تامل:
1- لاحظ تواضع الامام الحسين عليه السلام كيف كان بحيث هذه الطيبة كانت تكثر الزيارة عليه عليه السلام وتعلم عدم ملل الامام عليه السلام و كان يرحب بها بشكل بحيث تطمع بان تكثر الزيارة عليه .
ثم هل لاحظت قارئي العزيز :
2- ان الامام الحسين عليه السلام كيف يتابع اخبار الشيعة واحوالها ويسال عنهم ويراقب اسباب الغيبة عنه عليه السلام ؛ ولا اعلم اين ذهبت هذه الاخلاقيات ولماذا لا نتأسى بهم ؛ ولماذا ندعي اننا على دربه ونسير على اخلاقه
ولكن لا نقتدي به .
3- لاحظ ان الامام عليه السلام يقوم بنفسه ويدعو اصحابه ايضا بان يذهب لزيارتها ليعرف عن احوالها مباشرتا ؛ حينما يعرف انها لم تاتي لوجود مانع لها واي تواضع هذا ؛ ان زين السماوات والارض عليه السلام يذهب بنفسه لزيارة هذه الطيبة .
4- واخيرا يعالجها بنفسه ولا يتركها دون الاعتناء بها الاعتناء البالغ .
اللهم وفقنا للاقتداء بائمتنا عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 9
كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
خَرَجَ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
إِلَى مَكَّةَ سَنَةً مَاشِياً فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِيهِ لَوْ رَكِبْتَ لِيَسْكُنَ عَنْكَ هَذَا الْوَرَمُ .
فَقَالَ:
كَلَّا ؛ إِذَا أَتَيْنَا هَذَا الْمَنْزِلَ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُكَ أَسْوَدُ وَ مَعَهُ دُهْنٌ فَاشْتَرِهِ مِنْهُ وَ لَا تُمَاسِكْهُ .
فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ:
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي مَا قُدَّامَنَا مَنْزِلٌ فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هَذَا الدَّوَاءَ.
فَقَالَ بَلَى أَمَامَكَ دُونَ الْمَنْزِلِ فَسَارَ مِيلًا فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ.
فَقَالَ الْحُسَيْنُ لِمَوْلَاهُ دُونَكَ الرَّجُلَ فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ فَأَخَذَ مِنْهُ الدُّهْنَ وَ أَعْطَاهُ الثَّمَنَ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ لِمَنْ أَرَدْتَ هَذَا الدُّهْنَ؟؟
فَقَالَ:
لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام.
فَقَالَ:
انْطَلِقْ بِهِ إِلَيْهِ فَصَارَ الْأَسْوَدُ نَحْوَهُ فَقَالَ:
يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي مَوْلَاكَ لَا آخُذُ لَهُ ثَمَناً وَ لَكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنِّي خَلَّفْتُ امْرَأَتِي تَمْخَضُ.
فَقَالَ:
انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَهَبَ لَكَ وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً .
فَوَلَدَتْ غُلَاماً سَوِيّاً ثُمَّ رَجَعَ الْأَسْوَدُ إِلَى الْحُسَيْنِ وَ دَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ بِوِلَادَةِ الْغُلَامِ لَهُ وَ إِنَّ الْحُسَيْنَ عليه السلام قَدْ مَسَحَ رِجْلَيْهِ فَمَا قَامَ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى زَالَ ذَلِكَ الورم :
تامل :
ان هذه الرواية وردت ايضا عن الامام الحسن عليه السلام ؛ وليس خفي عليك قارئي العزيز انهم نور واحد والحادثة اما هي لاحدهم عليهم السلام او انها تكررت مع كل واحد منهم وهذا ليس ببعيد ابدا فان الورم يحدث لكل انسان يمشي طويلا وكذلك فان كل انسان يتطبب بما قدر الله له وانهم معدن الخير والبركه فشملت رحمتهم للاسود بالمولود السعيد وقد يكونا اسودين احدهم مع الامام الحسن والاخر مع الامام الحسين عليهم افضل الصلوات المتواترات ؛ علما بان كل ابيض واسود انما يسبح في بحر نعمهم ورحمتهم وهم الذين لولاهم لما خلق الله الافلاك