بسم الله الهادي لما فيه الرشاد
الأخ الفاضل القلم الرقيب ..
تحية طيبة ..
قلتم :
" لو قرات الموضوع كاملاً وبتفكر لما سالت هل عاد سيدك عمر الى افعاله ام لا
اقراء الموضوع كاملاً من جديد ثم سأل ... لاتضيع وقت الكاتب وتبين له بأنك من جماعة قراءة اول سطرين ونهايه الموضوع فقط
يا سيدي أنا قرأت الموضوع جيداً ...
لنبدأ بالروايات ..
هذه "كنز العمال / ج: 2 ص: 353 :4222
من مسند عمر رضي الله عنه عن الشعبي قال :
نزل عمر بالروحاء ، فرأى ناسا يبتدرون أحجارا فقال : ما هذا ؟
فقالوا يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى هذه الأحجار ، فقال :
سبحان الله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا راكباً ، مر بواد فحضرت الصلاة فصلى ! ثم حدث فقال : إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم ، فقالوا : ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك لأنك تأتينا ، قلت وما ذاك إلا أني أعجب من كتب الله كيف يصدق بعضها بعضاً ، كيف تصدق التوراة الفرقان والقرآن التوراة ، فمر النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أكلمهم يوماً ، فقلت نعم ، فقلت أنشدكم بالله وما تقرؤون من كتابه أتعلمون أنه رسول الله ؟ قالوا : نعم فقلت : هلكتم والله ، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه ؟!
فقالوا لم نهلك ولكن سألناه من يأتيه بنبوته ؟ فقال : عدونا جبريل لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك ونحو هذا ، فقلت : ومن سلمكم من الملائكة ؟
فقالوا : ميكائيل ، ينزل بالقطر والرحمة وكذا ، قلت وكيف منزلتهما من ربهما ؟
قالوا : أحدهما عن يمينه ، والآخر من الجانب الآخر . فقلت إنه لا يحل لجبريل أن يعادي ميكائيل ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل ، وإني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا وحرب لمن حاربوا. ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا أريد أن أخبره ، فلما لقيته قال : ألا أخبرك بآيات أنزلت علي ؟ فقلت : بلى يا رسول الله فقرأ ( من كان عدواً لجبريل .. حتى بلغ ( الكافرين ) قلت يا رسول الله والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لا خبرك بما قالوا لي وقلت لهم ، فوجدت الله قد سبقني ، قال عمر : فلقد رأيتني وأنا أشد في دين الله من الحجر .
ـ ق وابن راهويه وابن جرير وابن أبى حاتم ) وسنده صحيح لكن الشعبي لم يدرك عمر .
وافقه في هذا الشان وحضور عمر لدروسهم السيوطي في أسباب النزول ج: 1 ص: 21 حيث يقول :
هذه الرواية تمدح عمر لأنه أشهد اليهود على أنفسهم ..وبات واضحاً سبب حضوره لتلك الدروس ..وهو لإثبات الحجة عليهم فها هو يقول لهم:" ، فقلت أنشدكم بالله وما تقرؤون من كتابه أتعلمون أنه رسول الله ؟ قالوا : نعم فقلت : هلكتم والله ، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه ؟!
هل في هذا ذم ؟
نعم أخطأ ولكن نيته كانت الخير ...
أما هذه الرواية:
" ــ مسند أحمد / ج: 3 ص: 470 :
( ... عن عبدالله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ؟ قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبدالله : فقلت له ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً . قال فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم . إنكم حظي من الأمم أنا حظكم من النبيين !
عمر أخطأ حين أراد أن يعرض ما يقوله اليهود ...
لكن لما رأى الغضب في وجه النبي قال :" فقال عمر : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً . قال فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ها هو عمر يخضع لأمر النبي ويؤكد على إيمانه ..
أما هذه الرواية
" ــ سنن الدارمي / ج: 1 ص: 115 :
( ... عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى رسول الله صلى الله عيله وسلم بنسخة من التوراة فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت ، فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير ، فقال أبو بكر : ثكلك الثواكل ما ترى بوجه رسول الله ! فنظر عمر إلى وجه رسول الله فقال : أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً . فقال رسول الله صلى الله عيله وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدأ لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك نبوتي لا تبعني ) .
هذه الرواية يستعيذ فيها عمر من غضب الله وغضب النبي
يعني حريص على إرضاء النبي ...
هذه هي الروايات ...أين فيها ما يؤكد عودة عمر إلى ما نهى عنه النبي ...وأنا أسألك يا أخا الإسلام القلم الرقيب أن تعيد قراءة الموضوع وتخبرنا أين ذكر في هذه الروايات أن عمر رضي الله عنه عاد لما نهي عنه ....
إن الموضوع كله لا أساس له .....
آجركم الله .