الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه
أما بعد
فبعد مناقشة يسيرة أعلن الحافظ للقرآن عادل الكلباني عجزه عن المناقشة العلمية ، وأظهر خلوه من العلم ، بل أظهر أنه ليس بسلفي !
والعجيب : أن هذا الهروب أظهره في صورة التقوى والورع والإعراض عن الجاهلين !
وهذا من مكره ودهائه ، فلو أنه كان منصفاً طالباً للحق لأعلن تراجعه أو عجزه أو جهله عن المناقشة .
ولكن رماني بالدواهي ليستر جهله ومكره وخديعته .
وأنا أطالب كل قارئ منصف : أن يقرأ المناقشة التي حصلت بيني وبينه كما في عنوان (مخيمات دعوية تخالف السنة) وأن يقرأ هذا التعقيب الجديد ويقارنه بما سبق ، وأن يحكم بالإنصاف والعدل ، وأن يشهد بالحق ، ولا يعدل عنه لميله لأحد الطرفين .
قولك ( الانفعال علامة الجهل وانقطاع الحجة !!
أنا جاهل ، قطبي سروري ، سمني ما شئت )
أقول : الانفعالات صدرت منك والجهالة في الخطاب أنت الذي بدأت فيه فلا ترمِ غيرك بما اقترفته يداك .
أما أنا فرددت عليك سيئتك ، والله يقول {وجزاء سيئة سيئة مثلها}
أألام على أمر أباحه الله .
ولعل القارئ يقول ماذا قال لك الكلباني من كلام سيء فأقول أقرأ معي ما يلي من كلامه وراجعه في تعليقاته بالأرقام المثبتة :
في التعقيب (رقم 19)
قال الكلباني : (وسأرد عليه في مسألة لبس فيها ، كما هي عادة القوم)
وقال الكلباني (هذا حق لبس بباطل)
فهنا رمى السلفية ورماني بأننا أهل تلبيس ؟
وقال الكلباني (فإذا علمت هذا تبين لك أن مدعي السلفية هم من أجهل الناس بالدين ، وبالسلفية)
وهنا رمى السلفيين بأنهم أجهل الناس بالدين والسلفية ؟
في التعقيب (رقم 22)
قال الكلباني ( فأظنكم تزعمون أن هذا رواية عن الإمام أحمد !!!)
فهنا يرمي الكلباني السلفيين بأنهم يفترون من تلقاء أنفسهم أشياء وينسبونها للإمام أحمد .
في التعقيب (رقم 24)
قال الكلباني (ازددت علما بجهل مدعي السلفية ، وأنهم يهرفون بما لا يعرفون ، وأنهم يحاولون جهدهم كيف يصدوا عن سبيل الله من آمن ، و يبغونها عوجا ، ولكن لا حيلة فيمن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!!!
كان لا بد من هذه المقدمة ، لأن من سمى نفسه متبع الأثر قد ضيع الأثر ، ولهذا فإني أحاول جاهد أن أدله عليه ، وصدق الله حين قال { إنك لا تهدي من أحببت } وإن كان أمثاله ليسوا ممن أحب !! )
هنا : يرمي الكلباني السلفية بعدة أمور :
الأول : أنهم جهلاء .
والثاني : أنهم يتكلمون كلاماً لا يعلمون معناه .
والثالث : أن السلفية يصدون عن سبيل الله من آمن و يبغونها عوجاً .
والرابع : أن متبع الأثر ضيع الأثر .
وقلت يا كلباني : (فإذا تبين لك هذا ، علمت أن متبع ألأثر قد ضل الأثر ، نعوذ بالله من الضلال . فلا يضير مثلي أن يلمزه - ويل لكل همزة لمزة - مدعي الاتباع ، ولا أن يقدروه قدره ، أسأل الله أن لا يفتني . )
الأول : طعنت في الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى – الذي زكاه أهل العلم ومنهم الشيخ صالح الفوزان وغيره .
وتعلم أنت بالذات : من هو محمد أمان فموقفك المخزي - يا قارئ القرآن البكاي - في مسجد الشيخ العبيكان يوم محاضرة هذا الإمام محمد أمان .
والثاني : وطعنت في بأني منحرف ؛ لأنكم تدعون أن الجامية فرقة منحرفة .
وإن لا اعتبر الجامية فرقة منحرفة ؛ لأن الجامية هي مثل الوهابية .
لكن هذا فيه دلالة على أنك حزبي محترق .
أفبعـــــــــــد : ما قلته يا كلباني في هذا الكلام من التعدي والتجاوز في الخطاب تريد مني أن أخاطبك بأسلوب لين كما خاطبتك في الأول ؟
لا وربي : إذا كنت معانداً لا تريد الحق ، فلا بد من إفحامك ومخاطبتك بالمقام الذي يستحقه من عاند الحق . لذا قلت لك في أول مناقشتي ( لو أردت أن ألقمك حجراً من البداية ، وأخاطبك بمستواك العلمي لفعلت ، ولكني حاولت التلطف بقدر الإمكان معك)
فأنا في أول الأمر حاولت أن أتألفك بسهولة ولين العبارة علك أن تعود إلى رشدك وتترك ما أنت عليه من الباطل .
لكنك كابرت الحق ، وتعديت القدر المتاح لك ، وشتمت من أحسن إليك ، فكان حقك أن تعامل بما عاملت به غيرك .
أم هذا جائز لك بالباطل ، حرام على غيرك بالحق .
قولك ( فقد أطنبت في القول ، ولم تقل شيئا !!
إذ إنك لم تجب على السؤال ، ولم تذكر أحدا من العلماء )
أقول : أنا أطالب القراء المنصفين أن يقرؤوا كلامي ، ويحكموا بيني وبين هذا الرجل الذي لا يعرف كوعه من بوعه .
كلامي بفضل الله مؤصل تأصيلاً علمياً ؛ لأني أتكلم بعلم لا بجهالة كبعض الناس
وأما قولك يا كلباني ( بقي شيء أهمس في أذنك به ، وهو أني قلت ما قلت آنفا دفاعا عن القرآن وحملته لا عن نفسي )
أقول : ليتك صادق فيما زعمت !
لا بل أنت دافعت عن نفسك ، أم أنك نسيت ما سطرته يداك ، ففي التعقيب رقم (24) قلت يا كلباني (ولي كل الفخر أني أحد هؤلاء المشهود لهم من نبينا صلى الله عليه وسلم بالخيرية ، نسأل الله الثبات ، وصلاح النية .... فلا يضير مثلي أن يلمزه - ويل لكل همزة لمزة - مدعي الاتباع ، ولا أن يقدروه قدره )
ومما يدل أنك تدافع عن نفسك قولك في تعقيب رقم (24) (قال أبو عبد الإله : لا أدري لم أفرد هذا التعقيب في موضوع منفرد ؟ ولكم أن تظنوا بهذا ما شئتم . أما كان يكفي ما سطرته هنا ؟ )
فقد غضبت لنفسك لما ظهر أمرك لا داخل موضوع ، بل بالخط العريض كما يقال ، مما يكشف حالك أمام الناس ، وأنك في الحقيقة خلو من العلم ، أو بعبارتك وعبارة أمثالك مدع للعلم .
وأما استدلالك بأثر عمر فهذا بعيد عن أنفك ؛ لأنك تخالف الآثار ، وتنصر الحزبيين الأشرار ، إنما أنت لو كنت في عهد عمر لكنت مثل صبيغ ولعلاك عمر بالدرة ، حتى يخرج ما في رأسك وقلبك من دغل .
وليتك من البداية ما أقحمت نفسك في الموضوع ، فكان استر لك لكن على نفسها جنت براقش .
وفي الختام :
فأنت يا كلباني مجرد حافظ للقرآن ، مثقف ، ثانوي ناطحت الدكتور إبراهيم المطلق ، وناقشت بجهل وسوء أدب .
ولو أنك اكتفيت بجمال صوتك وبكائك (نسأل الله الإخلاص) ، ولزمت الصمت كان خيراً لك .
لكن أن تتكلم بجهل ، وتتدافع عن أهل الأهواء فخذ على رأسك ، شئت أم أبيت .
ووالله ما كتبت ما كتبت إلا دفاعاً عن السنة ومنهج السلف الصالح ، والرد على أهل البدع والأهواء .
وعند الله تلتقي الخصوم .
ها نحن ننهي هذه المحاروة الجميلة التي هرب منها امام الحرم المكي الشريف لعنه الله واخزاه ونقول له الى المزيد من الهروب يا متسكع يابن الشوارع
العرض الشجري