الاسانيد جميعها ضعيفة لوجود ( الوليد بن مسلم ، ثور بن يزيد ، احمد بن الفرج الحمصي ، بقية بن الوليد ) ، نذكر تراجمهم لتفنيد رواية ـ خالد بن مخلد عن عبد الرحمن عن العرباض بن سارية ـ :
اولا: الوليد بن مسلم :
ثقة على الاتفاق ، ولكن وُصِفَ بتدليس التسوية ، وهذا النوع هو من اشر انواع التدليس ، حيث قال سبط بن العجمي في " التبيين لاسماء المدلسين (ص12) عند ذكر مقدمة لنوع تدليس التسوية ، قال : وهذا أشر الأقسام . انتهى
ونقل سبط بن العجمي في الصفحتين (12ـ13) بعض اقوال العلماء حول هذا النوع ، وهم :
قال شيخنا الحافظ العراقي في " النكت " له على بن الصلاح وهذا قادح فيمن تعمده فعله انتهى.
وقال العلائي في كتاب " المراسيل " ولا ريب في تضعيف من أكثر هذا النوع وقد وقع فيه جماعة من الائمة الكبار ولكن يسيرا كالاعمش والثوري حكاه عنهما الخطيب انتهى وممن نقل عنه فعل ذلك بقية بن الوليد والوليد بن مسلم والحسن بن ذكوان كما سيأتي وقال الخطيب البغدادي: وكان الاعمش والثوري وبقية يفعلون مثل هذا انتهى وقد تقدم بعض هذا.
ونقل الذهبي عن أبي الحسن بن القطان في بقية انه يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا إن صح عنه مفسد لعدالته. انتهى
فقد صح عند العلماء انه كان يدلس تدليس التسوية ، وهم :
1ـ ابو زرعة العرقي في كتابه " المدلسين (ص99) قال : الوليد بن مسلم الدمشقي كذلك ويعاني تدليس التسوية أيضاً. انتهى
2ـ سبط ابن العجمي في كتابه " التبيين لاسماء المدلسين (ص60) قال : الوليد بن مسلم الدمشقي كذلك ويعاني التسوية التي تقدم صفتها وحكمها اما الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري فتابعي ثقة بصري.
3ـ ابو سعيد العلائي في كتابه " جامع التحصيل في احكام المراسيل (ص111) " : الوليد بن مسلم الدمشقي كذلك ويعاني التسوية أيضا كما تقدم . انتهى قوله
4ـ زين الدين العراقي في كتابه " التقيد والايضاح (ص96) بعدما شرح تدليس التسوية قال : وممن كان يصنع هذا النوع من التدليس الوليد بن مسلم .
5ـ سراج الدين الانصاري في كتابه " المقنع (ص163) : وينبغي أن يتنبه بعد ذلك لأمر مهم وهو أن ثم تدليس لهم خاص يعرف بـ تدليس التسوية وهو لا يختص بشيخ المدلس بل بشيخ شيخه وقد رمي بذلك الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد .
6ـ ماهر ياسين فحل في كتابه " اثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء " قال : الثالث : تدليس التسوية ، و هو : ان يروي عن شيخه ، ثم يسقط ضعيفا بين ثقتين قد سمع أحدهما من الآخر أو
لقيه ، و يرويه بصيغة محتملة بين الثقتين .
و ممن اشتهر بهذا الوليد بن مسلم و بقية بن الوليد. انتهى
7ـ ابن حجر العسقلاني في كتابه " تقريب التهذيب (2/650) " الوليد بن مسلم القرشي مولاهم ، ابو العباس الدمشقي ، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية ، من الثامنة ... "
وغيرهم من العلماء ...
وهناك من العلماء مَنْ ذكر تدليسه دون قوله انه يدلس تدليس التسوية كـ :
1ـ ابن حجر العسقلاني في كتابه " طبقات المدليسن (ص51) " وذكره في الطبقة الثالثة ، قائلا : " الوليد بن مسلم الدمشقي معروف موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق "
2ـ جلال الدين السيوطي في كتابه " ذكر المدلسين (ص102) " قال : الوليد بن مسلم كذلك [ يكثر من التدليس ] . انتهى
3ـ قال الذهبي في " ميزان الاعتدال (4/347) " : قال ابو مسهر : الوليد دلس ، وربما دلس عن الكذابين .
وعندما نرجع الى ما قاله العلماء حول تدليس التسوية يُبانُ ضعف الراوي :
قال شيخنا الحافظ العراقي في " النكت " له على بن الصلاح وهذا قادح فيمن تعمده فعله انتهى.
وقال العلائي في كتاب " المراسيل " ولا ريب في تضعيف من أكثر هذا النوع وقد وقع فيه جماعة من الائمة الكبار ولكن يسيرا كالاعمش والثوري حكاه عنهما الخطيب انتهى وممن نقل عنه فعل ذلك بقية بن الوليد والوليد بن مسلم والحسن بن ذكوان كما سيأتي وقال الخطيب البغدادي: وكان الاعمش والثوري وبقية يفعلون مثل هذا انتهى وقد تقدم بعض هذا.
ونقل الذهبي عن أبي الحسن بن القطان في بقية انه يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا إن صح عنه مفسد لعدالته. انتهى
وقد صرح جملة من العلماء على انَّ تدليس الراوي يدل على ضعف الراوي وعدم وثاقة الراوي :
1ـ قال الشيخ احمد شاكر في شرحه لالفية السيوطي : وقد وقع في الصحيحين كثير من رواية بعض المدلسين ، والتدليس في الرواية من الاسباب الموجبة لضعف الراوي ، وعدم وثاقته لان التدليس في واقعة يرجع الى الكذب والاغراء .
2ـ قال الحافظ الذهبي : التدليس من الصحابة كثير الا انه لا يضر ولا عيب فيه ، هذا مع العلم بان التدليس من العيوب التي لا تقل خطرا عن الكذب ، ان لم يكن افظع منه ، وقد عده علماء الجرح والتعديل سببا كافيا لتضعيف الرواية وسقوطها عن درجة الاعتبار ولكنه اذا صدر من صحابي فلا حكم عليه . ومهما كان الحال فقد روى البخاري عن جماعة منهم الخوارج والنواصب والقدئية والمرجئة وغيرهم ممن وصفهم المدثون والفقهاء بالمبتدعة ومن بين هؤلاء ( 15 ) روايا طعن فيهم المحدثون بتهمة التشيع ومنهم عكرمة مولى عبد الله بن عباس لانه يكذب وينسب الحديث لعبد الله بن عباس
3ـ ققال شعبة بن الحجاج امام الجرح والتعديل على حد تعبير بعض المؤلفين في احوال الرواية : لأن ازني احب الى من ان ادلس ، واذاف الى ان التتدليس اضر من الكذب .
----------------------------------
ثانيا : ثور بن يزيد :
في ترجمته اربعة امور :
1ـ التعديل : عدله ابن سعد واحمد وابو اسامة ودحيم ويعقوب بن شيبة والدارمي ويحيى بن سعيد ووكيع وعيسى بن يونس والوليد بن مسلم وسفيان الثوري ويحيى بن معين والنسائي وابو حاتم وابي داود والعجلي والساجي .
2ـ جرحه : قال ابو مسهر وغيره : كان الاوزاعي يتكلم فيه ويهجوه .
قال الصفي الخزرجي بترجمته في " خلاصة تهذيب التهذيب (11/187) : قال احمد : كان يرى القدر ... تكلم فيه جماعة بسبب ذلك .
قال ابن حجر العسقلاني : قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته ، وليس لمالك عنه رواية لا في (الموطأ) ولا في (الكتب الستة) ولا في (غرائب مالك للدارقطني) فما ادري اين وقعت روايته عنه مع ذمة له .
وقال سلمة بن المعيار : كان الاوزاعي سيء القول في ثور وابن اسحاق وزرعة بن ابراهيم .
3ـ رميه قدري : قاله : ابن سعد والدارمي ويعقوب بن سفييان واحمد وابن معين وعبد الله بن سالم وابي داود والاجري وابن حبان والعجلي والساجي .
4ـ النصب : قال ابن سعد : كان ثقة في الحديث ، قال : انه كان قدريا ، وكان جده قُتِلَ يوم صفين مع معاوية ، فكان ثور اذا ذكر عليا ، قال : لا احب رجلا قتل جدي !! .
وقال عباس الدوري : ازهر الحرازي ، واسد بن وداعة ، وجماعة كانوا يجلسون ويسبون علي بن ابي طالب ، وكان ثور لا يسبه ، فإذا لم يسب جروا برجله !.
اقول : اي انه كان يسب وعندما كان يجلس ولا يسب يجروه برجله .
5ـ تخذير الروى عنه : قال نعيم بن حماد قال عبد الله بن المبارك :
أيها الطالب علماً ائت حماد بن يزيد
فاطلبن العلم منه ثم قـــيــــده بــقيـد
لا كثور وكجــهم وكـعمرو بن عبيد
----------------------------------
ثالثا : احمد بن الفرج الحمصي :
جاء في كتاب ابن حجر العسقلاني " تهذيب التهذيب (1/40ـ41) :
1ـ من عدله :
قال ابن ابي حاتم : كتبنا عنه ومحله الصدق
وقال ابو احمد الحاكم : قدم العراق فكتوبا عنه ، واهلها حسنوا الراي فيه ...
وقال مسلمة بن قاسم : ثقة مشهور
وقال ابن حبان في الثقات : يخطئ ، وهو مشهور بكنيته .
2ـ من جرحه :
قال ابن حجر : وبقية كلام ابن عوف : كان يتفتى ـ اي يتزيا بزي الشطار ـ وليس له في حديث بقية اصل ، هو فيها اكذب الخلق ، وانما هي احاديث وقعت له في ظهر قرطاس في اولها : يزيد بن عبد ربه ، حدثنا بقية قال : وكتبه التي عنده عن ضمرة وابن ابي فديك من كتب احمد بن النضة وقعت اليه .
قال وبلغني ان فتى من اصحاب الحديث وقف عنده على كتاب مسال لعقبة بن علقمة ليست من حديثه ، فقال له اتق الله يا شيخ
وقال ابو احمد الحاكم : قدم العراق فكتوبا عنه ، واهلها حسنوا الراي فيه لكن محمد بن عوف كان يتكلم فيه ورايت ابن جوصا يضعف امره ورماه محمد بن عوف بالكذب وسوء الحال .
وقال ابو هاش م عبد الغافر بن سلامة : سمعت من يرميه بالكذب من اصحابنا فلم اكتب عنه شيئا . انتهت ترجمته في التهذيب .
----------------------------------
رابعا : بقية بن الوليد :
نقسم الاقوال التي جاءت فيه في كتاب " تهذيب التهذيب (1/239ـ140ـ141) " ، من قال :
1ـ لا يحتج به : قال عبد الحق في " الاحكام " في غير ما حديث : بقية لايحتج به .
وقال البيهقي في " الخلافيات " : اجمعوا على ان بقية ليس بحجة .
وقال الجوقاني : اذا تفرد بالروابة فغيرمحتج به لكثرة وهمه مع ان مسلما .. .
وقال ابو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ...
2ـ التحذير عنه : قال ابن عيينة : لا تسمعوا من بقية ما كان في سُنَّة ، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.
وقال عبد الله بن احمد سُئل ابي عن بقية واسماعيل، فقال : بقية احب الي : واذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا تقبلون .
وقال النسائي : اذا قال حدثنا واخبرنا فهو ثقة واذا قال عن فلان ، فلا يؤخذ عنه لانه لا يدرى عمن اخذه .
3ـ تجريحات : قال يحيى بن معين : كان يحدث عن الضعفاء بمئة حديث قبلان يحدث عن الثقات .
وقال يعقوب : بقية ثقة حسن الحديث اذا حدث عن المعرفوين ويحدث عن قوم متروكي الحدث وعن الضعفاء ويحيد عن اسماءهم الى كناهم وحدث عن سويد بن سعيد الحدثاني .
وقال ابن سعد : كان ثقة في روايته عن الثقات ، ضعيفا في روايته عن غير الثقات .
وقال العجلي ثقة فيما يروي عن المعرفين ، وما روى عن المجهولين فليس بشيء .
وقال ابو زرعة : .... ثم قال : هذا في الثقات ، فاما في المجهولين فيحدث عن قوم لا يعرفون ولا يضبطون .
وقال في موضع اخر : ماله عيب الا كثرة روايته عن المجهولين ... .
وقال ابن عدي : يخاف في بعض رواياته في بعض رواياته عن الثقات ، ...
وقال ابو مسهر : بقية ليست احاديث نقية فكن منها على تقية .
وقال ابوداود سمعت احمد يقول روى بقية عن عبيد الله بن عمر مناكير
وقال الجوزجاني رحم الله بقية ، ما كان يبالي اذا وجد خرافة عمن ياخذ ... .
وقال ابن خزيمة : لا احتج ببقية ، ... توهمت ان بقية لا يحدث المناكير الا عن المجاهيل فاذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من اين اتي ، قلت اتى من التدليس .
وقال بن حبان : لم يسبر ابو عبد الله شان بقية وانما نظر الى احاديث موضوعة رويت عنه عن اقوام ثقات فانكرها ولعمري انه موضع الانكار وفي دون هذا ما يسقط عدالة الانسان .... ولكنه كان مدلسا دلس عن عبيد الله بن عمر ومالك وشعبة ما اخذه عن مثل المجاشع بن عمرو والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميتمي واشباههم فروى عن اولئك الثقات الذين رااهم ما سمع من هؤلاء الشعفاء عنهم فكان يقول قال عبيد الله وقال مالك فحملوا عن بقية عن عبيد الله وعن بقية عن مالك واسقط ا لواهي بينهما فالزق الوضع ببقية وتخلص الواضع من الوسط وامتحن بقية بلاميذ له كانا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به .
وقا لابن حبان : هذه من نسخة موضوعة كتبناها ، يشبه ان يكون بقية سمعها من انسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عنه فالتزق ذلك به .
وقال العقيلي : صدوق اللهجة الا انه ياخذ عمن اقبل وادبر فليس بشيء .
وقال ابن عدي عن بقية قال قال لي شعبة : يا ابا يحمد ما احسن حديثك ولكن ليس له اركان .
وقال الساجي : فيه اختلاف
وق ال ابن المديني : صالح فيما روى عن اهل الشام ، واما عن اهل الحجاز والعراق فضعيف جدا
وقال الخليلي اختلفوا فيه .
وقال الخطيب : في حديثه مناكير ، الا ان اكثرها عن المجاهيل وكان صدوقا .
وقال ابن القطان : بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا ان صح مفسد لعدالته .
4ـ التدليس : مر سابقا في ترجمة صالح بن مسلم شرح تدليس التسوية . وبقية بن الوليد ايضا كذلك يسقط الضعيف من بين الثقتين . وكما مر سابقا في انه شر انواع التدليس .
قال سبط ابن العجمي في " التبيين لاسماء المدلسين (ص16) " : (بقية بن الوليد) مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء وتعاني تدليس التسوية وقد تقدمت صورته.توفى سنة 197.
وقال ابو زرعة العرقي في " المدلسين (ص37) " : بقية بن الوليد مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء يعاني تدليس التسوية وهو أفحش أنواع التدليس
وقال العلائي في " جامع التحصيل في احكام المراسيل (ص105) " : بقية بن الوليد مشهور به مكثر له عن الضعفاء يعاني التسوية التي تقدم ذكرها .
وفي (ص150) : بقية بن الوليد تقدم أنه مكثر من التدليس عن مشايخة مما سمعه من الضعفاء والمجهولين عنهم وقل ما أرسل مما تبين انقطاعه وقد قال أبو حاتم الرازي لم يسمع بقية من بن عجلان شيئا .
ووصفه ابن حجر العسقلاني بالتدليس في كتابه " طبقات المدلسين (ص49) " وعده من المرتبة الرابعة : بقية بن الوليد الحمصي المحدث المشهور المكثر له في مسلم حديث واحد وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه الائمة بذلك . انتهى
أقول : والمدلس اذا عنعن في حديثه يرد حديثه وهذا بقية عنعن . فحديثه يرد ويمسح به عرض الحائط ، قال النسائي : اذا قال حدثنا واخبرنا فهو ثقة ، واذا قال عن فلان ، فلا يؤخذ عنه لانه لا يدرى عمن اخذه .
العرض الشجري