سورة الفرقان
5 - تُمْلى عَلَيْهِ « 1 » : أي تقرأ « 2 » عليه . يقال أمليت وأمللت .
18 - قَوْماً بُوراً « 3 » : يقال بار السعر والطعام أي هلك ، والبوار الهلاك .
22 - وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً « 4 » : قالوا : تقول الملائكة :
حراما محرّما عليكم أن تدخلوا الجنّة .
والحجر ها هنا الحرام ، والحجر من الخيل الأنثى . والحجر ما حجرت عليه وبه سمّي حجر البيت . والحجر أيضا العقل .
23 - وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ « 5 » : أي عمدنا .
( 1 ) تقرأ عليه ليحفظها لا ليكتبها لأنه لم يكن كاتبا . ابن الجوزي - زاد المسير 6 / 73 .
( 2 ) تقرأ في الأصل تقرى .
( 3 ) يعني هلكى بلغة عمان . ابن عباس - اللغات في القرآن 37 وانظر إبراهيم 14 / آية 28 .
( 4 ) يعني حراما محرّما بلغة قريش . ابن عباس - اللغات في القرآن 37 وانظر الأنعام 6 / آية 50 . وفي حاشية المخطوط : ( قسم لذي حجر ) الفجر 89 / آية 50 .
( 5 ) قال ابن قتيبة أي قصدنا ، والأصل ان من أراد القدوم إلى موضع عمد له وقصده . ابن الجوزي - زاد المسير 6 / 83 .
هَباءً مَنْثُوراً « 1 » : قالوا شعاع الشمس الذي يخرج من الكوّة .
30 - اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً « 2 » : في التفسير قالوا فيه غير الحقّ وهو من قولهم : هجر المريض يهجر .
38 - الرَّسِّ والرساس « 3 » : المعادن . وقال بعض المفسّرين إنّما سموا أصحاب الرسّ لأنّهم حفروا بئرا فرسّوا نبيّهم فيها أي أثبتوه .
40 - لا يَرْجُونَ نُشُوراً : لا يخافون « 4 » وهذه لهذيل من بين
( 1 ) ما يدخل البيت من الكوّة مثل الغبار إذا طلعت عليه الشمس وليس له مس ولا يرى في الظل . أبو حيان الأندلسي - تحفة الأريب 310 والهباء : التراب الذي تطيره الريح فتراه على وجوه الناس . ابن منظور - اللسان ( هبا ) .
( 2 ) متروكا لا يلتفتون إليه ولا يؤمنون به ، وهذا معنى قول ابن عباس ومقاتل . ابن الجوزي - زاد المسير 6 / 87 وانظر سورة المؤمنين 23 / آية 67 .
( 3 ) في العجائب للكرماني انه عجمي ومعناه البئر . السيوطي - الإتقان 1 / 181 وقال ابن قتيبة : كل ركيّة [ بئر ] تطوى [ تعرش بالحجارة ] فهي رسّ . ابن قتيبة - تفسير الغريب 313 .
( 4 ) قال الزجاج : الذي عليه أهل اللغة أن الرجاء ليس بمعنى الخوف وانما المعنى : بل كانوا لا يرجون ثواب عمل الخير فركبوا المعاصي . ابن الجوزي - زاد المسير 6 / 91 وانظر يونس 10 / آية 7 وقد ورد تفسير هذا الجزء من الآية في أول ما شرح المؤلف من غريب هذه السورة .
تفسير كتاب الله العزيز، ج ٣، الشيخ هود بن محكم الهواري الأوراسي، ص ١٧٦
تفسير سورة الفرقان وهي مكّيّة كلّها قوله : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله : تَبارَكَ : وهو من باب البركة « 1 » كقوله : ( تعالى ) أي : ارتفع . قوله : الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ : أي القرآن . وفرقانه حلاله وحرامه ، وفرائضه وأحكامه . عَلى عَبْدِهِ : يعني محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً : ( 1 ) أي ينذرهم النار وعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا . قال : الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ( 2 ) . ذكر بعضهم قال : كلّ شيء بقدر حتّى هذه ، ووضع طرف إصبعه السبّابة على طرف لسانه ثمّ وضعها على ظفر إبهامه اليسرى . قوله : وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ : أي من دون اللّه آلِهَةً : يعني الأوثان لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ : أي لا يصنعون شيئا ، أي : إنّهم يصنعونها بأيديهم . ذكر بعضهم في قوله : أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ ( 95 ) يعني أصنامهم التي عملوها بأيديهم وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ( 96 ) [ الصافّات : 95 - 96 ] أي : بأيديكم . قوله : وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ : يعني الأوثان ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً : أي لا يميتون أحدا ولا يحيون أحدا وَلا نُشُوراً : ( 3 ) أي ولا بعثا ، لا يملكون شيئا من ذلك . قوله : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا : يعنون القرآن إِلَّا إِفْكٌ : أي كذب افْتَراهُ : يعنون محمّدا عليه السّلام وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ : أي اليهود في تفسير مجاهد . وقال
( 1 ) في ز ، ورقة 237 ما يلي : « ومعنى البركة عند أهل اللغة الكثرة في كلّ ذي خير » . والقول لابن أبي زمنين . وهو مرويّ أيضا عن ابن عبّاس ، وانظر مختلف معاني الكلمة في اللسان : ( برك ) وقال الفرّاء في المعاني ، ج 2 ص 262 : « وهو من البركة ، وهو في العربيّة كقولك : تقدّس ربّنا . والبركة والتقدّس : العظمة ، وهما بعد سواء » .
------------------------------
صحيح ابن حبان ( تحقيق الأرنؤوط )، ج ١١، ابن حبان، ص ٨٢
------------------------------
التفسير الكبير ( تفسير القرآن العظيم )، ج ٤، الطبراني، ص ٤٨٤
وله تعالى : قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ ؛ أي قل لهم : ما يصنع بكم ربي وهو لا يحتاج إليكم لولا دعاؤه إيّاكم إلى الإسلام وإلى الطاعة لتنتفعوا أنتم بذلك . وقيل : معناه : أيّ وزن وقدر لكم عند ربي لولا دعاؤكم وعبادتكم إياه . وقيل : معناه : ما يفعل بكم يا أهل مكّة لولا عبادتكم غير اللّه ، فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ؛ يا أهل مكة ، فَسَوْفَ يَكُونُ ؛ جزاء تكذيبهم ، لِزاماً ( 77 ) ؛ أي أسروا وأخذوا بالأيدي . وقيل : أراد به يوم بدر . واللّزام بنصب اللام مصدرا أيضا . والخطاب بقوله ( فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ) يا أهل مكّة ؛ أي إنّ اللّه دعاكم بالرّسول إلى توحيده وعبادته ، فقد كذبتم الرسول ، ولم تجيبوا دعوته ، فسوف يكون تكذيبكم لزاما يلزمكم فلا تعطون التّوبة ، فقتلوا يوم بدر واتّصل بهم عذاب الآخرة . آخر تفسير سورة ( الفرقان ) والحمد لله رب العالمين
------------------------------