روى هذه الخطبة الحفاظ وأئمة الحديث في مجاميعهم كسليم بن قيس [كتاب سليم بن قيس الكوفي ص238]،
ومحمّد ابن يعقوب الكليني [الكافي ج2 ص226 باب المؤمن وعلاماته وصفاته]،
وابن أبي الحديد المعتزلي [شرح نهج البلاغة ج2 ص527 طبع مصر].
قال السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب: «تسمى هذه الخطبة بخطبة همام وهي من خطبة عليه السّلام المعروف، وقد رويت بأسانيد مختلفة، وطرق شتى، فممنّ رواها قبل الشريف الرضي أبان بن أبي عياش ـ كما في كتاب سليم بن القيس الهلالى: ص211 ـ ورواها الصدوق باسناد ذكره في «الأمالي» ص340 في المجلس الرابع والثلاثين، الذي أملاه يوم الثلاثاء، الثامن عشر من رجب، سنة ثمان وستين وثلاثمأة اي قبل ان يتخطى الشريف الرضي التاسعة من عمره الشريف وقبلهما ابن قتيبة روى جملة منها في كتاب الزهد من كتب «عيون الأخبار» م2 ـ352، ورواها الحرّاني في تحف العقول» ص159 إلى غير هؤلاء، هذا قبل الرضي أما بعده، فقد رواها جماعة من العلماء بأسانيد وصور تعرف منها على أنهم لم يأخذوها عن «النهج» منهم سبط ابن الجوزي في «التذكرة» ص148 نقلها من رواية مجاهد عن ابن عباس بصورة أخصر، وابن طلحة الشافعي في «مطالب السؤل» ج1 ص151 من قوله عليه السّلام (المؤمنون أهل الفضائل)، الى قوله سلام الله عليه: (يمسي وهمه الشكر ويصبح وشغله الذكر، وزاد على رواية الرضي (اولئك الأمنون المطمئنون الذين يسقون من كأس لا لغو فيها ولا تأثيم).
ثم رواها بصورة أخرى عن نوف قال: عرضت حاجة إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فاستتبعت اليه جندب بن زهير، والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم، وكان من أصحاب البرانس المتعبدين فاقبلنا اليه فألفيناه حين خرج يؤم المسجد، فأفضى ونحن معه إلى نفر متدننين قد أفاضوا في الاحدوثات تفكهاً، وهم يلهى بعضهم بعضاً، فاسرعوا اليه قياماً وسلموا عليه، فرد التحية ثم قال: من القوم؟ فقالوا: أناس من شيعتك يا أميرالمؤمنين، فقال لهم خيراً ثم قال: يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا، وحلية احبتنا؟ فأمسك القوم حياءً، فأقبل عليه جندب والربيع فقالا له: ما سمه شيعتك يا أميرالمؤمنين؟ فسكت فقال همام، وكان عابداً مجتهداً ـ أسألك بالذي اكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما انبأتنا بصفة شيعتك، فقال: لا تقسم فسأنبئكم جميعاً، ثم ذكر الموعظ بتفاوت يسير مع رواية الرضي، وذكر في آخرها صيحة همام وموته وغسله وصلاة أميرالمؤمنين عليه السّلام عليه وروى الكراجكي في «كنز الفوائد» ص31 مثله مسنداً» [مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج3 ص65].