فاليوم العيون مغشّاة، والبصيرة الملكوتية غير موجودة،
والعين الملكية لا تُدرك، ولكن عند كشف السرائر، وظهور السلطة الإلهية
الحقة، وخراب الطبيعة وانجلاء الحقيقة، سيعرف ويلتفت بأن الكثيرين لم
يكونوا مؤمنين بالله حقا، وأن حكم العقل لم يكن مرتبطا بالإيمان، فما لم
تكتب عبارة"لا إله إلا الله"بقلم العقل على لوح القلب الصافي لن يكون
الإنسان مؤمنا بوحدانية الله. وعندما ترد هذه العبارة النورانية الإلهية على
القلب، تصبح سلطة القلب لذات الحق تعالى، فلا يعرف الإنسان بعدها
شخصا آخر مؤثرا في مملكة الحق، [59] ولا يتوقع من شخص آخر جاها
ولا جلالا، ولا يبحث عن المنزلة والشهرة عند الآخرين. ولا يصبح القلب
مرائيا ولا مخادعا حينئذ. وإذا رأيتم رياء في قلوبكم، فاعلموا أن قلوبكم لم
تسلّم للعقل، وأن الإيمان لم يقذف نوره فيها، وأنكم تعدون شخصا آخر إلها
ومؤثرا في هذا العال، لا الحق تعالى، وأنكم في زمرة المنافقين أو المشركين أو
الكفار. فصل في وخامة أمر الرياء تأمل أيها الشخص المرائي... يا من
أودعت العقائد الحقة والمعارف الإلهية بيد عدو الله، وهو الشيطان، وأعطيت ما
هو مخصوص بالحق تعالى للآخرين، وبدّلتَ تلك الأنوار التي تضيء الروح
والقلب وهي رأسمال النجاة والسعادة الأبدية ومنبع اللقاء الإلهي وبذرة القرب
من المحبوب أبدلتها بظلمات موحشة وشقاء أبدي وجعلتها رأسمال البُعد
والابتعاد عن ساحة المحبوب المقدسة، والابتعاد عن لقاء الله تعالى. تهيأ، أيها
المرائي، للظلمات التي لا نور بعدها، وللشدائد التي لا فرج لها، وللأمراض التي
لا يرجى شفاؤها، وللموت الذي لا حياة معه، وللنار تخرج من باطن القلب
فتحرق ملكوت النفس وملك البدن حرقاً لم يخطر على قلبي وقلبك، والتي
يخبرنا عنها الله تعالى في كتابه المنزل في الآية الشريفة {نَارُ اللَّهِ الْ مُوقَدَةُ،
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ }(الهمزة 6،7). حيث تحدثت عن نار الله، هذه النار
التي تتسلط على القلوب فتحرقها، وليست هناك نار تحرق سوى النار الإلهية
فإذا فقدت فطرة التوحيد - وهي فطرة الله - وحلَّ محلها الشرك والكفر،
حينئذ لن تكون شفاعة الشافعين من نصيب الإنسان بل يخلد الإنسان في
العذاب، وما أدراك ما العذاب؟ إنه العذاب الذي ينبعث عن الغضب الإلهي.
إذاً أيها العزيز... من أجل خيال باطل ومحبوبية بسيطة في أعين العباد [60]
الضعاف، ومن أجل جذب قلوب الناس المساكين، لا تعرض نفسك للغضب
الإلهي، ولا تبع ذلك الحب الإلهي وتلك الكرامات غير المحدودة، وتلك
الألطاف والعنايات الربانية، لا تبعها بمحبة بسيطة عند مخلوق ليس له أثر، ولا
تكسب منه أيّة ثمرة سوى الندامة والحسرة، عندما تقصر يداك عن هذا العالم -
وهو عالم الكسب -، وعندما ينقطع عملك، وليس للندم حينئ نتيجة ولا
للإنابة من فائدة. فصل تنبيه علمي لاستئصال جذور الرياء نذكر هنا أمراً
نأمل أن يكون مؤثراً في علاج هذا المرض القلبي سواء في هذا المقام أو
المقامات الأخرى، وهذا الأمر مطابق للبرهان - الدليل- والمكاشفة والعيان
وأخبار المعصومين وكتاب الله، وللعقل حيث يصدق عقول الناس. وهو أنه
نتيجة لإحاطة قدرة الله تبارك وتعالى بجميع الموجودات، وبسطة لسلطانه على
جميع الكائنات، وإحاطة قيمومته بجميع الممكنات، فإن قلوب العباد جميعا
تكون تحت تصرفه وبيد قدرته وفي قبضة سلطانه، ولا يتصرف - ولن
يتصرف - أحد في قلوب العباد بدون أذنه القيومي وإجازته التكوينية. وحتى
أصحاب القلوب أنفسهم ليست لهم القدرة على التصرف في قلوبهم بدون
إذن من الله تعالى. وبهذا المعنى وردت كلمات، إشارة وكناية وصراحة في
القرآن وفي أخبار أهل البيت (عليهم السلام). إذاً، فالله تعالى هو مالك القلب
وا لمتصرف فيه وأما العبد الضعيف العاجز فلا يستطيع أن يتصرف بقلبه بدون
إذنه، بل إن إرادته قاهر لإرادتك ولإرادة جميع الموجودات. إذن فرياؤك
وتملقك، إذا كانا لأجل جذب قلوب العباد، ولفت نظرهم، ومن أجل
الحصول على المنزلة والتقدير في القلوب والاشتهار بالصلاح، فإن ذلك خارج
كلية عن تصرفك، وهو تصرف الله، فإله القلوب وصاحبها يوجه القلوب نحو
من يشاء بل من الممكن أن تحصل على نتيجة عكسية. وقد رأينا وسمعنا أن
أشخاصا متملقين ومنافقين ممن لم تكن لهم قلوب طاهرة، قد افتضحوا وبان
زيفهم ففرض عل يهم عكس ما أرادوا الحصول عليه من النتائج في نهاية
[61] الأمر. لقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في الحديث الشريف في
الكافي:"عن جرّاحٍ المَدائني، عَنْ أبي عَبْدِالله عليه السّلام في قَوْلِ اللهِ عزَّ
وجلَّ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا}(الكهف110).."قال عليه السلام: الرَّجُلُ يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الثَّوابِ
لاَ يَطْلبُ بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِنَّما يَطْلُبُ تَزْكِيَةَ النَّاسِ يَشْتَهي أَنْ يَسْمَعَ به النَّاسُ
فَهذا الَّذي أَشْرَكَ بِعِبَادةِ رَبّه. ثُمَّ قال: مَا مِنْ عبد أَسَرَّ خَيْراً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ
أَبَداً حتى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً، وَمَا مِنْ عَبْدٍ أسرَّ شَرّاً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ أَبداً حَتَّى
يُظْهِرُ اللهُ لَهُ شَراً"( أصول الكافي - المجلد الثاني - باب الرياء - ح 4) إذاً
أيها العزيز، أطلب السمعة والذكر الحسن من الله، التمس قلوب الناس من
مالك القلوب، أعمل أنت لله وحده فستجد أن الله تعالى - فضلاً عن
الكرامات الأخروية ونعم ذلك العالم - سيتفضل عليك في هذا العالم نفسه
بكرامات عديدة، فيجعلك محبوباً، ويعظم مكانتك في القلوب، ويجعلك مرف
وع الرأس - وجيهاً - في كلتا الدارين. ولكن إذا استطعت فخلّص قلبك
بصورة كاملة بالمجاهدة والمشقة، من هذا الحب أيضاً، وطهِّر باطنك، كي
يكون العمل خالصا من هذه الجهة، ويتوجه القلب إلى الله فقط حتى تطهر
الروح، وتزول أدران النفس. فأية فائدة تجني من حب الناس الضعاف لك، أو
بغضهم، أو من الشهرة والصيت عند العباد وهم لا يملكون شيئا من دون الله
تعالى؟ وحتى لو كانت له فائدة - على سبيل الفرض - فإنما هي فائدة تافهة
ولأيام معدودات، ومن الممكن أن يسوق هذا الحب عاقبة عمل الإنسان إلى
الرياء، وأن يجعل الإنسان - لا سمح الله - مشركا ومنافقا وكافرا. وأنه إذا لم
يفتضح في هذا العالم، فسيفتضح في ذلك العالم في محضر العدل الرباني، عند
عباد الله الصالحين وأنبيائه العظام وملائكته المقربين، ويهان ويصبح مسكينا.
إنها فضيحة ذلك اليوم، وما أدراك ما تلك الفضيحة، والله يعلم أي ظلمات
تلي تلك المهانة في ذلك المحضر! إن ذلك اليوم - كما يقول الله تعالى في
كتابه- يتمنى الكافر فيه قائلا: {يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا}(النبأ40).، ولكن لا
جدوى لهذا التمني. [62] أيها المسكين، إنك ولأجل محبة بسيطة، جزئية،
ومنزلة عديمة الفائدة بين العباد، تجاوزت تلك الكرامات وفقدت رضا الله،
وعرضت نفسك لغضب الله. لقد استبدلت الأعمال التي كان ينبغي أن تهيئ
بها دار الكرامة في الآخرة، وتوفر الحياة السعيدة الدائمة وتصل بواسطتها إلى
أعلى عليين في الجنان استبدلتها بظلمات الشرك والنفاق وأعددت لنفسك
الحسرة والندامة والعذاب الشديد، وجعلت نفسك من أهل"سِجـِّين"،
بالصورة التي وردت في الحديث الشريف في الكافي عن الإمام الصادق عليه
السلام:" قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلّى الله عَلَيهِ وآلِهِ وَسَلَّم: إِنَّ المَلَكَ لَيَصْعَدُ

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.89 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:29 PM


يِـِعَمَل العَبْدِ مُبْتَهِجَاً بِهِ فَإِذا صَعَدَ بِحَسَنَاتِهِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، اجُعَلوهَا
فِي سّجِّينٍ، إِنَّهُ لَيْسَ إِيايَ أَرَادَ بِهَا"( أصول الكافي - المجلد الثاني - كتاب
الإيمان والكفر - باب الرياء - ح 7 ). إننا هنا وفي هذا الحال، لا نستطيع
أن نتصور"سجين"ولا أن نفهم ديوان، عمل"الفـُجـّارِ"، ولا أن نرى
صور هذه الأعمال وهي في سجين.. وسنرى حقيقة الأمر في أحد الأيام
ولكن عندها تقصر أيدينا عن العمل ولا سبيل حينئذ للنجاة. أيها العزيز..!
استيقظ وأبعد عنك الغفلة والسكرة وزن أعمالك بميزان العقل قبل أن توزن في
ذلك العالم، وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب، وآجلُ مرآة القلب من الشرك
والنفاق والتلوّن، ولا تدع صدأ الشرك والكفر يحيط به بمستوىً لا يمكن
جلاؤه حتى بنيران ذلك العالم، لا تدع نور الفطرة يتبدل بظلمة الكفر، لا
تدع هذه الآية {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاَ عَلَيْهَا..} (الروم30).. أن تضيع لا
تخنْ هذه الأمانة الإلهية بهذا النحو، نظّف مرآة قلبك لكي يتجلّى فيها نور
جمال الحق فيغنيك عن العالم وكل ما فيه. ولكي تتوهج نار الحب - العشق
- الإلهي في قلبك، فتحرق الأنواع الأخرى من الحب، ولا تستبدل حينذاك
جميع هذا العالم بلحظة واحدة من الحب الإلهي، ولكن تحصل على لذة في
مناجاة الله وذكره، تعتبر غيرها من جميع اللذات الحيوانية، لعباً ولهواً. وإذا لم
تكن من أهل هذه العوالم، وترى هذه المعاني غريبة وعجيبة لديك [63]
فإياك أن تضيع تلك النعم الإلهية في العالم الآخر المذكورة في القرآن المجيد
وأخبار المعصومين عليهم السلام وتخسرها من أجل جذب قلوب المخلوقين
... لا تُضيّع كل هذا الثواب من أجل شهرة وهمية في أيام معدودات،
لا تحرم نفسك من كل هذه الكرامات، لا تبع السعادة الأبدية بالشقاء الدائم.
فصل في الدعوة إلى الإخلا ص إعلم أن مالك الملوك الحقيقي وولي النعمة
الواقعي، الذي تفضّل علينا بكل هذه الكرامات، وهيأ لنا كل هذه النعم، قبل
المجيء إلى هذا العالم، من الغذاء الطيب ذي المواد النافعة المناسبة لمعدتنا
الضعيفة، ومن المربّي الخادم بلا منّة بل بفعل الحب الفطري الذاتي. وهيأ لنا
البيئة والهواء المناسبين وباقي النعم العظيمة الظاهرة والباطنة. كما أعدَّ لنا
الكثير في العالم الآخر وفي البرزخ قبل ذهابنا إلى هناك، هذا المتفضل قد طلب
منا قائلا: "أخلص قلبك لي ولأجل كرامتي، كي تحصل أنت على النتيجة،
وتحصل أنت على الفائدة "ومع ذلك لا يلقى منا أذناً صاغية بل يرى التمرد
والسير على خلاف رضاه، فأي ظلم عظيم نكون قد اجترحناه بذلك؟! وأي
مالك الملوك نحارب؟! ونتيجة ذلك كله تكون وبالاً علينا نحن، أما الله تعالى
فلا يصاب سلطانه بضرر ولا ينقص من ملكه شيء ولا نخرج من سلطنته
وسلطت، حتى إذا كنا مشتركين لأننا ألحقنا الضرر بأنفسنا، {... فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}(آل عمران/97). فهو غني عن عبادتنا وإخلاصنا
وعبوديتنا، ولا يؤثر تمرّدنا وشركنا وابتعادنا عنه شيئاً في مملكته، وحيث أنه
أرحم الراحمين فقد اقتضت رحمته الواسعة وحكمته البالغة أن يعرض لنا طريق
الهداية وسبيل الخير والشر والحسن والقبح ويدلنا على زلاّت طريق الإنسانية،
ومزالق طريق السعادة، ولله تعالى في هذه الهداية والإرشاد بل في هذه
العبادات والإخلاص والعبودية، له سبحانه علينا منن عظيمة وجسيمة بحيث
لا يمكن أن نفهمها ما لم تنفتح عين البصيرة والبرزخية التي ترى الواقع، وما
دمنا في [64] هذا العالم الضيق والمظلم، وفي ظلام الطبيعة، وما دمنا مقيدين
بسلاسل الزمان، معتقلين في هذا المكان السجن المظلم فإنّا لا ندرك منن الله
العظيمة علينا، ونتخيل بأن نعم الله علينا تتلخص في هذا الإخلاص وهذه
العبادة، وفي ذلك الإرشاد وتلك الهداية فحسب. لا تتوهم أبدا أن لنا المنة
على الأنبياء العظام والأولياء الكرام على علماء الأمة وهم الأدلاّء إلى سعادتنا
ونجاتنا، والذين أنقذونا من الجهل والظلمة والشقاء، أخذونا إلى عالم النور
والسرور والبهجة والعظمة والذين تحملوا ولا يتحملون كل هذه المشاق
والمصاعب من أجل تربيتنا وإنقاذنا من تلك الظلمات التي تلازم الاعتقادات
الباطلة، ومن الجهل المركب بكل أشكاله، ومن أنواع الضغوطات والعذاب
الذي هو صورة الملكات والأخلاق الرذيلة، ومن تلك الصور الموحشة
والمرعبة التي هي ملكوت أعمالنا وأفعالنا القبيحة - وكذلك - لأجل إيصالنا
إلى تلك الأنوار وأنواع البهجة والسرور والراحة والأنس والنعيم والحور
والقصور التي لا نقدر أن نتصورها، حيث أن عالم الملك هذا مع كل ما له
من عظمة، أضيق من أن يحتوي على واحدة ن حُلل الجنة، وأن أعيننا لا تطيق
رؤية شعرة واحدة من شعر حور العين، وتكون كل هذه المثوبات صورا
ملكوتية لتلك العقائد والأعمال والتي أدركها الأنبياء العظام، خصوصا
صاحب الكشف الكلي والكتاب الجامع خاتم الأنبياء صَلّى الله عَلَيهِ وآلِهِ
وَسَلَّم، أدركوها بالوحي الإلهي ورأوها وسمعوها ودعونا إليها. ونحن المساكين
كالأطفال، المتمردين على حكم العقلاء بل المخطئين لهم، قد واجهناهم دائما
بالعناد والمحاربة والانفصال، ولكن تلك النفوس الزكية والأرواح الطيبة
الطاهرة - الأنبياء - بما يكمن فيهم من الرأفة والرحمة بعبادة الله، لم يقصّروا
أبدا في دعوتهم، على الرغم من جهلنا وعنادنا، بل ساقونا نحو الجنة والسعادة
بكل ما يملكون من القوة وأساليب الدعوة أن ينتظروا منا جزاءً ولا شكورا.
وحتى عندنا يحدد الرسول الأكرم صَلّى الله عَلَيهِ وآلِهِ وَسَلَّم أجره بـ"المودَّة
في القُرْبَى"، فإن صورة هذه المودة في العالم الآخر قد تكون بالنسبة إلينا
أعظم الصور نورا وعطاءا. وهذا هو أيضا من أجلنا نحن ومن أجل وصولنا
إلى السعادة [65] والرحمة. إذاً، فأجر الرسالة عائد إلينا أيضا، ونحن الذين
ننتفع به، فأية منّة لنا نحن المساكين عليهم؟! ... وأية فائدة تعود عليهم -
سلام الله عليهم - من إخلاصنا لهم وتعلقنا بهم؟! ... أية منّة لكم ولنا على
علماء الأمة؟ بدءاً من ذلك العالم الذي يوضح ويبين لنا الأحكام الشرعية، إلى
النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم وإلى ذات الله المقدسة جلَّ جلاله فإن
لكل منهم حسب درجته ومقامه من حيث إرشادهم لنا إلى طريق الهداية مِنَناً
لا نستطيع مكافـأتهم عليها في هذا العالم، فهـذا العالم لا يليق بجزائهم...
[فَلِلَّهِ وَلرَسُولـهِ وَلأولِيَائِـهِ المنّـة] وكما يقـول تعالى: {...قُلْ لاَ تَمُنُّوا
عَلَيَّ إِسْلاَمَكُْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ، إِنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (الحجرات
17،18). إذاً، فإن كنّا صادقين في ادعاء الإيمان، فلله المنّة علينا في هذا
الإيمان نفسه. فالله بصير وعالم بالغيب، وهو يعلم ماهية صور أعمالنا، وكيفية
صورة إيماننا وإسلامنا في عالم الغيب. أما نحن المساكين حيث لا نعرف
الحقيقة، فإننا نتعلم العلم من العالم ونمنّ عليه، ونصلّي جماعة مع العالم ونمنّ
عليه، مع أن لهم المنّة علينا ونحن لا نعلم. بل وإن هذه المنّة التي نمنُّ بها عليهم
هي التي تحبط أعمالنا وتجرّها إلى"سجين"، وتذروها في الهواء لكي تفني
وتذهب. المقام الثاني ( الرياء ) وفي فصلان الفصل الأول الرياء في العمل
اعلم أن الرياء في هذا المقام، وإن لم يكن بحجم المقام الأول - من الدفع نحو
الكفر- إلاّ أنه، بعد الالتفات إلى موضوعه، قد يفضي بعمل المرائي أيضا في
هذا المقام ( العمل ) إلى الكفر فيصبح واحدا في النتيجة مع عمل المرائي في
ذلك المقام: مقام الرياء في العقيدة. لقد أوضحنا في شرح الحديث السابق، أنه
يمكن أن تكون للإنسان في عالم [66] الملكوت صورة تغاير الصورة
الإنسانية، وأن تلك الصور تتبع ملكوت النفس وملكاتها، فإذا كنتم ذوي
ملكات فاضلة إنسانية، فستجعل هذه الملكات صوركم، إنسانية عندنا يحشر
الإنسان ومعه تلك الملكات ما لم تخرج عن طريق الاعتدال، بل إن الملكات
إنما تكون فاضلة حين لا تتصرف النفس الأمارة بالسوء فيها، ولا يكون
لخطوات النفس دور في تشكيلها. يقول أستاذنا الشيخ محمد علي الشاه آبادي
دام ظله:"إن المعيار في الرياضة الباطلة والرياضة الشرعية الصحيحة هو
خطى النفس وخطى الحق، فإذا كان تحرك السالك بخطى النس وكانت
رياضته من أجل الحصول على قوى النفس وقدرتها وتسلطها، كانت رياضته
باطلة وأدى سلوكه إلى سوء العاقبة. وتظهر الدعاوى الباطلة - عادة - من
مثل هؤلاء الأشخاص. أما إذا كان تحرك السالك بخطى الحق وكان باحثا عن
الله، فإن رياضته هذه حقّه وشرعية وسيأخذ الله تعالى بيده ويهديه كما تنص
على ذلك الآية الشريفة التي تقـول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا...}(العنكبوت69). وسيؤول عمله إلى السعادة. فتسقط
عنه"الأنا"ويزول عنه الغرور. ومعلوم أن خطوات الشخص الذي يعرض
أخلاقه الحسنة وملكاته الفاضلة على الناس ليلفت أنظارهم إليه هي خطوات
النفس، وهو متكبر وأناتي ومعجب بنفسه، وعابد لها". ومع التكبر تكون
العبودية لله وهماً ساذجاً، وأمراً باطلا ومستحيلا، وما دامت مملكة وجودكم
مملوءة يجب النفس وحب الجاه والجلال والشهرة والترأس على عباد الله، فلا
يمكن اعتبار ملكاتكم ملكات فاضلة، ولا أخلاقكم أخلاقا إلهية. فالفاعل في
مملكتكم هو الشيطان، وليس ملكوتكم وباطنكم على صورة إنسان. وعند
فتح العيون البرزخية، ترون ملكوتكم على غير صورة الإنسان، وإنما هي
صورة أحد الشياطين مثلا. وحصول المعارف الإلهية والتوحيد الكامل أمر
مستحيل بالنسبة إلى قلب كهذا ما دام مسكنا للشيطان، وما دام ملكوتكم
غير إنساني، وما دامت قلوبكم غير مطهرة من هذه الانحرافات والأنانيات.
[67] ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى:"لا تسـعني أَرْضِي وَلاَ
سَمَائِي، بَلْ يَسَعُنِي قَلْبُ عَبْدِي المُؤْمِنِ"( إحياء العلوم - المجلد الثالث ص12.
اتحاف السادة المتقين - المجلد السابع ص 234 غوالي اللئالي - المجلد الرابع
ص7 وفيه ( ولكن يسعني ) ) ليس موجود يكون آية جمال المحبوب سوى
قلب المؤمن. إن المتصرف في قلب المؤمن هو الله، لا النفس. الفاعل ي
وجوده هو المحبوب، فلا يكون قلب المؤمن متمردا ولا تائها. "قَلْبُ المُؤْمِنِ
بَيْنَ إِصْبَعَي الرَّحْمنِ يُقَلِّبِه كَيْفَ يَشَاء"( صحيح مسلم - المجلد 18 - ص
51. إحياء العلوم - المجلد الأول ص 76. الجامع الصغير - المجلد الأول ص
83 والمجلد الثامن ص 151 ) وأنت أيها المسكين العابد للنفس، والذي
تركت الشيطان والجهل يتصرفان في قلبك، ومنعت يد الحق أن تتصرف في
قلبك، أيّ إيمان لديك حتى تكون محلا لتجلّي والسلطة المطلقة؟ فاعلم إذاً،
أنك ما دمت على هذه الحال، وما دامت رذيلة الغرور موجودة فيك، فأنت
كافر بالله، معدود من زمرة المنافقين، رغم زعمك بأنك مسلم ومؤمن بالله.
الفصل الثاني ( خلق الله الإنسان لنقسه سبحانه ) أيها العزيز! استيقظ وانتبه
وافتح أذنيك، وحرّم نوم الغفلة على عينيك، واعلم أن الله خلقك لنفسه كما
يقول في الحديث القدسي: "يا بنَ آدَمَ خَلَقْتُ الأَشْيَاءَ لأَجْلِكَ وَخَلَقْتُكَ
لأَجْلِي"( المنهج القوي - المجلد الخامس - ص 516. علم اليقين - المجلد
الأول - ص 381 ) واتخذ من قلبك منزلا له، فأنت وقلبك من النواميس
والحرمات الإلهية، والله تعالى غيور، فلا تهتك حرمته وناموسه إلى هذا الحدّ،
ولا تدع الأيادي تمتد إلى حرمه وناموسه. احذر غيرة الله، وإلا فضحك في
هذا العالم بصورة لا تستطيع إصلاحها مهما حاولت. أتهتك في ملكوتك وفي
محضر الملائكة والأنبياء العظام ستر الناموس الإلهي؟ وتقدم الأخلاق [68]
الفاضلة التي تخلَّق بها الأولياء إلى الحق، إلى غير الحق؟ وتمنح قلبك لخصم
الحق؟ وتشرك في باطن ملكوتك؟ كن على حذر من الحق تعالى فإنه مضافاً
إلى هتكه سبحانه لناموس مملكتك في الآخرة - وفضحه لك أمام الأنبياء
العظام والملائكة المقربين، سيفضحك في هذا العالم ويبتليك بفضيحة لا يمكن
تلافيها ... وبتمزيق عصمة لا يمن ترقيعها. إن الحق تعالى"ستارُ"ولكنه
غيور أيضا ... إنه"أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"ولكنه"أَشَدُّ المَعَاقِبِيَن"أيضا يستر ما لم
يتجاوز الحد. فقد تؤدي هذه الفضيحة الكبرى - لا سمح الله - إلى تغليب
الغيرة على الستر، كما سمعت في الحديث الشريف. فارجع إلى نفسك قليلا،
وعد إلى الله، فالله رحيم، وهو يبحث عن ذريعة لإفاضة الرحمة عليك. إذا
أنبت إليه، فإنه يستر بغفرانه معاصيك وعيوبك الماضية، ولن يطلع عليها
أحداً ويجعلك صاحب فضيلة، ويظهر فيك الأخلاق الكريمة، ويجعلك مرآة
لصفاته تعالى ويجعل إرادتك فعّالة في ذلك العالم كما أن إرادته نافذة في
جميع العوالم. كما ورد في حديث منقول: إن أهل الجنة عندما يستقرون في
الجنة، تبلغهم رسالة من الحق تعالى خلاصتها: من الحي الأبدي الذي لا
يموت، إلى الحي الأبدي الذي لا يموت إذا أردتُ شيئاً قلتُ له كن فيكون،
جعلتك هذا الي وم في مستوىً إذا أردتَ شيئاً قلت كن فيكون. لا تكن محباً

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:15 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية