من الأمور التي لا أسمح بها أبدا أن أرى شخصا يتلاعب بآيات الله و يقرأها و يقطعها كما يشاء و أسكت . أنا في هذا المنتدى أسكت كثيرا على تزييف و افتراءات و نسخ و لصق بجهل منسوب إلى مذهب أهل السنة ، ولكن إذا و صل الأمر إلى أن تقرأوا القرآن كما تشاؤون لتأولوها حسب معتقداتكم فأقول : قف ! .. هذا كتاب الله .
و الأصل في قراءة هذه الآية : وما يعلم تأويله إلا الله ...... ثم نقف ، و بعد ذلك نستأنف القراءة بالقول ... و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا
و هذا هو الصحيح في قراءة هذه الآية ، ولكن صعقت بكم تقرأونها بالشكل الآتي ..
و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم ... ثم تقفون و بعد ذلك تستأنفون القراءة بقولكم ... يقولون آمنا به كل من عند ربنا ..!!!!
و قبل أن أبين الخطأ في القراءة بهذا الشكل ، لا بد أن أذكركم ببعض الأساسيات في علم التجويد ...
من أهم الأمور التي يتعلمها الدارس لعلم التجويد هي علامات الوقف . لأن في القرآن آيات طويلة و الإنسان إذا لم يتعلم علم التجويد فإنه سيقرأ القرآن بشكل خاطئ و بالتالي يفهم بشكل خاطئ تماما يناقض مقصود الآية ...
أتمنى منكم جميعا ، أن تفتحوا المصحف و تنظروا إلى لفظ الجلالة ( الله ) و ستجدون مكتوبا فوق هذه الكلمة علامة الوقف الازم ( ) و التي تعني قف . و يجب أن تقف ثم تستأنف القراءة بالقول و الراسخون في العلم ....
ملاحظة : معظم المصاحف التي بالرسم العثماني تحتوي على علامات الوقف ، لا سيما مصاحف المدينة المنورة . و لا أعلم هل مصاحفكم تختلف عن مصاحفنا أم ماذا ؟؟؟ ألا تحتوي مصاحفكم على علامات الوقف الازم و الجائز و الممنوع ؟؟!!!!
حسبي الله و نعم الوكيل ... !!
و أرجو من الجميع بأن يقرأ كتابا للتجويد تحتوي على علامات الوقف في القرآن لكي تتضح الصورة أكثر ، لأني أوجزت الشرح و لكي ينظر إلى الكثير من الآيات التي لو لم نقف سيختلف المعنى الأصلي و يختل .
سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن معنى قول الله تعالى : (( و رتل القرآن ترتيلا )) ، فقال : هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف.
هذا سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يوضح لنا أن ترتيل القرآن هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف ...
و أعجب لمن يزعم أنه يتبع عليا و يشايعه وهو لا يعرف الوقوف في القرآن ...!!!!
لذلك عند قراءة القرآن نقرأ آية آية ، وفي الآيات الطويلة هناك علامات للوقف نفق عند كل شطر حتى يتضح المعنى .. أما إذا قرأنا بعشوائية نوصل الآيات و لا نقف عند مواضع الوقف ، فسيختل القرآن أيما خلل .. وهذا كله بسبب الجهل في علم التجويد .
بالنسبة للإعراب ،، حيث سأل أحدكم عن إعراب الواو ...
و لا يعلم تأويله إلا الله .. و .. الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا
هذا الواو : ليس واو العطف بتاتا . و إنما واو استئنافية ........ فليس كل واو واو عطف . نجد قول الله تعالى : ( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) ... ما إعراب الواو الأول و الواو الثاني ؟؟ ...
فهل نقول .. وما آتاكم الرسول فخذوه و مانهاكم ... ثم نقف فنقول : عنه فانتهوا ؟؟!!
الراسخون : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
في العلم : جار و مجرور
يقولون : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، و الواو : ضمير متصل في محل رفع فاعل . و الجملة الفعلية ( يقولون ) في محل رفع خبر المبتدأ . ( أي خبر الراسخون ) .
و الله إن الصورة واضحة لمن ألقى السمع و هو شهيد ، و يريد الحق وليس الجدال ...
في حين أننا لو قطعنا الآية خطأ كما تفعلون فنقول ..
وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم .... يقولون آمنا به كل من عند ربنا
يصبح الواو : حرف عطف
الراسخون : اسم معطوف على لفظ الجلالة ( الله ) مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
في العلم: جار و مجرور
يقولون : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يقولون مبتدأ ؟؟... طبعا لا ، لأنه لا يمكن للمبتدأ أن يكون جملة فعلية
إذا هو جملة فعلية في محل خبر ... فأين المبتدأ ؟؟؟؟؟
أو لنقل هي جملة فعلية جديدة ...
طيب من الذين يقولون ؟؟؟ من الفاعل ؟؟؟
اتقوا الله في أنفسكم يا جماعة ....
و لا تتكلموا من غير علم في كتاب الله .... هذا كتاب الله !!!!