5 ـ اعترض سعد بن عبادة زعيم الأنصار وصاح رغم شدة مرضه ، وأدان تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته ! فاستولوا على السقيفة وجعلوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !
6 ـ ترك أبو بكر وعمر وكافة القرشيين الطلقاء جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعترته ، وعشيرته بني هاشم! حتى أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحيطه كان بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت عليهم السلام بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليه السلام عليهم !
7 ـ في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشمِّرين أزرهم يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويأخذون له البيعة بقوة السلاح ويهددون من لم يبايع بالقتل! وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يصلوا على جنازته !
8 ـ مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء قام عليٌّ عليه السلام بدفن جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد منتصف الليل ، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي وجمهوره الطلقاء !
9 ـ في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان عليهم السلام بجولة على بيوت الأنصار وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرطه عليهم النصرة وأن يمنعوه وأهل بيته وذريته صلى الله عليه وآله وسلم مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم.. فاستجاب له منهم أربعة وأربعون رجلاً ، فطلب منهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة !
ثم أعاد جولته على الأنصار وبعض المهاجرين ليلة الجمعة ثم ليلة السبت ! فلم يأته غير أولئك الأربعة: المقداد ، وعمار ، وأبو ذر ، وسلمان !
10 ـ في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن يغلق المعسكر ويأتي ومن بقي معه الى المدينة ، ويبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه ، فاحتج عليهم أسامة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفي وأنا أمير على أبي بكر ، فأبو بكر ما زال جندياً تحت إمرتي !
قال الطبرسي في إعلام الورى:1/269: (فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة إلا نحو من أربعين يوماً ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتأمَّر عليَّ وعزلني ) ! انتهى .
11 ـ تخوف الحزب القرشي من علي عليه السلام أن يجد أنصاراً وينهض ضدهم ، لذا تتابعت اليه رسل أبي بكر بالحضور الى السقيفة ليبايعه ، فكان يتعلل بأنه مشغول بمراسم دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم بجمع القرآن . لكنهم واصلوا الضغط عليه ، وصعَّدوا تهديدهم ، وجاؤوا مسلحين في جمع من الطلقاء الى باب داره مرات ، فتلاسن معهم بعض أنصاره ، لكنهم تغلبوا عليهم واقتحموا البيت بالقوة ، وأخذوا علياً مقيداً الى السقيفة ، فحاججهم بقوة ، فسكتوا عنه ذلك اليوم .
وهذه الحادثة هي الهجوم الأول على بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، وقد يكون وقتها يوم الأربعاء أو الخميس !