قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر ، فان ولدها يكون حليماً نقياً»
و أما بالنسبة للأصوات الخارجية فهي حتماً ستؤثر في سلوكيات
الطفل المستقبلية فعند مداومة الأم على سماع الموسيقى و الألحان و و إبتعادها عن إستماع القرآن و الأذكار اليومية سيؤدي ذلك إلى
نفور الطفل عن ذكر الله بعد خروجه و تفضيل سماع الغناء على ذلك
فللقرآن تأثيره الإيجابي على الطفل و على تصرفاته
و كما يلعب الغذاء دور كبير في نفسية الأم كذلك هو المحيط له
التأثير الكبير ، فذكر الإمام الصادق عليه السلام : «للمؤمن راحة في سعة المنزل»
فلابد من تواجد كل ما يريحها جسديا ً و نفسيا ً و من هنا يظهر
دور الزوج في توفير الجو المريح و الهادئ لزوجته الحامل بسبب ما
تعانيه من ضغوط و اضطرابات نفسية و لابد من تحمل بعض
تقصيرها و تلبية حاجاتها بقدر استطاعته فعن عبد الله بن عطا قال : (دخلت على أبي جعفر عليه السلام فرأيت في منزله نضداً ووسائد وانماطاً ومرافق ، فقلت ما هذا ؟ قال : «متاع المرأة»
و إن كانت مادياته لا تعينه على تلبية كل حاجياتها فعليه بتصبيرها
و تذكيرها بما ستناله نتيجة حلمها و صبره،فإذا حسّنت المعاملة معها حسُنت حالتها النفسية والروحية وانعكست على الجنين .
أشار الإسلام في مواضع عديدة إلى احتياجات ومطالب الطفل
الماديةمنها والمعنوية و أكد على أنه إذا تحققت هذه المطالب بالشكل
المطلوب سيزيدمن احترام الطفل لنفسه كونه غير مقهور و أنه
محبب لدى والديه ليقر وتهدأ نفسه ويعيشُ بسلامٍ نفسي ومعنوي مما
يكفل له تحقيق التكافل والانسجام مع بيئته الاجتماعية وهذا ما
أوصى به الإسلام وعلى العكس من ذلك فالتعاطي المحدود مع
احتياجات الطفل يؤدي إلى قيام حالة من الشعور بالحرمان لديهم تتطور هذه الحالة لتصل إلى الانحراف في حالات كثيرة و كذلك قد يتجه الطفل إلى الانحراف بسبب حصوله على كل ما يريد من حاجيات غير ضرورية... فالمطلوب في تلبية حاجاتهم هو تقديم كل ما يستطيعه الوالدان لطفلهم بقدر حاجته و نوعها على ألا تكون تلبية الجانب المادي هي أساس تربيته ومن باب تبيان محبتهم له
إذ يجب الجمع بين توفير المادة بالإضافة إلى توفير الجانب المعنوي حيث أن
توفير الجانب المادي فقط يوقع الطفل في الفراغ النفسي الذي يولد لديه إحباط ما يقوده إلى الضياع ...
فالجانب النفسي هو الذي يكفل انضباط الطفل من الناحية السلوكية ولعل ذلك يتوفر بتوفير بيئة آمنه.. فشعوره بالأمان يعتبر مصدر التفاؤل والأمل للمستقبل فالنفس المطمئنة ستواجه المصاعب بمرونة وتحولها إلى مرتكزات نفسية صامدة لانطلاقة ناجحة.. وهذا ما يجب توفيره للطفل إذ يتوجب على الأبوين شمله بالحب والرعاية فالحب يلعب دور كبير في الثبات الأخلاقي عنده حيث قال الإمام الصادق سلام الله عليه : ( هل الدين إلا حب ) و ذكر عنه عليه السلام : (« إن الله عز وجل لَيرحُم الرجل لشدة حبه لولده ») و إن ما يلقاه الطفل من رعاية من أبويه ستشعره بالتحرر من مخاوف وتقوي مناعته ضد كل ماقد يتسبب له بالشقاء ويتحكم بإرادته التي هي مصدر الطاقة لتحقيق أهدافه ...
فمن جملة ما يجب توفيره للطفل هو عزة النفس والكرامة ...
فكل فرد في المجتمع بحاجة لأن يشعر في قرارته بأنه عزيز النفس، وأن كرامته مُصانة... فالإحساس بعزة النفس شعورٌ يرقى بالإنسان إلى أعلى مستوى من الانفتاح وإيجابية التكيّف، أمّا التجريح والتهميش إذا طال كرامة الإنسان فينتج عنه توعّك في المزاج وانعدام في الطموح وتصدع لصورة الذات. لذا يجب أن نعزّز هذا الشعور لدى أولادنا ونعلّمهم كيفية المحافظة على كرامتهم، لأنها هويتهم التي من دونها لا يعرفون السلام أبدا...
لقد عنيَ الدين الإسلامي بالأطفال عناية شديدة ووجه الأبوين في كثير من المواضع حيثُ الوجهة الصحيحة
وإن كل أبوين يرجعان إلى التعاليم الإسلامية في التأديب سيجدان في الإسلام الطرق المثلى التي حث عليها ... إذ إنه هناك قواعد أساسية
سهلة التطبيق تجنب الوالدين المتاعب السلوكية التي تصدر من أطفالهم أهمها
أظهار المحبة والتقدير وإثابة السلوك الحسن الصادر عن أطفالهم إذ يجب
على كل أب وأم تشجيع أبنائهم على السلوك الحسن بإظهار الحب والتقدير
من خلال تعبيرات الوجه والكلام الحسن والمشجع لهم أذا أن إيماءات الوجه
وتعبيرات العين المعبرة عن الرضا هي كفيلة في إفهام الأطفال مدى حب
والديهم كما نهى الإسلام عن معاقبة السلوك السيئ بقسوة وعنف أذا أن
تربية الإسلام قائمة على تعويد الطفل على تعلم السلوك المقبول اجتماعيا
بطرق سلسلة دون اتخاذ أي جزء يضر بطفل نفسياً أو جسدياً بل على
العكس فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: ( لاتقسروا أبنائكم على زمانكم فإنهم خلقو لزمان غير زمانكم )
كما إن الشرع وضع كفارة يجب على كل أبوين الإتزام بها في حين
استخدامهم أساليب العنف والضرب على الأطفال ولهذا يجب اتخاذ العقوبة
المناسبة لتأديب الأطفال وأبعادهم عن كل ما هو مشين أذا أن الغرض
الأول من فرض العقوبة هو تقويم سلوك الطفل وليس إيذاء الطفل أو إلحاق
الضرر بنفسيته أو بجسده وأن أفضل مظاهر العقوبة نجاحاً هي التوبيخ
التنبيه لعواقب السلوك السيئ الحجر لمدة معينة والعقوبة الجسدية بالضرب
على اليد دون ترك أثر عليها كما يجب على الإباء الامتناع عن تحقير وإنقاص
الذات والعنف لأنه يولد العدوانية عند الطفل ...
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وأهل بيته وقراءة القرآن )
بعد خروج الطفل من بطن أمه إلى هذه الدنيا سيتعرض إلى الكثير من السلوكيات و الأفعال و الآراء المتفاوتة فيظهر أثر المدرسة الأول في تربية الطفل و مراقبة تصرفاته و توجيهه إلى طريق الصواب و إن أول المدارس التي من المهم أن تُخرج جيلا ً مبدعا ً عاقلاً مؤمنا ً ممهدا ً لدولة الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه
هي الأسرة ، و إن مجتمعاتنا تختلف بإختلاف أفرادها فمنهم الصالح المؤمن السعيد و منهم الفاسق الشقي و ذكر عن الإمام علي ( عليه السلام ) : (( لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا )) وهذا عائدٌ إلى الجو الأسري و إلى نهج الوالدين و قوة إيمانهم وتمسكهم بالعقيدة لتربيةأطفالهم على منهاج أهل البيت صلاة الله وسلامه عليهم
فعندما يكون الجو الأسري جوا ً مترف منشغل بالأمور الدنيوية سيبعد الطفل عن الأهداف الحقيقية و سيختل أهم شروط التربية
و للبدء بتأسيس طفلٌ مؤمن ملتزم لابد من إشعاره بوجود الله
و إن التربية الإسلامية ليست فقط دورا ً إنساني بل هو فريضة دينية روحيه تستوجب الأجر و العقاب ...
و أيضاً من الأمور المهمه هو أن تتوافق أقوال الوالدين مع تصرفاتهم فكيف للطفل أن يطبق ما يُطلب منه و هو يرى أن قدوته تفعل خلاف ذلك فبهذه الطريقة لن يستطيعا تربية طفلهما لعدم وجود ما يجب أن يملكاه من تدين و أخلاق حسنة فإن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) فالإيمان هبة فطرية موجودة في قلوبنا جميعا ً و التربية تقوم إما على إخماد هذا الإيمان أو تقويته
و كما أن المعلم يلعب دورا ً مهما في جانب التربية
حيث أن الطفل يواجه في مدرسته الجديدة العديد من الأفراد المتفاوتين في تصرفاتهم و أفكارهم و الكثير من الأمور الأخرى
و لكن الطفل يرى أن أستاذه هو القدوة فيراقب تصرفات معلمه بدقة و يبدأ بتقليد تصرفاته بل حتى طريقة حديثه و كلماته فلابد من أن يحسن المعلم من قوله و تصرفه و أن يكون أشد حرصا ً على ذلك أمام طلابه
فيكون المعلم هو المربي للطفل في هذه الفترة بشرط أن لا ينقطع دور الوالدين في التربية ولابد من ملاحظة تصرفات طفلهم و أن يختاروا له الرفقة الحسنة
فالتربية الإسلامية و الوراثة يلعبان دوران مهمان لإنتاج جيل ممهد لدولة الإمام الحجة عجل الله فرجه و نافعا ً لا مخربا ً و لا مفسدا ً لهذه الأرض
لينشأ طفلاً قوي الإيمان مواجها ً لهذه التيارات التي تسير بعكس مساره .