وكالة الفضاء (ناسا) وزعت صوراً عجيبة ومثيرة عن مجرات الفضاء الموجودة حول نجوم قد تشكلت حديثاً، وهذه الصور هي التي تم التقاطها بواسطة المرقاب (التلسكوب) الفضائي الجديد هابل.
الصور تشير الى حصول اصطدام بين مجرتين متعرجتين ، والتي كان الفلكيون يسمونهما بالفئران، حيث ان شكلهما يشبه الفئران ، واللتان تدوران حول بعضهما البعض.
ويقول العلماء : ان اصطدام الفئران هذا، يمكن ان يساعد في معرفة مستقبل مجرتنا (درب التبانة) ، حيث قيل انه بالاستفادة من التراكيب الكومبيوترية والحسابات المشابهة، قد توصلوا الى امكان حصول اصطدام بين مجرتنا، واقرب مجرة من جيراننا وهي مجرة (آندرومدا) خلال بعض الميليارات من السنين.
فما اغرب هذا الكون الفسيح !.. وما اوسع ملكه !.. وما وزن بنى آدم فى هذا الوجود ؟.. ولكن مع ذلك ، فالقلب - اذا صار مطيعا له - فهو عرش للرحمن ، اذ لا يسعه ارضه ولا سماؤه ، بل يسعه قلب عبده المؤمن ، كما نطقت الروايات بذلك .
يا للضعف :اوله نطفة .. تؤلمه البقة!.. لا يدفع حتفه!..
جاءت الحشرة لتضع بيضها فى عين بنى آدم ، من دون ان يشعر بذلك واذا باليرقة تتخذ من اغلى موضع فى الوجه ، الى دار للحضانة فتنمو وتنمو ، الى ان يستخرجها الجراحون كما ترى !!..
ان الانسان موجود مخير ولا خلاف فى ذلك ، ولكنه محكوم بأمور كثير فى الحياة من قوانين الطبيعة وتقلبات الحياة ..ولكنه من الاسف لا يلتفت الى ضعفه الا حينما يتوسد التراب، وقد واقعت الواقعة ولا عودة الى الدنيا ، ليجبر فيها ما فرط فى ايامه الخالية !
فتذكر قوله تعالى : وان يسلبهم الذباب شيئالا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب والمطلوب!!
انها المقاومة !!.. شجرة وحيدة تقاوم الأعاصير فى هذه الصحراء القاحلة بل القاتلة
إنها لا زالت حية ، رغم ان كل شيئ ميت حولها .. نعم إنها مثل المؤمن فى البلاد القاحلة - روحا وباطنا كبلاد الكفر - يبقى يعاند ، ويقاوم ، ويتحدى ، ليرى كل شيئ ميتا امامه ، وهو لا زال حيا بذكر رب العالمين ..
منطقه وشعاره : ليمت كل شيى حولى !! ولأبقى انا الحى ، كهذه الشجرة الغريبة ، بين الرمال الرخيصة ، مادام الحشر اليه ، واللقاء اخيرا معه!
يا ترى ما هو جواب البعض ، لو اراه الله تعالى عشرات الاشجار المقاومة فى هذه الصحراء ، وفى ظل ظروف مشابهة ليقول له : ألا تاسيت بالمقاوم ، بدلا من المهزوم!.. فما الجواب ؟
كم امانيهم عريضة ، وأطماعهم طويلة !..
يتمنون ذلك اليوم الذي تسوى فيه أولى القبلتين ، وثانى الحرمين بالأرض ، ليبنى محله : هيكل سليمانهم المزعوم
لقد صدق القرآن إذ اعتبر أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود .. وصدق إذ قال عنهم انهم لا يرضون عنا حتى نتبع ملتهم ، بل ونستبدل مساجدنا بهياكلهم
ولكن لا ضير.. فصبرا صبرا ، إذ بشر الله تعالى بقوم ، ياتون فى آخر الزمان ، كانهم زبر الحديد ، لا يملون الحرب ، ولا يجبنون من الأعداء
نعم .. حتى يسلموا راية النصر والظفر الى المهدى من آل محمد (ص) وبجانبه المسيح المدخر!.. أوهل هناك أمل الا بهذه النخبة التى اعارت الله تعالى جماجمها كما طلب أمير المؤمنين (ع) ممن يريد القتال بين يدى الهدى!!
إن علاقتنا بالخارج واضحة من خلال هذه الصورة
فإن الخارج يتحول الى صورة في قعر العين ، فتنتقل على شكل ذبذبات عصبية الى المخ ، فلا اتحاد بين الناظر والمنظور اليه إلا بهذا المقدار
لنتكلم مع انفسنا بصراحة ونقول : إن من يسترق النظر الى ما يحرم النظر اليه .. ما الذي سيحصل عليه من ذلك النظر ؟..
صور في قعر الشبكية ، وذبذبات في زاوية من زوايا المخ ، هل هذا يكفي لاقتحام حدود الملك الجبار؟..
فكم من الجهل ان لا يبقى من الحرام الا هذه الصور الفانية ، والذبذبات العصبية الزائلة ، ومع ذلك نتكالب عليها تكالب الفراشة على النار؟!..
كان بامكان الحكيم ان يتم خلقه في اقل من هذه المدة
ولكنه ابى إلا ان يكون في تسعة أشهر ، كما أبى إلا ان يكون خلق السموات في ستة أيام
إنه الدرس العملي لنا جميعا : أن امور هذا الوجود مبينة على التدرج والمرحلية ، ومنها نمو الارواح .. فالذين يستعجلون الوصول الى الكمال في طفرة غير معهودة مخطئون في تصورهم ، إذ لا بد من المجاهدة المستمرة ، وقطع المراحل المتدرجة
فإن الأمر كما قال ارباب السير عنه : إنه سهل ممتنع !.. والتدرج سنة في الخلق ، من اراد تجاوزها خاب ظنه.