العرب ودورهم في عصر الظهور
 
    وردت أحاديث كثيرة عن العرب وأوضاعهم وحكامهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام ، وفي حركة ظهوره. 
    منها ، أحاديث الدولة الممهدة للمهدي في اليمن ، التي وردت فيها أحاديث مدح مطلقة.   
 ومنها ، أحاديث تحرك المصريين التي يفهم منها مدحهم ، خاصة ما ذكر منها أن من أصحاب الامام المهدي ووزرائه النجباء من مصر. 
     وما دل منها على أن مصر تكون منبراً للمهدي عليه السلام ، أي مركزاً  فكرياً وإعلامياً عالمياً للإسلام. وأن المهدي يدخل مصر ويخطب على منبرها. 
     لذا يمكن عد حركة المصريين في عداد الحركات الممهدة لظهور المهدي عليه  السلام ، والمشاركة في حركة ظهوره ..     ومنها ، أحاديث ( عصائب أهل  العراق ) أي مجموعاتهم ( وأبدال أهل الشام ) أي مۆمنوهم الممتازون .     ومنها ، أحاديث المغاربة ، التي تتحدث عن أدوار متعددة لقوات عسكرية مغربية  في مصر وسوريا والأردن العراق ، ورواياتها مختلطة بروايات القوات الغربية  وبحركة الفاطميين ، ويفهم من الأحاديث ذم هذه القوات. 
     كما وردت في مصادر الشيعة والسنة أحاديث في ذم حكام العرب بشكل عام ، منها  الحديث المستفيض : ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، أو ويل لطغاة العرب من شر  قد اقترب ) فعن أمير المؤمنين عليه السلام  قال : 
     ( والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ،  على العرب شديد. ويلٌ لطغاة العرب من شر قد اقترب ) البحار : 52/11 
    وفي مستدرك الحاكم : 4/: 239 : ( ويلٌ للعرب من شر قد اقترب ). 
    والمقصود بالكتاب الجديد : القرآن الذي يكون مهجوراً فيبعثه المهدي عليه السلام من جديد. 
     وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام قوله : ( إذا قام القائم دعا الناس  إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور. وإنما سمي  القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول. وسمي بالقائم لقيامه بالحق ) (  الإرشاد للمفيد ص 364 ) 
     والسبب في أن الإسلام يكون صعباً شديداً على الحكام وكثير من الناس أنهم  تعودوا على البعد عنه ، فهم يستصعبون العودة إليه ومبايعة المهدي عليه  السلام على العمل به. وقد يكون المقصود بالكتاب الجديد القرآن الجديد  بترتيب سوره وآياته ، فقد ورد أن نسخته محفوظة للمهدي عليه السلام مع  مواريث النبي صلى الله عليه وآلهوالأنبياء عليهم السلام وأنه لايختلف عن  القرآن الذي في أيدينا حتى في زيادة حرف أو نقصانه ، ولكنه يختلف في ترتيب  السور والآيات ، وأنه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه  السلام. ولا مانع أن تكون جدة القرآن بالمعنيين معاً. 
     وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب. فقلت :  جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال : شئ يسير. فقلت والله إن من يصف  هذا الأمر منهم لكثير ، فقال : لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا  ويخرج من الغربال خلق كثير ) ( البحار : 52/214 ). 
 
    ومنها ، أحاديث الإختلافات بين العرب في عصر الظهور ، التي تصل إلى الحرب بين بعضهم ، فعن الامام الباقر قال : 
     ( لايقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل  ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، واختلاف بين الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغير  في حالهم. حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كَلَب  الناس وأكل بعضهم بعضاً ) ( البحار : 52/231 ) 
     ومن هذا القبيل أحاديث خلع العرب أعنتها ، أي الإنفلات من العقائد والقيم ،  وإخراج كل ذي صيصية صيصيته ، أي إظهار كل صاحب فكرة فكرته والدعوة إليها. 
     ومنها ، أحاديث الإختلاف بين العرب والعجم أي الإيرانيين ، أو بين أمراء  العرب والعجم وأنه اختلاف يستمر إلى ظهور المهدي عليه السلام ، ما عدا ثورة  اليماني الممهدة للمهدي عليه السلام ، وما عدا الحركات الإسلامية التي  تكون مۆيدة للممهدين وللمهدي عليه السلام. 
     ومنها ، أحاديث قتال المهدي عليه السلام للعرب ، وقد ورد منها أحاديث  قتاله لبقايا حكومة الحجاز جزئياً بعد تحرير مكة المكرمة ، والمدينة  المنورة وربما عند تحريرها. ثم معركته مع السفياني في العراق ، ومعركته  الكبرى معه في فلسطين. 
     وجاء في بعضها قتاله عليه السلام للخوارج عليه في العراق ، وإباحته دماء  سبعين عشيرة أو عائلة. ولذلك ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ( إذا خرج  القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ) ( البحار : 52/355 ). 
     ومنها ، أحاديث الخسف والزلازل ، في جزيرة العرب ، وفي الشام ، وفي بغداد  وبابل والبصرة. وخروج نار في الحجاز أو في شرقي الحجاز ، تدوم ثلاثة أيام ،  أو سبعة أيام. وهي من علامات الظهور.