العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.33 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-04-2009 الساعة : 12:47 AM



كان المدرس البريطاني يتحدث في شعبة "سعيد" بينما "سعيد" غارق في كتاب القواعد الإنجليزي يرسم حروف كلمة "حسن" باللغة الإنجليزية ، كان شارد الذهن ، يحيا في عالم لا يمت للواقع بصلة ، يتفكر في محاولاته اليائسة للفت نظر حبيبه الذي لا يعلم عنه ، و فشله الذريع في التوصل لخيط يقربه من "حسن" ، كان "صالح" في كل يوم يأتيه بأنباء و أخبار تقرب له الفرج ، فيعلق آمالا هي غاية حياته في تلك الفترة ، كان آخرها في فترة الغذاء يوم الأربعاء عندما كان جالسا في القاعة الزرقاء من مطعم الجامعة و دخل "حسن" ليجلس في طاولة يستطيع أن يراها "سعيد" ليترك "سعيد" وجبته و يبقى مركزا بصره في محبوبه ، ابتسم "صالح" و قال:

- سوف تتعرف عليه عصر اليوم ، ستزوره في منزله...
- كيف يا "صالح"؟
- ستذهب برفقتي و لن تتحدث... سوف أرتب الأمر..
- شكرا يا صديقي الوفي..

أحس "صالح" بالوخز في قلبه ، كأنه قد سمع "يا كلبي الوفي" ، كان يقول في نفسه ، لو لم أعمل على تقريبك لصاحبك فسوف أكون عدوك اللذوذ ، نهض "صالح" وهو يهتف:

- لم يبق عن الحصة شيء...

************
رسالة و بيان لحشد الحشود يتم تداولها بين البنات في المدرسة الثانوية الأولى ، الإشاعات تنتشر بأن ثمة معركة ستتم بعد انتهاء الدوام ، وصلت الرسالة للفصل الثالث ثانوي علمي أول ، بدت كفسحة من تعب المواد العلمية ، تجمعت الفتيات عند قارئة الرسالة ، حاولن أن ينتزعنها منها ، كادت أن تتمزق بين جذبهم ، ارتفع صوتها :

- دعوها و سأتلوها لكم... قبل أن تدخل المعلمة..

عاد الهدوء للفصل ، انتظمت الطالبات في مقاعدهن ، الآذان صاغية ، بدأت حاملة الرسالة بقراءتها :

- من أراد أن يرى بهدلة الحقيرة هدى ، و يسلم من أذى الزعيم عبير ، فليتجمع في ساحة المدرسة أمام البوابة الكبيرة ، و ستستخدم كل الأسلحة المتاحة لتأديب من تعدت على زعامة أحلى البنات و أفضلهن على الدوام ، الزعيمة عبير تدعوكن للانظمام لحفل المشاهدات و التفرج على شجاعتها و بسالتها في القضاء على الجبانة "هدى" ، التوقيع : بنات أرض المرح و اللعب...

****************

كانت "هدى" تحيا يوما روتينيا في المدرسة لولا بعض الهمس و اللمز الذي تشاهده من بنات ركن البيتزا اللاتي تكاثرن على رصيف الزعتر ، كانت "أمل" الواقفة بجانبها في الفسحة تشعر بالارتياب من الأمر ، قالت بشك :

- الجراد يتواجد بكثرة هنا
- كنت أقول ذلك في نفسي... هؤلاء لا يبذر منهن إلا الشر...
- الله يستر... كثرتهن تبشر بسوء... لنرحل عن هذه البقعة ، لم تعد صالحة للوقوف ، و لنغير الطريق احتياطا...
- لكن لم أنتهِ من تناول شطيرتي
- لن تموتي جوعا، دعينا ننجو بأنفسنا

سلكا طريقا مغايرا ، كانت الأعين تتفحص وجهيهن كفريسة قرب الإنقضاض عليها ، بعض النظرات بها شماتة و الأخرى بها شفقة ، وصلتا لفصل "هدى" فودعتها "أمل" و اتجهت لفصلها فإذا بإحدى الفتيات تريها الرسالة ، تهتف بتحذير يشوبه سخرية :

- يبدو أن صديقتكِ لن تنجو اليوم..
- ماذا جنت صديقتي؟
- لا أعلم... أعلم أن الرسالة موقعة بتوقيع رفيقات "عبير"

عادة "أمل" بسرعة لفصل "هدى" ، وقفت تلتقط أنفاسها لكن أنفاسها تتصاعد أكثر فأكثر ، خرجت لها "هدى" ، انتحتا في ركن قصي ، سألتها "هدى" :

- يكاد قلبي يقف ، ماذا هناك؟
- قليلة الحياء...
- أي واحدة؟
- عبير..
- ماذا بها؟
- تضمر لكِ نية ، تعد لمعركة مع نهاية الدوام...
- هذا تفسير النظرات إذا..
- يقال أن بحوزتها أسلحة..
- و أنا عندي أسلحتي...
- ماذا تقصدين؟
- لا تشغلي بالكِ..
- أنا أقول أن تخبري الإدارة...
- سوف أأدبها بنفسي...
- هل هذا يعني؟
- نعم...
- الله يهديكِ ، لقد حذرتكِ
- شكرا لتحذيرك ، لا تقلقي...

تركت "أمل" "هدى" و عادت تتحسب و تدعو بالهداية "لهدى" ، فدخلت "هدى" فصلها و أخذت تجهز للمعركة ببري الأقلام و تجهيز الأقلام الحبر ...

************

كانت "عبير" قد أتت بسكينة و عدد من مفتاح البراغي و وزعتها على رفيقاتها و طلبت منهن أن يبقين في تأهب تام ، و جلست شارذة الذهن تتخيل نصرها على غريمتها ، و ما إن انتهت الحصة الأخيرة حتى تجمهرت الطالبات في الساحة و وقفت "عبير" و رفيقاتهاا تراقبن الباب بانتظار فريستهن المسكينة ، التشجيع و الحماسة تدب في "عبير" و صديقاتها ، خرجت "هدى" تحمل في يدها أسلحتها ، فهتفت "عبير" :

- ههه ، ماهذا؟ رجل في مدرستنا...

قهقهت صديقات "عبير" و انفجرت الجماهير بالضحك...

- هل تعرفين الآيس كريم؟

- لا... بل أعرف الرقص و الاستهتار..

انفجر الجمهور بالضحك مرة أخرى و استشاطت رفيقات "عبير" غضبا :

- تجرؤين على الزعيم..
- لم أطلب منكن أن تتدخلن..
- ما هذه الشجاعة التي تدعين ؟ عشر على واحدة؟

أحست "عبير" بأن الجمهور بدأ يتعاطف مع "هدى" و لابد لها من الاستغناء عن رفيقاتها في هذه اللحظة ، هتفت:

- ياصديقاتي المحترمات ، طلبت العدو طلب و أنا لكرمي ألبي أول طلب لكل عدو ، فلا يتدخل منكن أحد في هذه المعركة ...
- ما شاء الله...
- احترمي حالكِ
- أنا في قمة الاحترام لحالي..

تأهبت الأيدي ، كان في يد "هدى" قلم رصاص و فرجار و في يد "عبير" سكينة صغيرة و مفتاح البراغي ، انقضت "عبير" على "هدى" فرفعت "هدى" مريولها و ركلت " يد "عبير" فانفلت السكين و مفتاح البراغي من يدها ، و تركتها تطلب المدد من أقرب رفيقاتها ، و لم تعد لتهجم إلا و طابور من المعلمات تخرج من الباب و صوت المشرفة يهتف:

- لتقف كل طالبة مكانها

************
في غرفة المديرة مكتب مرتب و رمز سيفين و نخلة معلق على الجدار ، و خلف المكتب تجلس إمرأة ثلاثينية مقطبة الجبين ، يقدح الشرر من جبينها ، لكنها لم تكسر حاجز الصمت الذي التزمته منذ خمس دقائق ، أمام المكتب يتقابل كرسيان جلست "عبير" على أحدهما و هي تحاول أن تبدو لا مبالية متحاشية أن تقع عيناها على عيني المديرة أو غريمتها التي تقابلها على الكرسي الآخر و دموعها تكاد تنهمر من عيونها ، في الممر القريب من الباب المفتوح تتحرك "أمل" بخطوات قلقة فتبعث خطواتها المزيد من التوتر إلى "هدى" ، كأن المديرة تتلذذ بسماع دقات القلوب لا تريد أن تفقد تلك المتعة ، بعد مضي دقائق خرجت من المكتب و تركتهما تنتظران مصيريهما ، تنبأت "هدى" داخلها بعقوبات تتبعها عقوبات ، فالمدرسة لابد من أن تفصلها و تشتهر في قريتها ، و الأهل قد يقترب عقابهم من القتل لكن لا يصل ، و ألسن العجائز لن يرحمها لا محالة ، أما "عبير" فكانت على ثقة من أن نفوذ أمها و تسلط لسانها سيقف سندا و ينتصر لها من "هدى" ، كانت تخدر نفسها بكلمات تقيها من القلق ، جاءت المشرفة لتأخذهما إلى مكتبها ، و في طريقها طلبت من "أمل" أن ترحل إلى منزلها.

كان مكتب المشرفة أقل ترتيبا و أكثر تواضعا ، أذنت لهما بالجلوس ، و بدأت خطبة طويلة تتحدث عن الأخلاق و الطبقات و محاربتها و الإسلام ، و كانت الفتاتان تصغيان لأسلوبها المؤثر ، بعد نصف ساعة من الخطابة تنهدت و سألتهما :

- ما رأيكما الآن ؟
- ...
- أتريدان العقاب أم؟
- ...
- أمهلكما إلى يوم السبت ، لا تذهبا إلى الفصل يوم "السبت" ، أريدكما في مكتبي...

أقلتهما المشرفة معها إلى منزليهما فأنزلت "عبير" أولا ، وعندما خلت بـ "هدى" همست:

- الخطأ لا يقابل بخطأ يا "هدى"...
- إن شاء الله يا معلمة
- إذهبي الآن إلى منزلك فلابد أن أمك في قلق عليكِ ، يوم السبت سأحل المشكلة...
- شكرا يا معلمة..


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:39 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية