العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عاشق الروح
مــوقوف
رقم العضوية : 38082
الإنتساب : Jun 2009
المشاركات : 160
بمعدل : 0.03 يوميا

عاشق الروح غير متصل

 عرض البوم صور عاشق الروح

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : طبعك غريب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-07-2009 الساعة : 03:56 AM


مع حبنا لاهل البيت وعدم التفريق ..

الصحابه في القرأن وركز معي (في القرأن)

وُصف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتب السماوية السابقة -التوراة والإنجيل- على أفضل ما يوصف به المؤمن، فجاءت صفتهم بأنهم: أشدّاء على الكفار، رحماء بينهم، وأنهم ركّعٌ سجّدٌ، وأنهم يبتغون فضل الله ورضوانه، وأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهذا كله قطعاً فيهم، وقد أخبر سبحانه عن ذلك، فقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[الفتح:29].
ومن صفاتهم المكتوبة فيها: أنهم عظّموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونصروه، واتبعوه واتبعوا تعاليمه وسننه وهديه، وأحكام كتابه الذي أنزل عليه، والسنن التي نزلت معه، فوعدهم الله بذلك الرحمة الواسعة والخير والحسني، وقد أخبرنا الله -تعالى- عن ذلك في القرآن الكريم؛ فقال: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[ الأعراف 156ـ157].
ولاحظ أن هذا الوصف قد ذكره الله -عز وجل- جواباً لدعوة موسى -عليه السلام- الذي أختاره قومه، فلم يجد فيهم غير سبعين رجلاً جاءوا يستغفرون الله فأخذتهم الرجفة، فدعا موسى -عليه السلام- ربه فناسب في هذا الجمع الذين هم خيرة بني إسرائيل أن يذكرهم الله -عز وجل- بفضل محمد -صلى الله عليه وسلم- وليس فضله فقط، بل وفضل أولئك الذين يؤمنون به ويوقرونه وينصرونه، هذا وصفهم في الكتب السابقة، وأنزله الله في قرآنه لتعلم الأجيال القادمة فضيلة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أما صفتهم في القرآن الكريم، فالقرآن مليءٌ بفضلهم وخلقهم وأدبهم وشجاعتهم وصدقهم وعلوّ شأنهم وعظيم مكانتهم، وكان القرآن ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيثني على الصحابة -رضي الله عنهم- في كل موضع نصروا فيه الله ورسوله، فمن ذلك: قال الله -تعالى- في فضل المهاجرين : ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[الحشر:8].
وفي هذه الآية وغيرها فضيلة لا يمكن لأحد من الأمة أن يدركها بعد عصر الصحابة، وهو ثناء الله على بواطنهم بقوله: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً﴾ كما أن فيها حصرٌ للصدق فيهم بقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، وهذا أسلوب حصر، ولذلك قال غير واحد من السلف في قوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ إنهم هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وهكذا الأنصار وفيهم قوله -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر:9].
وقدم الله أهل بدر على من سواهم في الفضل والجهاد والسبق، يقول الله -عز وجل-: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[آل عمران:123].
وكذا أهل بيعة الرضوان وفيهم يقول سبحانه : ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[الفتح:18]. وهذه الآية وغيرها شهادة لهم -رضي الله عنهم- برضا الله عنهم، وهي شهادة لجميع أصحاب بيعة الشجرة بالجنة، وأما اختصاص العشرة بأنهم المبشرون بالجنة؛ فذلك لأنهم وردوا في سياق واحد من قوله -صلى الله عليه وسلم- فدل هذا علي فضيلة خاصة بهم.
ويقول الله -عز وجل- في صدقهم وثباتهم على الحق والإيمان والمبدأ ونبيل خلقهم: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً[الأحزاب:23]، والظاهر في هذه الآية أنها أنزلت مرتين مرة يوم أحد في مجموع أبطال اُحد، ورأى الصحابة أن من أولاهم دخولاً فيها أنس بن النضر -رضي الله عنه-، ونزلت مرة ثانية في غزوة الخندق في سعد بن معاذ خاصة أو أنها تشملهم.
وذُكِر بعضهم بالاسم وهو زيد -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهاَ﴾..[الزمر:33]،
وكما في قوله -تعالى-: ﴿إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَناَ[التوبة: من الآية40]،
وكعليّ -رضي الله عنه- وغيره ممن يشملهم قوله -تعالى-: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾.
وكصهيب -رضي الله عنه- في قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ[البقرة:207].
وأما أعجب ما يمكنك أن تجده من حب الله -عز وجل- لصحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فتجده في عتاب الله لهؤلاء الأخيار على أخطائهم على ندرتها، وهي المواطن التي تتوقع أن تجد فيها شدة، إلا أن سابقة القوم إلى الإيمان، ونصرتهم للرسول الكريم شفعت لهم عند أرحم الراحمين، وقد قدّر الله على بعضهم المعصية أحياناً؛ لنتعلم منهم حال خطأهم كما تعلمنا منهم حال صوابهم، فنرى توبتهم وندمهم واستغفارهم، ثم نرى رحمة الله بهم ومغفرته لهم، فنطمع إذا سرنا على طريقهم أن ننال مثل عفوهم. .
ففي أُحُد قال معاتباً إياهم على ما بدر من تقصير بعضهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ بيد أن الآية لم تتم حتى ذكر الله فيها عفوه عنهم، وكذلك في حُنَيْن ذكر إكرامه لهم فقال: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ[التوبة:26].
وفي تبوك يذكرهم منته عليهم بالتوبة لاتباعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة العسرة فقال: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:117].



واختم بهذه الايه الصريحه في اتباع الصحابه واتخاذهم قدوه :
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة 100



الصحابه في السنة :

الحديث الأول: عن أبي سعيد، قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شئ، فسبه خالد. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل اُحُد ذهباً ما أدرك مُد أحدِهم ولا نصِيفَه)) رواه البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً- حديث/ 3673. ومسلم: كتاب فضائل الصحابة -باب تحريم سب الصحابة- حديث/ 2541. صحيح مسلم 4/1967م. والنصيف هو النصف. والسياق لمسلم ط. عبد الباق).
قال ابن تيمية في الصارم المسلول: وكذلك قال الإمام أحمد وغيره: كل من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة أو شهراً أو يوماً أو رآه مؤمناً به، فهو من أصحابه، له من الصحبة بقدر ذلك.
فإن قيل: فلِمَ نَهى خالداً عن أن يسب أصحابه إذا كان من أصحابه أيضاً؟ وقال: (لو أن أحدكم انفق مثل اُحُد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه)؟ قلنا: لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه من السابقين الأولين، الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه، وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا، وهم أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى. فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه، ممن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل. فنهى أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله. ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه، كنسبة خالد إلى السابقين، وأبعد (الصارم المسلول: ص576).
الحديث الثاني: قال -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) صحيح البخاري فتح الباري: حديث 3983. وصحيح مسلم: حديث 2494. عبد الباقي.
قيل: الأمر في قوله: اعملوا، للتكريم. وأن المراد أن كل عمل البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق.
وقيل: المعنى إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة، فكأنها لم تقع، معرفة الخصال المكفرة لابن حجر العسقلاني: ص 31 تحقسق جاسم الدوسري -الأولى 1404 هـ.
وقال النووي: قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على بعضهم -قدامة بن مظعون قال: (وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مسطحاً الحد، وكان بدرياً)، صحيح مسلم بشرح النووي: 16/56، 57.
وقال ابن القيم: والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال، الفوائد لابن القيم: ص 19، المكتبة القيمة، الأولى 1404 هـ.
الحديث الثالث: عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذيم يلونهم).
قال عمران: (فلا أدري؛ أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً) البخاري: حديث [3650]. ومسلم: حديث [2535]. وهذا سياق البخاري مختصراً.
الحديث الرابع: عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون) صحيح مسلم: حديث [2531]. والأمنة هي الأمان.
الحديث الخامس: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أكرموا أصحابي؛ فإنهم خياركم) رواه الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم بسند صحيح. انظر مشكاة المصابيح: 3/1695. ومسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 1/112.
وفي رواية أخرى: (احفظوني في أصحابي) رواه ابن ماجة: 2/64. وأحمد: 1/81. والحاكم: 1/114. وقال: صحيح ووافقه الذهبي وقال البوصيري: إسناد رجاله ثقات -زوائد ابن ماجة 3/53 وانظر بقية كلامه.
الحديث السادس: عن واثلة يرفعه: (لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأي من رآني وصاحبني) رواه ابن أبي شيبة 12/178، وابن أبي عاصم: 2/630. في السنة ومن طريق المصنف، ورواه الطبراني في الكبير 22/85. وعنه أبو النعيم في معرفة الصحابة 1/133، وقد حسنه الحافظ في الفتح 7/5، وقال الهيثم في الجمع 10/20: رواه الطبراني من طرق رجال أحدها رجال الصحيح.
الحديث السابع: عن انس رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الانصار) البخاري 7 / 113 ، ومسلم 1 / 85.
وقال في الأنصار كذلك: (لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق) البخاري 7 / 113 ومسلم 1 / 85 من حديث البراء رضي الله عنه.
وهناك أحاديث أخرى ظاهرة الدلالة على فضلهم بالجملة . اما فضائلهم على التفصيل فكثيرة جداً.
وقد جمع الإمام أحمد رحمه الله في كتابه فضائل الصحابة مجلدين ، قريبا من ألفي حديث وأثر . وهو أجمع كتاب في بابه، وقد حققه د . وصي الله بن محمد ، ونشرته جامعة أم القرى عام 1403 هـ.



من مواضيع : عاشق الروح
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الروح ; 10-07-2009 الساعة 03:59 AM.


الصورة الرمزية عبد محمد
عبد محمد
شيعي حسيني
رقم العضوية : 9236
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 16,273
بمعدل : 2.52 يوميا

عبد محمد غير متصل

 عرض البوم صور عبد محمد

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : طبعك غريب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-07-2009 الساعة : 10:33 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الروح [ مشاهدة المشاركة ]
مع حبنا لاهل البيت وعدم التفريق ..

الصحابه في القرأن وركز معي (في القرأن)

وُصف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتب السماوية السابقة -التوراة والإنجيل- على أفضل ما يوصف به المؤمن، فجاءت صفتهم بأنهم: أشدّاء على الكفار، رحماء بينهم، وأنهم ركّعٌ سجّدٌ، وأنهم يبتغون فضل الله ورضوانه، وأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهذا كله قطعاً فيهم، وقد أخبر سبحانه عن ذلك، فقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[الفتح:29].
ومن صفاتهم المكتوبة فيها: أنهم عظّموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونصروه، واتبعوه واتبعوا تعاليمه وسننه وهديه، وأحكام كتابه الذي أنزل عليه، والسنن التي نزلت معه، فوعدهم الله بذلك الرحمة الواسعة والخير والحسني، وقد أخبرنا الله -تعالى- عن ذلك في القرآن الكريم؛ فقال: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[ الأعراف 156ـ157].
ولاحظ أن هذا الوصف قد ذكره الله -عز وجل- جواباً لدعوة موسى -عليه السلام- الذي أختاره قومه، فلم يجد فيهم غير سبعين رجلاً جاءوا يستغفرون الله فأخذتهم الرجفة، فدعا موسى -عليه السلام- ربه فناسب في هذا الجمع الذين هم خيرة بني إسرائيل أن يذكرهم الله -عز وجل- بفضل محمد -صلى الله عليه وسلم- وليس فضله فقط، بل وفضل أولئك الذين يؤمنون به ويوقرونه وينصرونه، هذا وصفهم في الكتب السابقة، وأنزله الله في قرآنه لتعلم الأجيال القادمة فضيلة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أما صفتهم في القرآن الكريم، فالقرآن مليءٌ بفضلهم وخلقهم وأدبهم وشجاعتهم وصدقهم وعلوّ شأنهم وعظيم مكانتهم، وكان القرآن ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيثني على الصحابة -رضي الله عنهم- في كل موضع نصروا فيه الله ورسوله، فمن ذلك: قال الله -تعالى- في فضل المهاجرين : ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[الحشر:8].
وفي هذه الآية وغيرها فضيلة لا يمكن لأحد من الأمة أن يدركها بعد عصر الصحابة، وهو ثناء الله على بواطنهم بقوله: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً﴾ كما أن فيها حصرٌ للصدق فيهم بقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، وهذا أسلوب حصر، ولذلك قال غير واحد من السلف في قوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ إنهم هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وهكذا الأنصار وفيهم قوله -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر:9].
وقدم الله أهل بدر على من سواهم في الفضل والجهاد والسبق، يقول الله -عز وجل-: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[آل عمران:123].
وكذا أهل بيعة الرضوان وفيهم يقول سبحانه : ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[الفتح:18]. وهذه الآية وغيرها شهادة لهم -رضي الله عنهم- برضا الله عنهم، وهي شهادة لجميع أصحاب بيعة الشجرة بالجنة، وأما اختصاص العشرة بأنهم المبشرون بالجنة؛ فذلك لأنهم وردوا في سياق واحد من قوله -صلى الله عليه وسلم- فدل هذا علي فضيلة خاصة بهم.
ويقول الله -عز وجل- في صدقهم وثباتهم على الحق والإيمان والمبدأ ونبيل خلقهم: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً[الأحزاب:23]، والظاهر في هذه الآية أنها أنزلت مرتين مرة يوم أحد في مجموع أبطال اُحد، ورأى الصحابة أن من أولاهم دخولاً فيها أنس بن النضر -رضي الله عنه-، ونزلت مرة ثانية في غزوة الخندق في سعد بن معاذ خاصة أو أنها تشملهم.
وذُكِر بعضهم بالاسم وهو زيد -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهاَ﴾..[الزمر:33]،
وكما في قوله -تعالى-: ﴿إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَناَ[التوبة: من الآية40]،
وكعليّ -رضي الله عنه- وغيره ممن يشملهم قوله -تعالى-: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾.
وكصهيب -رضي الله عنه- في قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ[البقرة:207].
وأما أعجب ما يمكنك أن تجده من حب الله -عز وجل- لصحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فتجده في عتاب الله لهؤلاء الأخيار على أخطائهم على ندرتها، وهي المواطن التي تتوقع أن تجد فيها شدة، إلا أن سابقة القوم إلى الإيمان، ونصرتهم للرسول الكريم شفعت لهم عند أرحم الراحمين، وقد قدّر الله على بعضهم المعصية أحياناً؛ لنتعلم منهم حال خطأهم كما تعلمنا منهم حال صوابهم، فنرى توبتهم وندمهم واستغفارهم، ثم نرى رحمة الله بهم ومغفرته لهم، فنطمع إذا سرنا على طريقهم أن ننال مثل عفوهم. .
ففي أُحُد قال معاتباً إياهم على ما بدر من تقصير بعضهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ بيد أن الآية لم تتم حتى ذكر الله فيها عفوه عنهم، وكذلك في حُنَيْن ذكر إكرامه لهم فقال: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ[التوبة:26].
وفي تبوك يذكرهم منته عليهم بالتوبة لاتباعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة العسرة فقال: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:117].



واختم بهذه الايه الصريحه في اتباع الصحابه واتخاذهم قدوه :
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة 100



الصحابه في السنة :

الحديث الأول: عن أبي سعيد، قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شئ، فسبه خالد. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل اُحُد ذهباً ما أدرك مُد أحدِهم ولا نصِيفَه)) رواه البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً- حديث/ 3673. ومسلم: كتاب فضائل الصحابة -باب تحريم سب الصحابة- حديث/ 2541. صحيح مسلم 4/1967م. والنصيف هو النصف. والسياق لمسلم ط. عبد الباق).
قال ابن تيمية في الصارم المسلول: وكذلك قال الإمام أحمد وغيره: كل من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة أو شهراً أو يوماً أو رآه مؤمناً به، فهو من أصحابه، له من الصحبة بقدر ذلك.
فإن قيل: فلِمَ نَهى خالداً عن أن يسب أصحابه إذا كان من أصحابه أيضاً؟ وقال: (لو أن أحدكم انفق مثل اُحُد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه)؟ قلنا: لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه من السابقين الأولين، الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه، وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا، وهم أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى. فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه، ممن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل. فنهى أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله. ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه، كنسبة خالد إلى السابقين، وأبعد (الصارم المسلول: ص576).
الحديث الثاني: قال -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) صحيح البخاري فتح الباري: حديث 3983. وصحيح مسلم: حديث 2494. عبد الباقي.
قيل: الأمر في قوله: اعملوا، للتكريم. وأن المراد أن كل عمل البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق.
وقيل: المعنى إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة، فكأنها لم تقع، معرفة الخصال المكفرة لابن حجر العسقلاني: ص 31 تحقسق جاسم الدوسري -الأولى 1404 هـ.
وقال النووي: قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على بعضهم -قدامة بن مظعون قال: (وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مسطحاً الحد، وكان بدرياً)، صحيح مسلم بشرح النووي: 16/56، 57.
وقال ابن القيم: والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال، الفوائد لابن القيم: ص 19، المكتبة القيمة، الأولى 1404 هـ.
الحديث الثالث: عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذيم يلونهم).
قال عمران: (فلا أدري؛ أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً) البخاري: حديث [3650]. ومسلم: حديث [2535]. وهذا سياق البخاري مختصراً.
الحديث الرابع: عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون) صحيح مسلم: حديث [2531]. والأمنة هي الأمان.
الحديث الخامس: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أكرموا أصحابي؛ فإنهم خياركم) رواه الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم بسند صحيح. انظر مشكاة المصابيح: 3/1695. ومسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 1/112.
وفي رواية أخرى: (احفظوني في أصحابي) رواه ابن ماجة: 2/64. وأحمد: 1/81. والحاكم: 1/114. وقال: صحيح ووافقه الذهبي وقال البوصيري: إسناد رجاله ثقات -زوائد ابن ماجة 3/53 وانظر بقية كلامه.
الحديث السادس: عن واثلة يرفعه: (لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأي من رآني وصاحبني) رواه ابن أبي شيبة 12/178، وابن أبي عاصم: 2/630. في السنة ومن طريق المصنف، ورواه الطبراني في الكبير 22/85. وعنه أبو النعيم في معرفة الصحابة 1/133، وقد حسنه الحافظ في الفتح 7/5، وقال الهيثم في الجمع 10/20: رواه الطبراني من طرق رجال أحدها رجال الصحيح.
الحديث السابع: عن انس رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الانصار) البخاري 7 / 113 ، ومسلم 1 / 85.
وقال في الأنصار كذلك: (لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق) البخاري 7 / 113 ومسلم 1 / 85 من حديث البراء رضي الله عنه.
وهناك أحاديث أخرى ظاهرة الدلالة على فضلهم بالجملة . اما فضائلهم على التفصيل فكثيرة جداً.
وقد جمع الإمام أحمد رحمه الله في كتابه فضائل الصحابة مجلدين ، قريبا من ألفي حديث وأثر . وهو أجمع كتاب في بابه، وقد حققه د . وصي الله بن محمد ، ونشرته جامعة أم القرى عام 1403 هـ.



إذا كنت فهمت من هذه الآيات أنه يراد بها ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وبني امية وبني العباس

أو أنك وضعت أحاديث كاذبة كانت قد وضعت لخدمة أصحاب المناصب

فأنا أقول لك أن علي مع القرآن

فمن هو مع القرآن أفضل واحق أن يتبع مكمن تأولتم ذكره بالقرآن؟

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون
المستدرك للحاكم 3 / 124 .

وذكره المناوي في فيض القدير ، والمتقي في كنز العمال ، كل منهما مختصرا ، وقالا : عن الطبراني في الأوسط
وروى ابن حجر الهيثمي في صواعقه : أخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض
ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ص 191 ( دار الكتب العلمية - بيروت 1403 ه‍ / 1983 ) .



توقيع : عبد محمد


المال في الغربة وطن

والفقر في الوطن غربة
من مواضيع : عبد محمد 0 إيمان عائشة
0 الحكمة في اخفاء قبر فاطمة الزهراء عليها السلام ودفنها ليلا وسرا
0 رزقنا حفيدة
0 مسألة
0 ترددات القنوات الشيعية في تاريخ 6-8-2013

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : طبعك غريب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-07-2009 الساعة : 11:09 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الروح [ مشاهدة المشاركة ]
..

الصحابه في القرأن وركز معي (في القرأن)

وُصف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتب السماوية السابقة -التوراة والإنجيل- على أفضل ما يوصف به المؤمن، فجاءت صفتهم بأنهم: أشدّاء على الكفار، رحماء بينهم، وأنهم ركّعٌ سجّدٌ، وأنهم يبتغون فضل الله ورضوانه، وأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهذا كله قطعاً فيهم، وقد أخبر سبحانه عن ذلك، فقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[الفتح:29].





إن أول ما نقول في هذا الباب: ان أبا بكر وعمر وعثمان ، ومن تضيفه اهل السنة إليهم في الفضل ، كطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبي عبيدة وعبد الرحمن ، لا يتخصصون من هذه المدحة بما خرج عنه أبو هريرة وأبو الدرداء ، بل لا يتخصصون بشيء لا يعم عمرو بن العاص ، وأبا موسى الاشعري والمغيرة بن شعبة وأبا الاعور السلمي ويزيد ومعاوية بن أبي سفيان ، بل لا يختصون منه بشيء دون أبي سفيان صخر بن حرب ، وعبد الله بن أبي سرح والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، والحكم بن أبي العاص ومروان بن الحكم وأشباههم من الناس ، لأن كل شيء أوجب دخول من سميتهم في مدحة القرآن ، فهو موجب دخول من سميناه ، وعبد الله بن أبي سلول ومالك بن نويرة وفلان وفلان .
إذ أن جميع هؤلاء أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن كان معه ، ولأكثرهم من النصرة للإسلام ، والجهاد بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله ) والآثار الجميلة والمقامات المحمودة ما ليس لإبي بكر وعمر وعثمان ، فأين موضع الحجة في فضل من ذكره على غيره من جملة من سميناه، وما وجه دلالتهم منه على إمامتهم ؟
ثم يقال لهم : خبّرونا عمّا وصف الله تعالى به من كان مع نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بما تضمّنه القرآن، أهو شامل لكل من كان معه ( عليه الصلاة والسلام ) في الزمان ، أم في الصقع والمكان ، أم في ظاهر الإسلام ، أم في ظاهره وباطنه على كل حال ، أم الوصف به علامة تخصيص مستحقه بالمدح دون من عداه ، أم لقسم آخر غير ما ذكرناه ؟
فإن قالوا : هو شامل لكل من كان مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الزمان أو المكان أو ظاهر الإسلام .
ظهر سقوطهم ، وصرّحوا بمدح الكفّار وأهل النفاق ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل .
وإن قالوا : إنه يشمل كل من كان معه على ظاهر الديانة وباطنها معاً دون من عددتموه من الأقسام .

قيل لهم : فدلّوا على أئمتكم وأصحابكم ، ومن تسمّون من أوليائكم ، أنهم كانوا في باطنهم على مثل ما أظهروه من الإيمان ، ثم ابنوا حينئذ على هذا الكلام ؟ وإلا فأنتم مدعون ومتحكمون بما لا تثبت معه حجة ، ولا لكم عليه دليل من القرآن ولا خبر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن اعتمد فيه على غير هذين فإنما اعتمد على الظن والحسبان .
وإن قالوا : إن متضمن القرآن من الصفات المخصوصة ، إنما هي علامة على مستحقي المدحة من جماعة مظهري الإسلام ، دون أن تكون منتظمة لسائرهم.
قيل لهم : فدلوا الآن على من سمّيتموه كان مستحقا لتلك الصفات ، لتتوجه إليه المدحة ويتم لكم فيه المراد.
ثم يقال لهم : تأمّلوا معنى الآية ، ان الله تعالى ميّز مثل قوم من أصحاب نبيه ( صلى الله عليه وآله ) في كتبه الأولى ، وثبوت صفاتهم بالخير والتقى في صحف إبراهيم وموسى وعيسى ( عليهم السلام ) ، ثم كشف عنهم بما ميّزهم به من الصفات التي تفرّدوا بها من جملة المسلمين ، وبانوا بحقيقتها عن سائر المقرّبين . فقال سبحانه : (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل )) وكأن تقدير الكلام : إن الذين بينت أمثالهم في التوراة والإنجيل من جملة أصحابك ومن معك - يا محمد - هم أشداء على الكفّار ، والرحماء بينهم الذين تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا .
وجرى هذا في الكلام مجرى من قال : زيد بن عبد الله إمام عدل ، والذين معه يطيعون الله ، ويجاهدون في سبيل الله ، ولا يرتكبون شيئاً ممّا حرّم الله وهم المؤمنون حقاً دون من سواهم ، إذ هم أولياء الله الذين تجب مودتهم دون من معه ممّن عداهم ، وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، فالواجب أن تستقرئ الجماعة في طلب هذه الصفات ، فمن كان عليها منهم فقد توجه إليه المدح وحصل له التعظيم ، ومن كان على خلافها فالقرآن ومخرج له عن منازل التعظيم .
فنظرنا في ذلك واعتبرناه ، فوجدنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وجعفر بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبا دجانة - وهو سماك بن خرشة الأنصاري - وأمثالهم من المهاجرين والأنصار ( رضي الله عنهم ) ، قد انتظموا صفات الممدوحين من الصحابة في متضمن القرآن .
وذلك أنهم بارزوا من أعداء الملة الأقران ، وكافحوا منهما الشجعان ، وقتلوا منهم الأبطال ، وسفكوا في طاعة الله سبحانه دماء الكفّار ، وبنوا بسيوفهم قواعد الإيمان ، وجلوا عن نبيّهم ( صلى الله عليه وآله ) الكرب والأحزان ، وظهر بذلك شدّتهم على الكفّار ، كما وصفهم الله تعالى في محكم القرآن ، وكانوا من التواصل على أهل الإسلام ، والرحمة بينهم على ما ندبوا إليه ، فاستحقوا الوصف في الذكر والبيان .
فأما إقامتهم الصلاة وابتغاؤهم من فضل الله تعالى القربات ، فلم يدفعهم عن علو الرتبة في ذلك أحد من الناس ، فثبت لهم حقيقة المدح لحصول مثلهم فيما أخير الله تعالى عنهم في متقدم الكتب ، واستغنينا بما عرفنا لهم ممّا شرحناه في استقراء غيرهم ، ممّن قد ارتفع في حاله الخلاف.
ثم نظرنا فيما ادعاه الخصوم لاجل أئمتهم ، وأعظمهم قدراً عندهم من مشاركة من سمّيناه فيما ذكرنا من الصفات وبيّناه ، فوجدناهم على ما قدّمناه من الخروج عنها واستحقاق أضدادها على ما رسمناه .
وذلك أنه لم يكن لأحد منهم مقام في الجهاد ، ولا عرف لهم قتيل من الكفّار ، ولا كلّم كلاماً في نصرة الإسلام ، بل ظهر منه الجزع في مواطن القتال ، وفرّ في يوم خيبر وأحد وحنين ، وقد نهاهم الله تعالى عن الفرار ، وولّوا الأدبار ، مع الوعيد لهم على ذلك في جلي البيان ، وأسلموا النبي ( صلى الله عليه وآله ) للحتوف في مقام بعد مقام ، فخرجوا بذلك عن الشدّة على الكفّار ، وهان أمرهم على أهل الشرك والضلال ، وبطل أن يكونوا من جملة المعنين بالمدحة في القرآن ، ولو كانوا على سائر ما عدا ما ذكرناه من باقي الصفات ، وكيف وأنى يثبت لهم شيء منها بضرورة ولا استدلال ، لان المدح إنما توجه إلى من حصل له مجموع الخصال في الآية دون بعضها ، وفي خروج القوم من البعض بما ذكرناه ، ممّا لا يمكن دفعه.
ثم يقال لهم : قد روى مخالفوكم عن علماء التفسير من آل محمد ( عليهم السلام ) أن هذه الآية إنما نزلت في أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة ( عليهم السلام ) من بعدهم خاصة دون سائر الناس ، وروايتهم لما ذكرنا عمّن سمينا أولى بالحق والصواب ، ممّا ادعيتموه بالتأويل والظن الحسبان والرأي ، لإسنادهم مقالتهم في ذلك إلى من ندب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرجوع إليه عند الإختلاف ، وأمر باتباعه في الدين ، وأمن متبعه من الضلال .
ثم إن دليل القرآن يعضده البيان ، وذلك إن الله تعالى أخبر عمّن ذكره بالشدة على الكفّار ، والرحمة لأهل الإيمان ، والصلاة له ، والإجتهاد في الطاعات ، بثبوت صفته في التوراة والإنجيل ، وبالسجود لله تعالى وخلع الأنداد ، ومحال وجود صفة ذلك لمن سجوده للأوثان ، وتقرّبه للات والعزى دون الله الواحد القهّار ، لأنه يوجب الكذب في المقال ، أو المدحة بما يوجب الذم من الكفر والعصيان .
وقد اتفقت الكافة على أن أبا بكر وعمر وعثمان ، وطلحة والزبير وسعداً وسعيداً وأبا عبيدة وعبد الرحمن ، قد عبدوا قبل بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأصنام ، وكانوا دهراً طويلاً يسجدون للأوثان من دون الله تعالى ، ويشركون به الأنداد ، فبطل أن تكون أسماؤهم ثابتة في التوراة والانجيل ، بذكر السجود على ما نطق به القرآن ، وثبت لأمير المؤمنين والأئمة من ذريته ( عليهم السلام ) ذلك ، للاتفاق على أنهم لم يعبدوا قط غير الله تعالى ، ولا سجدوا لأحد سواه ، وكان مثلهم في التوراة والإنجيل واقعاً موقعه على ما وصفناه ، مستحقاً به المدحة قبل كونه ، لما فيه من الإخلاص لله سبحانه على ما بيّناه .
ووافق دليل ذلك برهان الخبر عمّن ذكرناه ، من علماء آل محمد ( صلوات الله عليهم ) ، بما دل به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مقاله الذي اتفق العلماء عليه ، وهذا أيضاً ممّا لا يمكن التخلص منه مع الإنصاف .
ثم يقال لهم : خبّرونا عن طلحة والزبير ، أهما داخلان في جملة الممدوحين بقوله تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) إلى آخره ، أم غير داخلين في ذلك ؟
فإن قالوا : لم يدخل طلحة والزبير ونحوهما في جملة القوم .
خرجوا من مذاهبهم وقيل لهم : ما الذي أخرجهم من ذلك ، وأدخل أبا بكر وعمر وعثمان ، فكل شيء تدعونه في استحقاق الصفات ، فطلحة والزبير أشبه أن يكونا عليها منهم ، لما ظهر من مقاماتهم في الجهاد ، الذي لم يكن لأبي بكر وعمر وعثمان فيه ذكر على جميع الأحوال ؟! فلا يجدون شيئاً يعتمدون عليه في الفرق بين القوم .

وإن قالوا : إن طلحة والزبير في جملة القوم الممدوحين بما في الآية .
قيل لهم : فهلا عصمهما المدح الذي ادعيتموه لهم ، من دفع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن حقّه ، وإنكار إمامته ، واستحلال حربه ، وسفك دمه ، والتدين بعداوته على أي جهة شئتم : كان ذلك من تعمد ، أو خطأ ، أو شبهة ، أو عناد ، أو نظر ، أو اجتهاد ! ؟

فإن قالوا : إن مدح القرآن - على ما يزعمون - لم يعصمهما من ذلك ، ولا بد من الإعتراف بما ذكرناه ، لان منع دفعه جحد الاضطرار .
قيل لهم : فبما تدفعون أن أبا بكر وعمر وعثمان ، قد دفعوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن حقّه ، وتقدّموا عليه وكان أولى بالتقدم عليهم ، وأنكروا إمامته وقد كانت ثابتة ، ودفعوا النصوص عليه وهي له واجبة ، ولم يعصمهم ذلك ، ثم توجه المدح لهم من الآية ، كما لم يعصم طلحة والزبير ممّا وصفناه ، ووقع منهم في إنكار حق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كما وقع من الرجلين المشاركين لهم فيما ادعيتموه من مدح القرآن ، وعلى الوجه الذي كان منهما ذلك ، من تعمد أو خطأ أو شبهة أو اجتهاد أو عناد ؟ وهذا ما لا سبيل لهم إلى دفعه.
ويؤكد ذلك أن الله تعالى مدح من وصف بالآية ، بما كان عليه في الحال ، ولم يقض بمدحه له على صلاح العواقب ، ولا أوجب العصمة له من الضلال ، ولا استدامة لما استحق به المدحة في الاستقبال .
ألا ترى أنه سبحانه قد اشترط في المغفرة لهم والرضوان ، الإيمان في الخاتمة ، ودل بالتخصيص لمن اشترط له ذلك ، على أن في جملتهم من يتغير حاله ، فيخرج عن المدح إلى الذم واستحقاق العقاب ، فقال تعالى فيما اتصل به من وصفهم ومدحهم بما ذكرناه من مستحقهم في الحال : (( كزرع أخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )) .
فبعضهم في الوعد ولم يعمهم به ، وجعل الأجر مشترطاً لهم بالأعمال الصالحة ، ولم يقطع على الثبات ، ولو كان الوصف لهم بما تقدم موجباً لهم الثواب ، ومبيناً لهم المغفرة والرضوان ، لاستحال الشرط فيهم بعده وتناقض الكلام ، وكان التخصيص لهم موجباً بعد العموم ظاهر التضاد، فبطل ما تعلق به الخصم من جميع الجهات)).


توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:44 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية