نقاط على صحيح البخاري
الذي يتابع بتعمّق في روايات البخاري وأحاديثه يجد فيه نواقص تضر باعتباره وبالاعتماد عليه أو بحسن تأليفه، منها:
1 ـ لا مناسبة في بعض المواضع بين عناوين الاَبواب ورواياتها كما في غالب كتاب العلم، وكتاب مواقيت الصلاة، وباب إذا لم يجد ماء ولا تراباً وامثالها.
2 ـ الاحاديث المكررة ـ سواء بلا مناسبة أو بمناسبة جزئية ـ في كتابه قد بلغت الى حد تشمئز منه النفس ويتنفر منه الطبع، ولعلها من خصائص هذا الكتاب وحده، فانّه ربمّا كرّر فيه بعض الاحاديث ثلاث عشرة مرة، وست عشرة مرة، وتسع عشرة، بل الى اثنتين وعشرين مرة!!!!
3 ـ لا يوجد في كتاب التوحيد ـ مثلاً ـ حديث مفيد، بل كثيراً ما لا يستفاد من روايات البخاري معنى مفيداً، وهذا شيء عجيب، وكيف يعقل ان تكون جملة كثيرة من احاديث النبي الحكيم الفصيح صلى الله عليه وآله وسلم في أُمور تافهة غير مناسبة لمقام النبوة، وهو افضل البشر عقلاً وعلماً وحكمة؟!!!
4 ـ لا معنى لبعض كتب البخاري، فلاحظ كتاب التمني تجد صدق ما قلنا.
5 ـ ينبغي ان نسمي مجمع الصحاح ـ ومنها البخاري ـ بكتب سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ لا توجد في أكثر احاديثها مطالب في العقائد والمعارف والضوابط الكلية في الفقه، ولذا ترى فقهاء المذاهب والمجتهدين في الفقه يلجأون الى القياس والاستحسان والمصالح المرسلة.
6 ـ كل منصف تعمق ـ بعد مطالعة البخاري ـ في سائر الصحاح يفهم بوضوح انّ البخاري ـ مع الغض عن نقله الحديث بالمعنى كما مر ـ يرى جواز الحذف والتغيير في متون الاحاديث بما يراه مناسباً، وهذا امر سأتطرق له بالتفصيل في احدى الحلقات القادمة انشاءالله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال مجمد
اختلف العلماء في مقدار الاعتماد على رجال البخاري بين معدل للجميع وبين من وضعهم في ميزان الجرح والتعديل .
والمنزهين لهم استشهدوا بقول المحدث ابو الحسن المقدسي : كل من روى في الصحيح فقد جاز القنطرة .
كما نص على ذلك القشيري في مختصره وأضاف انه لا يجوز الخروج عن هذا الاصل الا بحجة ظاهرة وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه .
واقر هذا المبدء ابن حجر في مقدمته فتح الباري ودافع دفاع قويا عن رجال الصحيح الذين تعرضوا للنقد والتجريح من رجال البخاري.
واما الطاعنين فنذكر منهم لا على سبيل الحصر:
ابن الصلاح فقال:
لقد احتج البخاري بجماعة سبق من غيره الطعن بهم , كعكرمة مولى ابن عباس واسماعيل بن اويس وعاصم بن علي وعمربن مرزوق وغيرهم .
وقال العراقي في شرح الالفية في رده على قول ان رجال البخاري كلهم ثقات :
ان هذا القول ليس بجيد لان النسائي ضعف جماعة اخرج لهم الشيخان.
وجاء في العلم الشامخ:في رجال الصحيحين من صرح الكثير من الائمة بجرحهم وتكلم فيهم من تكلم بالكلام الشديد ز
وقال الشيخ احمد شاكر في شرحه لالفية السيوطي :
وقد وقع في الصحيحين كثير من رواية بعض امدلسين .
ومعلوم ان التدليس من موجبات الضعف لانه يرجع للكذب وقد قال شعبة بن الحجاج امام الجرح والتعديل :لان ازني احب الي من ان ادلس .
وجملة الذين طعن فيهم من رجال البخاري فنحو أربعمائة نفر،
ويقول الدكتور أحمد امين:ان بعض الرجال الذين روى البخاري لهم غير ثقات، وقد ضعف الحفّاظ من رجال البخاري نحو الثمانين،
وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل فالوقوف على اسرار الرجال محال...
ان احكام الناس على الرجال تختلف كل الاختلاف...
وسنذكر انشاء الله تعالى مجموعة منهم في حلقات قادمة بعونه وقوته .